حقل «شيبة» النفطي.. لؤلؤة في لجة كثبان الربع الخالي

وصفته صحيفة «الغارديان» البريطانية بأنه أقرب لمنجم ذهب من كونه حقلا بتروليا

TT

أثار التكوين الطبيعي لموقع «شيبة» النفطي، القابع على قلب صحراء الربع الخالي، جنوب شرقي السعودية، دهشة الوفد الزائر له، من المشاركين في منتدى الطاقة الدولي الذي أقيم مؤخرا في العاصمة السعودية الرياض، لما يتميز به الموقع من جمال طبيعي وتنظيم وسط الكثبان الرملية الضخمة.

«لم أكن أتوقع أن تكون شيبة بهذا الجمال وهذا المنظر وهذا التنظيم»، بهذه الكلمات بدأ سفيان العلاو، وزير النفط والثروة المعدنية السوري، وصفه لحقل شيبة النفطي الواقع في قلب صحراء الربع الخالي، عندما كان ضمن وفد وزاري زار الحقل ضمن الفعاليات المصاحبة للمؤتمر الوزاري الاستثنائي لمنتدى الطاقة الدولي الذي عقد في الرياض.

الوزير السوري وصف زيارة الوفد إلى حقل شيبة بأنها ناجحة تماما، معبرا عن سرور بالغ بوجوده في شيبة. وقال: «كنا نسمع عن وجود حقل شيبة في أطراف الربع الخالي، ورغبنا في زيارته أثناء حضورنا المؤتمر، لكني لم أكن أتوقع أن يكون بهذا الجمال وهذا التنظيم»، مضيفا: «ما زاد من بهجتي أني رأيت أن الحقل يدار مائة في المائة من قبل شباب سعودي متخصص في مجال صناعة النفط يعملون في مجالات التشغيل والصيانة، وهذا دليل على أن المملكة ممثلة في شركة (أرامكو) تبذل جهودا حقيقية وصادقة لكي تكون صناعة النفط في أيد وطنية سعودية، وهذا يسرنا كأشقاء عرب».

المنظر من أعلى القمة الرملية المطلة على موقع حقل شيبة، أثار دهشة الوزير السوري، وذكر في حديثه الذي جاء في تقرير لوكالة الأنباء السعودية (واس)، أن المنظر كان جميلا ويأخذ باللب، ويسر الناظر إلى الشمس فوق سفوح الرمال، متمنيا زيارة ذلك المكان في وقت المساء لشهود لحظة الغروب الساحرة عندما تتوارى أشعة الشمس بين الكثبان الرملية. أما شيغيرو إندو، عضو الوفد الياباني في المؤتمر سفير اليابان لدى السعودية، فقال بكلمات بسيطة «شيبة باهرة للغاية»، وحمل إندو والعشرات من أعضاء الوفود عينات من رمال شيبة كذكرى يعودون بها من زيارتهم لذلك الصرح الحضاري السعودي في قلب صحراء الربع الخالي، مشيرا إلى أنه سمع كثيرا عن شيبة قبل قدومه إليها، وعرف أن هذه البقعة من الربع الخالي كانت خالية تماما من أسباب الحياة قبل 30 عاما وقبل قدوم «أرامكو» إليها، وهو اليوم مبهور مما رآه من إمكانات ومعامل تم إنشاؤها في حقل شيبة.

وعبر الوفد الياباني عن متعة كبيرة في المشي على كثبان شيبة الرملية والصعود إلى قمة المرتفعات الرملية، والاستمتاع بجمال الموقع خاصة للناظر من المطل، حيث يمتد النظر إلى أبعد من الأفق، وتتابع العين انعكاس أشعة الشمس على الرمال الذهبية في واحدة من أجمل اللحظات التي تبعث الارتياح في الفكر وتجلب الهدوء للنفس.

بدوره وصف المهندس عبد الملك محمد علامة، وكيل وزارة النفط في الجمهورية اليمنية، ما رآه في حقل شيبة البترولي التابع لشركة «أرامكو السعودية»، بأنه عظيم. وقال: «حقيقة ما رأيته في حقل شيبة من إمكانات أبهرتني كثيرا، فرغم الموقع الذي يعتبر في قلب الربع الخالي، توجد فيه كل هذه المنشآت، فحقيقة أنا أفتخر كثيرا أن المملكة العربية السعودية تمتلك كثيرا من الكوادر المتخصصة التي تقوم بما نسبته 98 في المائة من أعمال التشغيل في هذه المنشآت ذات التقنية العالية».

وأضاف: «المكان في شيبة قد يجمع بعض التناقضات، فعندما تكون في شيبة لا تعتقد أنك في قلب الصحراء بما فيها من خضرة وتوفير كافة الإمكانات وجميع الإمكانات المريحة سواء كانت فنية أو في جانب ترفيه العاملين في هذا الحقل وجعل العمل في هذا المكان ممتعا، ولفت نظري الحزام الأخضر حول حقل شيبة ومنشآته».

وقال المسؤول اليمني: «حقيقة شيبة مدينة حضارية في قلب الصحراء، أما المطل على موقع شيبة من جبال الرمل فقد صعدنا كثبان الرمال ورأينا المنشآت من الأعلى وزاد من إبهارنا وإعجابنا بهذه المنشآت الحضارية».

وامتدح سيرجيو قاريبا، مستشار وزير الخارجية الإيطالي، رئيس وفد بلاده، العاملين في هذا الموقع الصحراوي، وقال إنهم يعملون بجد واجتهاد في صحراء لا يتوقع من لم يزرها أن تكون فيها حياة، مقدرا حسن الاستقبال وكرم الضيافة التي وجدها وكافة أعضاء الوفد الوزاري من قبل مدير إدارة الإنتاج في حقل شيبة عويد الشمري وكافة العاملين في موقع شيبة.

حقل شيبة، وهو من أبرز مواقع إنتاج النفط الخام في السعودية، يقع في الطرف الشمالي من الربع الخالي، وعلى بعد حوالي 10 كم جنوب الحدود مع إمارة أبوظبي، حيث بدأت شركة «أرامكو» المملوكة من قبل الحكومة بضخ النفط من هذا الحقل سنة 1994. ووصفت صحيفة «الغارديان» البريطانية الحقل، بأنه أقرب في قيمته إلى منجم الذهب منه إلى حقل النفط، حيث يضخ يوميا 500.000 برميل من النفط الخام عالي الجودة بسعر لا يبتعد عن 100 دولار أميركي لكل برميل في هذه الأوقات، الأمر الذي يعني أن عوائده تصل إلى 50 مليون دولار كل 24 ساعة.