التربية والتعليم: الحد من حوادث المعلمات على الطرق بـ«مشروع للنقل»

الخطة استهدفت طالبات المدارس كمرحلة أولى.. ويجري التحضير لنقلها للمعلمات

TT

أكد مسؤول رفيع في وزارة التربية والتعليم لـ«الشرق الأوسط»، أنه سيتم اعتماد خطة لنقل المعلمات في السعودية في خطوة ثانية مباشرة بعد الانتهاء من النقل المدرسي للطالبات بالشراكة مع القطاع الخاص المحلي، حيث ستعد هذه الخطوة نواة لمشروع أكبر، بهدف إيقاف حوادث المعلمات على الطرق السريعة، بتدريب السائقين واختيارهم بعناية بدلا عن العشوائية التي تكتنف حقل نقل المعلمات.

وكانت وزارة التربية والتعليم أسندت في وقت سابق خدمة النقل المدرسي إلى القطاع الخاص، في خطوة تهدف إلى تفريغ وزارة التربية والتعليم لمهمتها الأساسية في التعليم، والعمل على تطوير النقل المدرسي، من خلال شراكة حقيقية بين وزارة التربية والتعليم والقطاع الخاص.

وقال الدكتور سامي الدبيخي، المسؤول عن قسم النقل في وزارة التربية والتعليم في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن المرحلة الأولى تستهدف الطالبات فقط على أن يتم توسيع المشروع لاحقا ليشمل الطلاب والمعلمات، ولهذا فإن الأعداد المستهدفة لهذا المشروع في مرحلته الأولى بلغت (600) ألف طالبة - يشكلون 25 في المائة من أعداد الطالبات - موزعين على جميع مدن ومحافظات السعودية في بيئة جغرافية مختلفة، وهو مشروع ما زال في بداية مشواره على الرغم من النجاحات التي سجلها، وذلك لأن مثل هذه المشاريع في جميع أنحاء العالم لا تقاس سريعا.

وأوضح الدبيخي «الهدف من المشروع أن يكون متميزا، ولذلك وبعد استعراض العديد من المسميات وقع الاختيار على مسمى (الأمين) ليكون شعارا للمشروع، وكانت الآية الكريمة في قول الله عز وجل: (إن خير من استأجرت القوي الأمين (هي المحضن والمحور الأساس التي انطلقت منها التحضيرات للسياسات والاستراتيجيات، التي تهدف إلى تطوير النقل المدرسي لطالبات التعليم العام، فجاء أهم أهداف المشروع، هو توفير نقل آمن ومريح، ليؤكد أن الأمان كمفهوم شامل هو الهدف الأسمى من هذا المشروع، لذلك كان التأكيد على أن اختيار جميع الشرائح التي تعمل في هذا المشروع الحيوي تحقق هذا المفهوم، بداية من الشركات المتعهدة وانتهاء بالسائقين، وبذلك يسعى المشروع ليحقق أعلى مستوى من الأمان للطالبات المنقولات ويوفر لهم نقلا آمنا ومريحا بإذن الله تعالى».

وأبان المشرف على ملف النقل واعتبر «النقل المدرسي بالحافلات لدى معظم دول العالم، أمرا مرتبطا ومصاحبا لقضية التعليم الأساسي (ما قبل الجامعي)، فالسعودية معنية بالبحث عن السبل الكفيلة بتوفير وتعميم هذه الخدمة، شأنها في ذلك شأن بقية الدول، باعتبار أن البديل هو الاستمرار في الاعتماد على النقل الفردي بالسيارة الخاصة، مما يحمل معه العديد من المشكلات المرورية والاختناقات، وما يصاحبها من هدر للوقت واستهلاك للوقود والتلوث البيئي وتعاظم المخاطر على سلامة الطلاب وغيرهم».

ولخص الدبيخي أهمية المشروع بأنه يهدف إلى تطوير النقل المدرسي بالنظر إلى أبعاده التربوية والاجتماعية، إذ يعد النقل المدرسي إحدى الآليات الفعالة في إحداث التغيير الذي يمهد السبيل لدمج فئات المجتمع المختلفة تحقيقا لأهداف تربوية واجتماعية معينة، ففي السعودية على سبيل المثال، فإن النقل المدرسي يمر بمرحلة انتقالية إيجابية، أساسها تغيير النظرة التقليدية القائمة على الاعتقاد بأن أسلوب نقل الطلاب إلى المدارس أمر منوط برغبات أولياء أمور الطلاب والطالبات، بيد أن هذا الاتجاه التقليدي آخذ في الانحسار نتيجة لسيادة المفاهيم التربوية الحديثة.