الطائف: الحد من هجرة سكان الأرياف بحزمة مشاريع تطويرية

دراسة الشريط السياحي بين الشفا والهدا لخلق وجهة سياحية جديدة

المشروع الجديد يشجع السكان على الاستقرار في تجمعاتهم القروية بمنطقة الدراسة بما يحد من الهجرة إلى المدينة
TT

كشف المهندس عبد الرحمن المخرج، أمين أمانة الطائف، أن إدارته تعمل على مشروع تطوير البيئة العمرانية للقرى الذي يشمل إعداد دراسات تفصيلية لـ15 قرية، وجرى إعداد مخطط عام للتنمية لتحديد اتجاهاتها وتحديد استعمالات الأراضي والمرافق للحد من الهجرة المستمرة إلى مدينة الطائف والحفاظ على البيئة الزراعية والطبيعة الخاصة لهذه القرى بما يجعلها جاذبة للسكان والسائحين.

وقال المخرج: «ستتم عملية تنمية القرى من خلال اتجاهين، الأول يتمثل في إعداد الدراسات التخطيطية للقرى المستهدفة، والثاني يتمثل في ربط القرى بمدينة الطائف بشبكة من الطرق المسفلتة والقرى المعنية بالخطة هي: قيا، وغزايل، وشقصان، والسديرة، وكلاخ، والسحن، والدار الحمراء، وبقران، وميسان، والصور، وحداد، والقريع، وثقيف، والسيل الكبير، والسيل الصغير».

وزاد بالقول: «يشجع المشروع السكان على الاستقرار في تجمعاتهم القروية بمنطقة الدراسة بما يحد من الهجرة إلى المدينة ويساعد على النمو السكاني ويعمل على وضع مخطط شامل للتنمية العمرانية المتكاملة مع ضمان تناسقه مع البيئة الطبيعية للمكان لتكون المنطقة نموذجا لتمازج البناء التقليدي مع محيطه ولا يؤثر سلبا على المنظر العام للموقع السياحي، ويسهم المشروع في إيجاد مناطق ترفيهية واسعة ومتنوعة».

وأضاف أمين أمانة الطائف: «يهدف المشروع كذلك إلى زيادة وتنويع مصادر الدخل في المحافظة، وتوفير فرص عمل لوقف الهجرة إلى المدن الكبرى، وبناء قاعدة اقتصادية تعتمد على قطاعات السياحة والزراعة والصناعات الحرفية، وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص في تنفيذ المشاريع وجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية مع تفعيل دور السياحة البيئية وحماية وتطوير مصادر المياه وتحديد مناطق محمية للحفاظ على الحيوانات المستوطنة وحماية الحياة الفطرية والعمل على إنمائها».

وأوضح أن دراسات المخطط الهيكلي لمدينة الطائف تهدف إلى توظيف العناصر العمرانية والمناخية والبيئية في تنمية المدينة وتلبية احتياجاتها المتزايدة عمرانيا وسياحيا وصناعيا وخدميا، وإيجاد الفرص الاستثمارية اللازمة لتنمية القاعدة الاقتصادية بها، علاوة على توظيف طبوغرافية المكان لتأكيد الطابع السياحي، وإيجاد شبكة متكاملة من محاور الحركة الإقليمية والمحلية لربط المدينة وضواحيها والمناطق الترفيهية، والحفاظ على الأراضي الفضاء حول المدينة كمناطق محجوزة للتنمية المستقبلية، وتوجيه التنمية العمرانية، وإعادة تنظيم استعمالات الأراضي ورفع الفاعلية الاقتصادية.

وقال في ما يتعلق بالمشاريع السياحية في الطائف إن الأمانة ركزت على المشاريع الكبرى التي تسهم في تطوير السياحة مثل مشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير الهدا والشفا وما بينهما (عن طريق التخصيص)، ودعم مشروع سوق عكاظ التاريخية وجادة السوق بالأعمال البلدية المختلفة منذ انطلاقة فعاليات الدورة الأولى وحتى الآن، ودراسة تخطيط وتطوير متنزه الردف، وإقامة مشروع حديقة الملك فيصل النموذجية، وإقامة مشروع متنزه وادي محرم، وإنشاء حدائق مختلفة مثل الجال والغمير ووج والمثناة والنسيم، وتوسعة وإعادة تأهيل حديقة الجال، وتوسعة وإنشاء وتأهيل حديقة النسيم (جاري العمل فيها حاليا في المرحلة الأولى).

