فيصل بن خالد: ازدواجية طريق «ضلع - شعار» حلم أنتظره.. وقريبا سيتحقق

أمير عسير أكد لـ «الشرق الأوسط» متابعته لأعمال تطوير «عقبات عسير» خطوة بخطوة

تتزاحم المركبات خلال مرورها بـ«عقبة ضلع»، الأمر الذي يؤرق الجهات الرسمية.. وفي الإطار الأمير فيصل بن خالد الذي قطع وعودا بتذليل جميع الإشكالات التي تكتنف عقبات منطقة عسير (تصوير: إقبال حسين)
TT

تعهد الرجل الأول في منطقة عسير بمواصلة العمل على قدم وساق، لمواجهة أي إشكال قد يطرأ على عقبات المنطقة، التي كان البعض منها سببا في حوادث مميتة خلال أعوام قليلة مضت.

واستقى الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز أمير منطقة عسير، في تصريحات خاصة بـ«الشرق الأوسط» وعوده تلك، من دراسة تعمل على إنجازها وزارة النقل، تقضي بإنهاء أزمة عقبة «ضلع» بازدواجية طريق العقبة، وهو الأمر الذي سيحول دون وقوع حوادث، كالتي شهدتها العقبة خلال الأعوام الماضية.

وتربط «عقبة ضلع» منطقة عسير بمنطقة جازان، وتحديدا تبدأ من أبها مرورا بالدرب ووصولا إلى جازان وضواحيها، ويبلغ طول المنطقة شديدة الوعورة نحو 11 كيلومترا، وتحوي 13 جسرا، ويبلغ طولها 3400 متر، بالإضافة إلى نفقين يبلغ طولهما 660 مترا.

وكان آخر الفصول الحزينة التي شهدتها «عقبة ضلع»، سقوط حافلة تابعة للنقل الجماعي في الشهر الثاني من عام 1429هـ، من فوق ارتفاع 40 مترا، راح ضحيتها نحو 26 شخصا من بينهم طفل رضيع.

وبالعودة إلى الأمير فيصل، الذي أبرز أهمية تذليل ما يعترض طريق المارة بالعقبتين، وقد يكون مسببا لحوادث لا تحمد عقباها، فقد اعتبر عمليات التذليل تلك «تحديات» مهمة، لكنها لن تثني النية على تطويعها بأي حال من الأحوال، ومهما كلف الأمر.

تلك الإشكالات، قادت أمير عسير إلى أن يكون مشرفا على ما تشهده من عمل تطويري، بل وباتت في نفس الأمير فيصل أشبه بالحلم، الذي تمنى تحقيقه، بل قطع وعودا في ذات التصريحات التي أدلى بها لـ«الشرق الأوسط» بتحقيق هذا الحلم، مهما كلف هذا الملف من وقت أو جهد أو مال، طبقا لتأكيدات أمير عسير.

وتشكل الأمطار التي تهطل على مرتفعات عسير، كابوسا حقيقيا لعابري العقبتين «شعار وضلع»، وتكمن خطورة المرور عبر العقبتين في فصل الشتاء، حين تزدحم بمركبات المسافرين من تهامة عسير وصولا إلى سهول جازان، مرورا بمحايل عسير ورجال ألمع والدرب. وأنشئت «عقبة شعار»، وهي من المشاريع الضخمة، قبل 25 عاما، بكلفة زادت على 377 مليون ريال، شملت إنجاز 11 نفقا، على امتداد 32 جسرا يزيد ارتفاعها على 65 مترا، وتحوي أكثر من 300 عبارة لتصريف مياه السيول والأمطار، وتربط سراة عسير بتهامتها، واختصرت الكثير من الوقت بالنسبة إلى المسافرين. وتعد الكثافة التي تتسبب فيها الشاحنات التي تكتظ بها منعطفات «عقبة شعار»، الهاجس الأكبر، خصوصا في إجازات نهاية الأسبوع، لكون العقبة المنفذ الوحيد للراغب في قطع تهامة عسير والسراة، وكانت شاهدة في السابق على حوادث مأساوية، في وقت كانت أنفاقها تعاني من ظلام دامس، قبل أن تشهد عمليات الإصلاح والتطوير الدائرة حاليا.

الأمير فيصل قال إن «(عقبة ضلع) خضعت لتطوير واضح وملموس، وخطط ودراسات قامت مع عدة جهات معنية بالأمر، فوزارة النقل تعمل بشكل دوري على متابعة ما تحتاج إليه من ترميم إن تطلب الأمر، بالإضافة إلى التزام جهاز الدفاع المدني ببث تحذيرات متواصلة لسالكي الطريق، مع هطول الأمطار التي تشهدها المنطقة بين الفينة والأخرى».

وتتميز منطقة عسير (جنوب البلاد) بتكوين جغرافي وجيولوجي صخري، جعلها من أصعب المناطق في المملكة من حيث تقبل أرضها للمشاريع السكنية والخدمية، وهو ما يحتاج إلى جهد أكبر من حيث تذليل بعض العقبات الصخرية، وهو الأمر الذي يتطلب جهدا ومالا وطاقة بشرية أكبر من غيرها في المواقع الأخرى.