«الأرصاد» لـ«الشرق الأوسط»: لا سيول جارفة على جدة مطلع الشهر المقبل

وكيل الرئاسة المحلفي يبدد المخاوف.. والسعودية تودع فصل الشتاء في 21 مارس

بيانات الطقس التي تضعها الجهات المختصة على المواقع الإلكترونية تحتاج لخبراء لقراءتها بالطريقة الصحيحة (تصوير: عبد الله بازهير)
TT

كشفت الرئاسة العامة لأرصاد وحماية البيئة السعودية لـ«الشرق الأوسط» أن نهاية فصل الشتاء ستصادف يوم 21 مارس (آذار) المقبل، مبينة عدم وجود مؤشرات غير طبيعية في أحوال الطقس، توحي بحدوث أمطار خلال الفترة المقبلة، وذلك ردا على ما تم تداوله خلال اليومين الماضيين من حديث عن توقعات بسقوط أمطار غزيرة على مدينة جدة مجددا.

ونظرا لما يتداوله البعض من إشاعات عن توقعات بسقوط أمطار غزيرة مطلع مارس، أكد حسين ميرا مدير إدارة التوقعات والأرصاد بالرئاسة العامة وحماية البيئة لـ«الشرق الأوسط» أنه ومن خلال دراسة السجلات المناخية لمدينة جدة، يتضح أن شدة وفترة هطول الأمطار تكون في الفترة بين شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول) من السنة، وأن الفترة المتبقية من فصل الشتاء، التي ستنتهي يوم 21 مارس المقبل تخف فيها شدة هطول الأمطار.

وتابع حديثه: «لذلك، ومن دراسة البيانات الإحصائية لدى الرئاسة العامة وحماية البيئة، يتبين أن بقية الفصل تقل فيه شدة هطول الأمطار وهذا من الناحية المناخية، ولكن تظل التقلبات السريعة الجوية المصاحبة لنهاية الفصل من تباين في دراجات الحرارة ونشاط الرياح السطحية وهطول الأمطار في الاعتبار».

وأكد مدير إدارة التوقعات والأرصاد بالرئاسة العامة وحماية البيئة أن الرئاسة مستمرة في الآلية المتبعة في الأحوال المعتادة، حيث تقوم الإدارة العامة للتحاليل والتوقعات بمراقبة وتحليل الظواهر الجوية على مدار الساعة وإصدار التوقعات والتنبيهات اللازمة في حينها.

وشدد على أن الخرائط والمؤشرات الصادرة من المراكز أو المراصد العالمية تحتاج إلى قراءة متخصصة من قبل مختصين في الأرصاد، ملمين بمعاني ومفاتيح الخرائط، وليس بمجرد دخول الشخص على المواقع الإلكترونية الأرصادية يستطيع أن يتنبأ بما هو ظاهر لديه.

وأكد بأن فصل الشتاء مناخيا ينتهي في 21 مارس حيث تتساوي ساعات الليل والنهار إيذانا بدخول فصل الربيع مناخيا في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.

الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، كانت قد بثت بيانا عبر موقعها الإلكتروني، تخبر فيه بأن الأتربة المثارة والعوالق الترابية ما زالت تؤثر على مناطق شرق ووسط المملكة، وحتى الأجزاء الجنوبية لمنطقة الرياض، وتمتد حتى منطقة نجران والأجزاء الداخلية لغرب المملكة، وتظهر السحب المتفرقة على أجزاء من منطقة المدينة المنورة ومكة المكرمة، والأجزاء الساحلية منها، وتمتد حتى منطقة تبوك، ويشمل ذلك منطقة الرياض والقصيم والمنطقة الشرقية، وتتكون السحب الركامية على المرتفعات الجنوبية الغربية والغربية في فترة الظهيرة.

وبددت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في السعودية، قلق المواطنين والمقيمين في محافظة جدة، بشأن ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن توقع هطول أمطار غزيرة وسيول على المحافظة في بداية شهر مارس المقبل (أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس المقبلة)، وجاءت التطمينات على لسان وكيلها لشؤون الأرصاد وحماية البيئة الدكتور سعد المحلفي الذي نفى ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن توقع عاصفة مطرية على مدينة جدة.

