في السعودية.. «محللو» الطقس يتحولون إلى نجوم

على خطى خبراء الأسهم والمحللين السياسيين والرياضيين

جانب من شاشات المراقبة داخل مبنى الأرصاد (تصوير: عبد الله بازهير)
TT

فرضت الأحداث المناخية والتقلبات الجوية التي شهدتها مدينة جدة خلال عامين متتالين، بروز نجوم إعلامية عبر الفضائيات، ينتظرها المشاهد لفهم تقلبات الطقس، ما يشير إلى ارتفاع الوعي الأرصادي بشكل عام، فتحولت أسماء بعينها إلى نجوم في المجتمع على غرار نجومية محللي الأسهم عقب الهزات العنيفة التي تعرضت لها سوق الأسهم في السعودية في سنوات مضت.

وبحسب عادل القازنلي الأرصادي ومقدم النشرة الجوية بالقناة الأولى الذي أكد لـ«الشرق الوسط» أن النشرة الجوية التي يقدمونها والتي لا تتجاوز العشر دقائق أصبحت تحظى بنسبة مشاهدة عالية، وغالبا ما تكون هذه النسبة من كبار السن وربات المنازل.

وأرجع زيادة إقبال الناس عليهم خاصة الفترة الأخيرة بسب الأوضاع المناخية التي جعلتهم يبرزون أكثر، مبينا أن قديما لم يكن أي أحد يتفرج عليها إلا الذين ينتظرون المسلسل الذي يعرض بعد النشرة، وحاليا الكبار في السن وربات البيوت من الذين ما زالوا يتابعون القناة الأولى هم من يشاهدوننا، مضيفا وحتى أنهم لو شاهدونا في الأسواق والأماكن العامة يسلمون علينا.

وبحسب زميله عقيل العقيل مذيع النشرة الجوية بالقناة السعودية الأولى أيضا الذي أكد لـ«الشرق الأوسط» أن أوضاع وحالات الطقس المشاهدة في الفترة الأخيرة جعلتهم محط أنظار الكثيرين من عامة الناس، وذلك من خلال تلقيهم الكثير من الاتصالات للاستفسار عن حالة الطقس والأجواء المتوقعة خارج أوقات العمل، لافتا إلى أن معظم تلك الاتصالات تكون عن مدينة جدة لا سيما أنه من سكان مدينة جدة ومحيط معارفه وأهله منها.

وهنا أوضح الأرصادي عادل القازنلي أن الناس عادة تحب أن تسمع في النشرة الجوية ما هو الطقس غدا هل هو حر أم برد؟هل هناك مطر أم لا؟، لكن الآن أصبح الناس يسألون ويناقشون ويتطلعون إلى أمور أكثر بل البعض منهم تجده يستنتج ماهية طبيعة الطقس المتوقعة من مجرد سماعه لحركة الرياح وانتقالها من مكان إلى آخر، وأصبح يعلم بأن كان هناك برودة أم لا. ولمح إلى أن هناك تطورات في النشرة الجوية حاليا أسهمت في رفع الإقبال عليها، مثل بثها لتحذيرات بسيطة للمواطنين عن طبيعة الملابس الملائمة التي يرتديها الأفراد وحتى للمزارعين وقائدي المركبات، إلى جانب أن الأدوات التي بيد المذيع تطورت أكثر في تصميم النشرة الجوية وفي من يقدمونها فأصبحوا يسمحوا لنا بالابتسامة.

وبالحديث عن مقدمة النشرة وما يقدمونه لا نستطيع أن نغفل عن الآراء والاعتقادات حول طريقة إعداد تقارير الطقس اليومية، ليوضح لـ«الشرق الأوسط» نائب مدير الإدارة العامة للتحاليل والتوقعات بالرئاسة العامة والأرصاد، حسن ميرا، بأن التوقعات الأرصادية وتقارير الطقس ليست كما يعتقد البعض، وأن إعدادها لا يتطلب سوى مجرد الشخص يقابل الحاسب الآلي ويعد التقرير، مؤكدا أن المساءلة أكبر من ذلك وتمتد إلى تحليل معلومات لأربعين عاما مضت تكون متوفرة لدى القائمين عليها، لافتا في حديثه إلى أن هناك من يعرف النماذج العددية وهي عبارة عن أنظمة متكونة من معلومات مناخية لأي منطقة بالعالم تحت مسميات مختلفة، وتكون موجودة باتفاقات دولية، وقال إن التقرير المشاهد والمكون من 4 سطور ما هو إلا نتاج علمي لمعلومات علمية دقيقة في مجالات مختلفة. وبين أن تلك المعلومات المختلفة يتم إدخالها إلى الحاسب الآلي، وتخرج لنا على شكل توقعات لعناصر جو مختلفة على هيئة خرائط توقعية لثلاث ساعات إلى خمسة أيام، مؤكدا أن هناك عددا من الأشخاص في مجالات مختلفة يعملون على إنتاج هذا التقرير، وهم على مراتب علمية مختلفة، وقبل أن يصدر التقرير يجتمع هؤلاء الخبراء، لافتا في حديثه إلى مدى صعوبة هذا التخصص العلمي، لذلك لا يكون الإقبال عليه إلا من قبل الهواة.

الجدير بالذكر أن خدمة الأرصاد في بدايتها كانت موجهة لخدمة الطيران والطيارين والآن أصبحت تترجم في تقارير بسيطة موجهة للجمهور بصيغة يسهل فهمها لتسهل عليهم فهم ما يدور حولهم من تقلبات مناخية وأسبابها، بمختلف الوسائل الاتصالية المتاحة.