التعويضات «المجزية» لمتضرري كارثة الأمطار تخفف جراح سكان جدة

حالة رضا تام مع أول أيام الصرف.. وتأكيدات بأن المبالغ فاقت توقعات المتضررين «بكثير»

حالة من الرضا سادت مواقع صرف التعويضات لمتضرري كارثة جدة الثانية («الشرق الأوسط»)
TT

عالجت تعويضات متضرري كارثة جدة بعض جراح سكان المدينة المكلومة جراء كارثة المطر، حيث فاقت التعويضات توقعات كل المراقبين والمتضررين، وسادت حالة رضا منذ يوم أول من أمس بين متضرري كارثة جدة الثانية، بعد بدء صرف التعويضات المالية لأول 500 شيك، وتجري مواصلة الصرف للباقين.

وكان أمير منطقة مكة المكرمة، الأمير خالد الفيصل، قد وجه لجان التعويضات بتقديم تعويضات مجزية للمتضررين، مشددا على سرعة إنجاز ذلك، وبدء صرف التعويضات.

وهنا علق سعد الغامدي، أحد المتضررين من سكان شرق جدة، ليؤكد، وهو أحد الذين تسلموا شيكات التعويض، أن المبلغ الذي حصل عليه فاق توقعاته بكثير، معبرا عن رضاه ورضا كل من يعرفه ممن تسلموا تعويضاتهم، وهو الأمر الذي اتفق معه فيه محمد الزهراني من سكان حي التوفيق أيضا، إذ يشير إلى أنه بدأ بالإصلاحات، وتغيير الأثاث بعد هدوء الأوضاع، وخسر حتى الآن ما يفوق الـ65 ألف ريال، إلا أن شيك التعويض غطى المبلغ وزاد.

إلى ذلك، أعلنت مصادر مطلعة في وزارة المالية السعودية، لـ«الشرق الأوسط» أنه سيتم الأسبوع المقبل حصر مستندات الإيواء في الشقق المفروشة، التي سيتم بموجبها صرف تعويضات الإيواء لملاك الشقق المفروشة، التي أسهمت في إيواء 5700 أسرة متضررة.

وبحسب سعد العتيبي، رئيس فريق وزارة المالية للجان التقدير والصرف لـ«الشرق الأوسط»، يواصل نحو 100 موظف من وزارة المالية أعمالهم في توزيع الشيكات للمتضررين، مشيرا إلى أنه تستأنف أعمال الصرف غدا لتدقيق الشيكات الموزعة، وفق آلية اعتمدتها لجان الصرف لهذا العام، بحيث يتم إعلان أرقام سجلات المتضررين في الصحف، ويتم تسليمهم شيكاتهم في فترة وجيزة لا تزيد عن نصف ساعة.

وبين العتيبي أن اللجنة لم تتلقَّ أي اعتراض من قبل متسلمي التعويضات، وأن التعويضات التي تم صرفها شملت كافة الأضرار، سواء المنازل أو المحلات وحتى المركبات.

وفي ذات السياق، قدر خبراء مختصون في قطاع العقارات والنقل لـ«الشرق الأوسط» التعويضات التي ستدفع للمتضررين جراء سيول جدة من قبل الدولة بنحو 1.6 مليار ريال تقريبا، من خلال ما أعلن من نتائج حصر من قبل الدفاع المدني، التي وصلت إلى 20911 ألفا ما بين عقار ومركبات، حيث بلغ مجموع العقارات نحو 12557 عقارا و8354 مركبة، ومن المتوقع أن يعلن عن موعد الحصر النهائي لها الأربعاء المقبل.

وقال عبد الله الأحمري، رئيس اللجنة العقارية في غرفة جدة، أن هناك الكثير من المخططات والأحياء التي تضررت وسكانها، تكفلت الدولة بتعويضهم بشكل مجزي ومرضي للجميع، كما حصل في السابق، حيث من المتوقع أن يبلغ حجم التعويضات لتلك العقارات من أراض ووحدات سكنية إلى 1.2 مليار ريال تقريبا، التي توازي ما أعلنه الدفاع المدني إلى يوم أمس الاثنين بـ12557 عقارا.

