ليل حائل يتواصل بالنهار ابتهاجا بعودة خادم الحرمين

الإقبال على الحفلات أسهم في رفع أسعار المواشي والاستراحات 25%

TT

لم تهدأ شوارع وطرقات حائل (شمال السعودية) منذ الأربعاء الماضي، في أعقاب عودة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى أرض الوطن، بعد رحلة علاجية تكللت بالنجاح، حتى ساعات متأخرة من فجر أمس الجمعة، وفجر أول من أمس الخميس.

تلك الحركة المتواصلة، التي استمرت في حائل حتى ساعات الفجر، خلفت نشاطا غير معتاد في مثل هذه الأيام، وهو الأمر الذي قاد إلى زيادة في حركة بيع عدة سلع، كالمواشي والمستلزمات الخاصة بزينة السيارات، بالإضافة إلى مسالخ المنطقة.

وقادت الولائم الخاصة، التي أقيمت بمناسبة عودة الملك عبد الله لارتفاع ملموس في أسعار الماشية، فبلغت أصناف الإنتاج المحلي التي كانت تتراوح أسعارها بين حاجزي 800 و900 ريال، أكثر من 1100 ريال، بارتفاع لامس 25%.

وتتواصل الاحتفالات والمناسبات الخاصة، التي خلقت من جانب آخر تناميا في الطلب على الاستراحات حتى الليلة الماضية، وأسهم برفع الطلب أيضا إقرار هذا اليوم إجازة لجميع الجهات الحكومية والمدارس في جميع مناطق المملكة ومحافظاتها، احتفاء بعودة خادم الحرمين الشريفين، وبلغت نسبة الزيادة من 25 إلى 30%.

على الصعيد الرسمي، أحيت إمارة منطقة حائل، وأهالي المنطقة، أمسية شهدها، نيابة عن الأمير سعود بن عبد المحسن، أمير منطقة حائل، وكيل الإمارة الدكتور سعد بن حمود البقمي، في مقر الاحتفالات بمتنزه السلام، بحضور مدير شرطة منطقة حائل العميد يحيى بن ساعد البلادي، وعدد من المسؤولين وجمع غفير من أهالي المنطقة قاموا أيضا بأداء العرضة الشعبية.

كانت حلقتا المواشي في حائل قد شهدتا نشاطا غير معتاد خلال اليومين الماضيين من قبل مواطنين أقبلوا على شراء المواشي لإقامة الولائم باحتفالات خاصة وعامة، وبذلك تأثرت في الوقت ذاته المسالخ العاملة في حائل من حيث ارتفاع حجم الإقبال عليها، بينما حظيت سوق تأجير لوازم الاحتفالات، من خيام وسجاد، بطلبات عدة من قبل مواطنين.

في الجهة المقابلة، تواصلت مسيرات شبابية، انطلقت بعد مغرب الأربعاء الماضي، وهو اليوم الذي شهد عودة خادم الحرمين من الخارج حتى ساعات متأخرة من الليل، جابت جل شوارع المنطقة، حاملين أعلام البلاد وصور القيادة، وسط أجواء احتفالية عاشتها المنطقة فرحا وابتهاجا بهذه المناسبة.

واكتظت محلات زينة السيارات في حائل بشباب المنطقة، الذين حرص أصحابها على تزيينها بالشعارات الوطنية، ابتهاجا بالمناسبة ذاتها، وحرص الكثيرون على رسم صور خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في جوانب عدة من مركباتهم، بينما غطى البعض الآخر الزجاج الخلفي بالعلم السعودي، في مسيرات شبابية جابت شوارع حائل حتى ساعات مبكرة من صباح أول من أمس الخميس، وأمس الجمعة.

وقد قامت «الشرق الأوسط» بجولة بعد مغرب أول من أمس الخميس على عدد من محلات زينة السيارات، وكان المشهد زحاما شديدا من قبل الشباب وكبار السن أيضا على هذه المحلات، الراغبين بطلاء مركباتهم بشعارات وطنية، وصور خادم الحرمين، ابتهاجا بالمناسبة ذاتها.

ويؤكد لـ«الشرق الأوسط» بدر طراد صايل الشمري أنه «مع نزول خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز من سلم الطائرة واستباق وصوله بالقرارات التي صدرت ولامست المواطنين، خرجت من المنزل من دون أن أشعر أهلي في الوقت نفسه لسوق المواشي شمال حائل، لشراء خروف لأقيم عليه وليمة عشاء، احتفالا وابتهاجا بعودة خادم الحرمين الشريفين».

وهناك، وجد بدر طراد منظرا احتفاليا يعبر عن مدى حب الشعب لمليكه، من حيث تهافت الكثير من أهالي المنطقة على شراء ذبائح بهدف إقامة احتفالات بهذه المناسبة، مع التهاني التي يلقيها كلٌّ على الآخر بعودته، وفي المساء دعي الأهل والأقارب لهذه المناسبة، التي تعبر عن مدى حب الجميع له».

فارس السلماني، شاب قابلته «الشرق الأوسط» خلال إجرائه طلاء سيارته بصور الملك عبد الله، عبر بفرحة غامرة، وقال: «إن هذا اليوم عيد بالنسبة لنا كمواطنين سعوديين؛ فقد اتفقنا، نحن مجموعة من شباب المنطقة، على أن نعمل على مسيرة نجوب بها شوارع المنطقة تعبيرا عن الفرح بعودة مليكنا خادم الحرمين الشريفين».