تحذيرات من جملة مخاطر تهدد منطقة الحرم النبوي حال هطول أمطار غزيرة

نتيجة لوجود 4 أنفاق محيطة بالمنطقة تستخدم دون التأكد من توافر وسائل السلامة بها

آلية تابعة للدفاع المدني خلال مباشرتها للأمطار التي هطلت على المدينة المنورة العام الماضي («الشرق الأوسط»)
TT

حذر مصدر مسؤول في إدارة الدفاع المدني بالمدينة المنورة، من تعرض المنطقة المحيطة بالحرم النبوي للعديد من المخاطر المحتمل وقوعها في حال هطول أمطار غزيرة على المدينة المنورة، في ظل وجود ما يقارب أربعة أنفاق تحيط بالحرم النبوي.

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» النقيب بندر الأحمدي، نائب المتحدث الرسمي باسم إدارة الدفاع المدني في المدينة المنورة، أن كارثة جدة الأخيرة كانت سببا في فتح أمور كثيرة، ولا سيما أن الأنفاق المحيطة بالحرم النبوي يتم استخدامها دون التأكد من مدى توافر وسائل السلامة بها.

وقال في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»: «نطبق اليوم تجربة فرضية لاختبار مدى جاهزية تلك الأنفاق المتضمنة نفقين كمواقف سفلى للسيارات وآخرين للمشاة، الأمر الذي يجعل منها أحد احتمالات وقوع مخاطر في حال تعرض المنطقة لأمطار وسيول غزيرة».

وأشار إلى التجربة التي تشهد مشاركة كافة الجهات المعنية من أمانة المنطقة والشرطة والشؤون الصحية والجيش والدفاع المدني ووزارة المواصلات، تم التأكيد عليها ضمن اجتماع اللجنة الفورية التابعة للدفاع المدني بهدف قياس مدى تهيئة الأنفاق من ناحية تصريف مياه الأمطار وتوافر وسائل السلامة الأخرى بها، لافتا إلى أنه سيتم رصد جميع الأخطاء ومعالجتها بشكل فوري. وأضاف: «تشمل الدائرة الأولى المحيطة بالحرم النبوي نفقين للمشاة، إلى جانب آخرين كمواقف للسيارات في المنطقة السفلى، مما يجعل تعرضها للمخاطر أمرا محتملا، إذا ما هطلت أمطار غزيرة على المدينة المنورة، غير أن هذه المخاطر لا تقتصر على السيول فقط، وإنما تشمل نشوب حرائق وغيرها، الأمر الذي يحتم ضرورة التأكد من عمل أجهزة سحب الدخان تفاديا لوقوع أي حالات اختناق بها».

وأبان النقيب بندر الأحمدي أن التجربة الفرضية المزمع إجراؤها اليوم تندرج ضمن الخطط الموجودة منذ فترة لدى الدفاع المدني، والتي يتم تحديثها بشكل سنوي عبر فرضيات للحوادث المحتمل حدوثها، بينما تعتبر مخاطر السيول والأمطار إحدى خطط الطوارئ التي يتم إعدادها كل عام. ولكنه استدرك في القول: «إن الاستحداث الجديد في هذه الخطط ما حدث بمدينة جدة، خصوصا أن ذلك يندرج تحت الأمور الخارجة عن حدود وقدرات وإمكانات أي فرد»، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الأحداث التي شهدتها محافظة جدة لم تكن متوقعة في يوم من الأيام – بحسب قوله.

من جهتها، أكدت لـ«الشرق الأوسط» مصادر مطلعة في إمارة منطقة المدينة المنورة أن التغيرات الجوية التي باتت تشهدها أجواء السعودية بشكل عام دفعت بالإمارة إلى الحرص على القيام بتجربة فرضية، بهدف اختبار مدى جاهزية كافة الجهات المعنية لأي حالة طوارئ من الممكن حدوثها.

وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «في حال رصد أي أخطاء في المنطقة المحيطة بالحرم النبوي، فإنه ستتم معالجتها فورا ضمن خطط موضوعة مسبقا سواء بتنفيذ مشاريع جديدة أو بأي طرق أخرى»، موضحا أنه لن يتم إخلاء المنطقة أثناء التجربة كونها ستجرى في نفق «قباء».

وكانت إمارة منطقة المدينة المنورة قد أعلنت أول من أمس عن موافقة أمير المنطقة على تنفيذ تجارب فرضية لاختبار قدرة الأجهزة الحكومية وقياس مدى جاهزيتها لمواجهة السيول المحتمل حدوثها حول المسجد النبوي، وذلك من خلال تنفيذ الدفاع المدني اليوم تجربة فرضية في نفق قباء.

في حين حذرت يوم أمس الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، ضمن بيان رسمي صادر عنها، من منخفض حركي خلال الأيام المقبلة على معظم مناطق السعودية والذي يؤدي إلى نشاط في الرياح السطحية ومن ثم إثارة الأتربة والغبار.