«الأرصاد» تحذّر من تقلبات جوية في معظم أنحاء السعودية

حددت سرعة الرياح بـ60 كلم في الساعة وتبدأ اليوم الاثنين

حذرت المصادر من أجواء ملبدة بالغبار قد تعقبها أمطار (تصوير: عدنان مهدلي)
TT

في الوقت الذي حذرت فيه الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة من تأثر أجواء المملكة برياح نشطة مثيرة للأتربة والغبار، قد تتحول تلك الرياح إلى عواصف ترابية على مناطق متفرقة من المملكة تصل سرعتها إلى 60 كلم في الساعة، حذر مصدر من أمطار وسيول قد تشهدها مدينة جدة خلال الأيام المقبلة، مطالبا بجدية التحذير من مثل هذه الظواهر.

وأخذ الناطق الرسمي باسم الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني عبر تصريحات لـ«الشرق الأوسط» مهمة تبيان أن ما ثبته الرئاسة ما هو إلا تنبيه وليس تحذيرا، مؤكدا قدرة تلك الرياح النشطة على أن تحد من الرؤية، خصوصا على المناطق المفتوحة والخطوط السريعة لأقل من كيلومتر واحد، وأن هذه الرياح سوف تبدأ نشاطها اعتبارا من اليوم الاثنين.

وبين أن من شأن تلك الرياح أن تؤثر على عدة مناطق متفرقة من المملكة، مثل مناطق شمال ووسط المملكة، وأجزاء من المنطقة الشرقية، والمدينة المنورة ومكة المكرمة، خصوصا في الأجزاء الداخلية منها، مطالبا بأهمية التعاون والتقيد بالتعليمات التي تصدر من الجهات المختصة والمعنية بالتعامل مع الظواهر الجوية.

وتتزامن تلك التحذيرات مع التنبيه الذي أصدرته الرئاسة العامة وحماية البيئة مع تنبؤات أحد المصادر الفلكية بأمطار وسيول قادمة على مدينة جدة خلال الأيام المقبلة.

وأبرز الدكتور خالد الزعاق عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك في تصريحات أدلى بها لـ«الشرق الأوسط»، أكد خلالها أن الأجواء «متقلبة ومضطربة» خلال الفترة المقبلة، مؤكدا مرور الأجواء في فترة انتقالية، وهذه الفترة في الغالب تكتنفها أوقات تؤثر فيها الرياح على المناطق، وقد تشهد أتربة وغبارا لفترات متقطعة.

وحول سمة تلك المفاجآت أكد أن المنطقة ستشهد هطول أمطار في أوقات متفرقة، وقد تكون خلالها حبة المطر كبيرة على غير الفترات الأخرى، ولها صوت يشوبه غبار عالق، والأجواء تكون مستعدة لاستقبال موجات غبار ورياح ماكرة لا تستقر على جهة معينة، معتبرا علم المناخ من أصعب العلوم في الوجود، لأنه يعتمد على معايير متغيرة على مدار الثانية، ولذلك تتغير المعايير تبعا لتغير الفصول، ويشتد تغير المعايير في حال المواسم الانتقالية.

وفي محاولة لمعرفة المعطيات التي اعتمد عليها في التنبؤ بالأجواء المتوقعة على الرغم من كونه عالما فلكيا، أكد أن المعطيات دائما تكون معتمدة على دراسة حركة الرياح والسحب، وبناء على الدورات المناخية، ومن جانب آخر يتمحور حول أن المملكة تعيش مرحلة تغير مناخي شديد، وهذا التغير تشتدد حماءته في حال المواسم الانتقالية، وهو الموسم الانتقالي من فترة الشتاء إلى الصيف.

واعتبر الكوارث الكونية تأتي على المملكة خلال المواسم الانتقالية، لأن الفرق في درجات الحرارة بين الصغرى والعظمي تكون عظيمة جدا، وهذا الفارق الكبير في الموسم الانتقالي يسبب اختلاف في منخفضات جوية، وهو ما يسمى «السرايات»، وهذا اسم محلي يطلق على المنخفضات الجوية التي تتشكل محليا، وعادة «السرايات» وهي المنخفضات التي في الغالب ما تكون غزيرة المطر ومصحوبة بقصف الرعد، ووميض البرق، وزخّات برد، وهو الأمر الذي يخلق شيئا من الخوف خلال تلك الفترة.

وقال إن التحذير من السيول لا بد أن يتحلى بنغمة جدية، حتى يكون هناك استعداد لمواجهة الكوارث، لأن الكوارث الكونية في المملكة لا تحيط بها أحزمة زلزالية ولا لديها ثقوب بركانية نشطة، ولكن أغلب الكوارث التي تحصل لديها بسبب هطول الأمطار، ولو أنه تم التعامل مع القانون الطبيعي بهطول الأمطار لما حصلت كوارث كونية كما هو حاصل على مدينة جدة.

وبهذا الصدد أكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة العامة وحماية البيئة حسين القحطاني لـ«الشرق الأوسط» بعدم وجود علاقة لعلم الأرصاد بعلم الفلك بشكل مباشر، فعلم الأرصاد علم مستقل بحد ذاته، معتبرا أن متابعة تقرير الطقس أمر مهم، وأن كثيرا من التقارير التي تناقلتها وسائل الإعلام الفترة الأخيرة لم تثبت جدواها، بل كانت سببا في خلق بلبلة للمجتمع دون هدف، وعلى سبيل المثال، ما تناقلته وسائل الإعلام عن فيضانات وأمطار غير مسبوقة في حج هذا العام، وغيرها من التقارير الأخرى.

وقال: «أفضل استقاء المعلومة من مصدرها بشكل واضح، وتحميل الجهة المسؤولة مسؤوليتها في العمل، لا سيما أننا في منشأة كبيرة ومحترمة تحوي خبراء وأجهزة وتقنيات، ولدينا أكثر من أربعين فرعا، تقدم معلومات عن حالة الطقس بشكل واضح في مختلف مناطق المملكة»، مؤكدا أن معلومات الأرصاد أكثر ثقة بحكم أنها تعمل في نفس إطار الدولة الواحدة.

وحول التقارير التي تتحدث عن مراحل بعيدة يجب أن يتم أخذ رأي الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، خصوصا أن الرئاسة لديها روتين واضح بخصوص إصدار التقارير وبناء على تلك التقارير التي ترسل تحذيراتها بحسب الظاهرة الجوية المحتملة.

وقال إن أي شخص يصدر معلومات عن حالة الطقس يجب أن يكون ذا مسؤولية في المعلومات، وشدد على ضرورة أن تشعر بها الرئاسة، وعلى أساسها تبني الجهات الحكومية والجهات ذات الاختصاص خططها وبرامجها والتعامل مع الحالة.