وأضاف المخرج: «إننا عمدنا إلى دعم المساحة المشجرة التي تجاوزت مساحتها 6 ملايين متر مربع، ودعم المسطحات الخضراء وزراعة النجيلة الطبيعية في الكثير من المواقع، ودراسة تخطيط متنزه البهيتاء البري، ودراسة تخطيط وتطوير حديقة الجزيرة العربية وتوسعتها، ودراسة تخطيط وتطوير حديقة مكة، وإيصال 20 طريقا إلى المواقع الأثرية والسدود القديمة في الطائف، ودراسة تخطيط متنزه مخيم الملك عبد العزيز في عشيرة (للمرحلتين الأولى والثانية)».

وأضاف أيضا أنه تم تنفيذ مشاريع تشجير للشوارع واستمرار زيادة المساحة المخدومة مع زيادة الاهتمام بنشر المسطحات الخضراء على جنبات الطرق وفي الجزر الوسطية مع تنفيذ شبكات ري حديثة، وتنفيذ أكثر من 20 مشروعا لدرء أخطار السيول على مدار السنوات الماضية، وتنفيذ أعمال صيانة للأودية، وهناك دراسة هيدرولوجية شاملة لأودية الطائف، وتنفيذ أعمال إنشاء جسور للمشاة في الكثير من المواقع ذات الكثافة المرورية لتوفير الحماية والسلامة اللازمة للمشاة وتسهيل قطعهم عرض الطريق.

وزاد: «قمنا بتنفيذ أعمال توسعة للكثير من الطرق لاستيعاب التدفق المروري الكثيف على الشبكة، وإنشاء طرق جديدة لفك الاختناقات المرورية ومواكبة الكثافة المرورية العالية، وتنفيذ أعمال تأهيل مداخل ومخارج وميادين الطائف، وتنفيذ أعمال تسوير للمقابر في الطائف والقرى التابعة».

وأشار المخرج إلى أنه تم وضع خطة شاملة وطويلة المدى لتطوير نظام نقل عام متعدد الوسائط لخدمة سكان مدينة الطائف بصورة فاعلة ومستدامة، والإسهام في تقدير حجم الطلب حاليا وتوقعاته في المستقبل، ومعرفة الطرق الكفيلة باستيعاب التغيرات والخبرات الناتجة عن تشغيل النقل العام، بالإضافة إلى تبني الاستراتيجيات التي تم الوصول إليها ضمن نتائج مشروع المخطط العام للمدينة، وإيجاد التكامل بين مختلف وسائط النقل العام الذي يتطلب وضع خطط طويلة المدى وتوفير البنية التحتية المناسبة، ومن ثم تشجيع الاستثمار من قبل القطاع الخاص ليشارك بفاعلية في هذا القطاع الحيوي والمهم الذي يتلمس احتياجات المجتمع.

وكشف أنه سيتم قريبا تنفيذ مشروع دراسة تطوير الشريط السياحي الواقع بين الهدا والشفا الذي يعد من المشاريع الداعمة للسياحة والاستثمار على المستوى المحلي، مبينا أن القطاع الخاص سيكون له دور مهم في تنفيذ هذا المشروع السياحي التنموي الكبير الذي من المتوقع أن يجذب استثمارات محلية وأجنبية ضخمة، إن شاء الله، ويهدف إلى تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة للشريط الواقع بين الهدا والشفا وإيجاد وجهة سياحية جديدة واستغلال الإمكانيات والفرص المتاحة لجذب القطاع الخاص المحلي والأجنبي لتصميم وتنفيذ عدد من المشاريع الاستثمارية المتنوعة من خلال استغلال الموقع بيئيا وجغرافيا وقربه من مكة المكرمة لخدمة المعتمرين والحجاج، مع زيادة فرص التنمية البيئية والدينية وتنمية التراث الثقافي للطائف وتطوير القطاعات الاقتصادية المهمة مثل قطاعات الخدمات والزراعة والصناعات الزراعية والحرفية.

ويبلغ طول الشريط من غرب الطائف إلى جنوبها 30 كيلومترا والعمق يناهز 13 كيلومترا، ويفتح مطلا سياحيا على تهامة من أعلى قمم السروات إلى ساحل البحر الأحمر، ومن ارتفاع يناهز 2500 متر فوق سطح البحر، ويغطي مساحة 189 كيلومترا مربعا من المواقع ذات الطبيعة الخلابة والبيئات الجبلية المميزة.