وأكد المحلفي لـ«الشرق الأوسط» أن الطقس سيكون في بداية شهر مارس المقبل مستقرا على محافظة جدة، وقال إن الأرصاد وحماية البيئة لا تتوقع حدوث سيول جارفة على محافظة جدة في ما تبقى من هذا الموسم كالتي حدثت يوم الأربعاء 26 يناير (كانون الثاني) الماضي، أو تلك التي حدثت يوم الأربعاء الموافق 25 نوفمبر2009م.

وأشار وكيل الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة لشؤون الأرصاد إلى أنه في حال ظهرت أي مؤشرات أو دلائل بشأن عدم استقرار الطقس، فإن الأرصاد ستقوم بالتبليغ عنها قبل وقوعها بوقت كاف، مطمئنا في الوقت نفسه المواطنين والمقيمين في مدينة جدة بأنه ليس هناك ما يدعو للقلق.

في المقابل، توجهت «الشرق الأوسط» بسؤالها إلى الخبير الفلكي خالد الزعاق حول ما تردد من شائعات بخصوص توقعات بهطول أمطار غزيرة على جدة خلال الشهرين المقبلين، وسيول جارفة حسب ما نقله المرصد الروسي، فأكد أن التوقعات التي تتجاوز أكثر من 72 ساعة يكتنفها الكثير من الغموض؛ إذ إنها تكون توقعات بعيدة عن الصواب، وقال الزعاق: «التوقعات تنقسم إلى قسمين، بعيدة وأخرى قريبة، ونحن الآن نعيش مرحلة انتقالية خلال الشهرين، وتكون الأجواء متذبذبة وغير مستقرة ويشوبها كثير من التغييرات، وتتميز بعناصر مناخية متعددة، وربما تتغير هذه الأجواء المناخية خلال ثانية واحدة».

وأوضح الزعاق أنه قد دخل الآن موسم العقارب الذي يكون لمدة 39 يوما، مشيرا إلى أن الـ20 يوما الأولى منه تكون التوقعات خلالها غير واضحة؛ إذ إنها تكون بين الشتوية والصيفية، بينما الـ19 يوما الأخيرة من موسم العقارب تكون مناخا صيفيا، متوقعا أن تشهد المنطقة بشكل عام أمطارا متفرقة وغزيرة وحباتها كبيرة مصحوبة بالبرد، وأضاف قائلا: «ستشهد هذه الفترة المناخية قصفا للرعد ووميضا للبرق».

ولمح الزعاق إلى أن الأمطار الصيفية ستكون ضارة بسبب غزارتها ولكبر حبات المطر وكذلك حبات البرد، مبينا أنه ربما تسقط الأمطار الصيفية في أية لحظة، و«قد تكون السماء صافية، وفي خلال ربع ساعة تتراكم السحب وتهطل الأمطار بغزارة، كما أن الأمطار الصيفية قد تتساقط على منطقة دون أخرى، أو حي من أحياء أي مدينة دون سقوطها على الحي الذي يجاوره».

يذكر أن حالة من الهلع والخوف قد انتابت المواطنين والمقيمين في محافظة جدة خلال اليومين الماضيين وذلك بعد تحذيرات أطلقتها وكالة الأرصاد الجوية الروسية منذ أيام عن احتمال تعرض جدة لأمطار غزيرة في 1 مارس المقبل، مما دفع جهات رسمية إلى اتخاذ اللازم لمواجهة هذه الأمطار المحتملة؛ إذ قررت إدارة التربية والتعليم في حالة هطول أمطار أن يكون ذلك اليوم إجازة في جميع مدارس جدة، بينما بدأ الدفاع المدني الاستعداد المبكر والتعامل بجدية مع هذه الاحتمالات؛ إذ وضع خطة لنشر آلياته في مواقع عدة من جدة وعددها 14 موقعا تم اختيارها بناء على ما شهدته جدة في السيول الأخيرة التي تعرضت لها، في حين كثفت أمانة جدة جهودها بخطة لتحديد الموقع التي سيتم نشر معدات شفط مياه خاصة فيه بالقرب من الأنفاق والسدود، خصوصا شرقي المحافظة.

وكانت المراصد العالمية بدأت في إصدار توقعات خريف وشتاء 2010 - 2011 على شبه الجزيرة العربية، وتركزت على عنصري «كمية الأمطار المتوقعة ودرجات الحرارة».