من جهته، أوضح سعيد البسامي، نائب رئيس لجنة النقل العام في غرفة جدة، أن حجم التعويضات لأصحاب المركبات المتضررة، التي بلغ مجموعها نحو 8354 مركبة يقدر بـ400 مليون ريال تقريبا بالنسبة للأفراد، أما سيارات التأجير العامة للمستثمرين في قطاع الاستثمار في تأجير السيارات، فقد تصل إلى 40 مليون ريال تقريبا، مشيرا إلى أن لجنة النقل توجهت إلى الجهات العليا، وعلى الفور تم تكوين لجنة خاصة لاستقبال طلبات سيارات التأجير العامة.

من جهته، قال اللواء محمد القرني، مدير المركز الإعلامي لمواجهة الحالة الطارئة بمحافظة جدة التابع للمديرية العامة للدفاع المدني لـ«الشرق الأوسط»، إن الحصر مستمر، وبلغ 12557 عقارا و8354 مركبة، بمجموع 20911. لجان التقدير رأت ضرورة من جهتها تقدير وتقييم المركبات عن طريق «شيخ الورش» لتفاوت الضرر الواقع في هذه المركبات من حيث الخلل الفني والهيكل الخارجي للسيارات.

وبين القرني أنه لم يتم صرف أي مبلغ إلى اليوم، فقد تم بدء التقدير، ومن المتوقع أن يكون صرف التعويضات خلال الأيام القليلة المقبلة، التي سيعلن عنها في حينها، وستكون عادلة بمشيئة الله في ظل توجيهات القيادات العليا.

الجدير بالذكر أنه تم إيواء 5775 أسرة، وصرف لهم إعاشة لمدة أسبوعيين بمعدل 2000 ريال للأب وللأم و200 ريال لكل طفل في الأسرة، بمبلغ متوسط 13860000 ريال خلال الأسبوعين فقط، حيث ينتظر أن يصرف للأسبوع الثالث جراء تمديد فترة الإيواء.

وفي ذات السياق، تواصل الجمعيات والمؤسسات الخيرية والمهنية سعيها لتخفيف معاناة المتضررين في الكارثة التي ضربت مدينة جدة مؤخرا، فقد قامت المؤسسة العامة لتدريب التقني والمهني بصيانة نحو 529 سيارة، وإنجاز نحو 76 مهمة صيانة منزلية، بينما وفرت جمعية البر بجدة كوبونات مشتريات بنحو 400 ألف ريال.

وأكد الدكتور راشد بن محمد الزهراني، رئيس مجلس التدريب التقني والمهني بمنطقة مكة المكرمة أن «برنامج الصيانة الطارئة لصيانة السيارات المتضررة من سيول جدة أنجز في أسبوعه الثالث صيانة لمختلف الموديلات».

وأشار إلى أن برنامج صيانة المنازل، الذي انطلق قبل يومين، تجاوز صيانة نحو 79 مهمة منزلية، مشيدا بالدور الكبير الذي ينفذه المهنيون في برنامج الدعم الفني، وإدخال بيانات 4800 متضرر بالتعاون مع إدارة الدفاع المدني بجدة.

وأوضح الزهراني أن المجلس يواصل برنامجه التطوعي من خلال تسيير 22 فرقة مجهزة تجهيزا تاما من ناحية الخبرات التدريبية والأيدي المهنية والعدد والأدوات اللازمة لعمليات الصيانة، مضيفا أن المجلس جند تخصصات ميكانيكا السيارات لبرنامج صيانة السيارات، وتخصصات النجارة واللحام والتبريد والتكييف والكهرباء والسباكة وصيانة الأجهزة المنزلية لبرنامج صيانة المنازل المتضررة.

وبين الزهراني أن الآلية التي تتم لتأهيل المنازل المتضررة من خلال تعبئة استمارات معينة لهذا الغرض يسجل فيها المتضرر كافة بياناته، ويسجل الأضرار بمنزله، لتتولى لجنة فنية الكشف على المنزل المتضرر، وبعدها يتجه الفريق الفني للعمل في المنزل حسب التخصصات المطلوبة من كهرباء وسباكة ونجارة وحدادة وتبريد وتكييف، وبشكل فوري لإنجاز العمل.