جدة تطلق أول متجر إلكتروني يتيح للزبائن التسوق من المنازل

في ظل التركيز الحكومي على الخدمات الإلكترونية والنمو السريع في معدلات استخدام الإنترنت

الزحام الشديد على صناديق المحاسبة في الأسواق ستكون من الماضي في حال اعتماد طريقة التبضع الإلكترونية («الشرق الأوسط»)
TT

فكرة تجارية جديدة بدأت في السعودية، تعد الأولى من نوعها، عبر إطلاق أول متجر إلكتروني يتيح لعملائه التسوق اليومي عبر موقع إلكتروني، يضم نحو 12 ألف صنف من المواد الغذائية المختلفة وأجهزة الاتصالات والتكنولوجيا.

المشروع الذي يشارك فيه مستثمر بريطاني وآخرون سعوديون، ويقع مقره الرئيسي بشارع السبعين في مدينة جدة، ويخدم معظم الأحياء القريبة منه، يقول عنه زياد العالول، المدير العام والعضو المنتدب: «إنه عبارة عن سوبر ماركت على أرض الواقع يخدم الأحياء المجاورة له، وأضفنا له كأول خدمة من هذا النوع، التسوق الإلكتروني وتوصيل الطلبات للمنازل».

واشتهر في السنوات العشر الأخيرة، وبعدد من مدن السعودية، أن تقدم محلات البقالة والسوبر ماركت خدمات توصيل الطلبات مجانا للمنازل المحيطة بها.

ويضيف العالول: «منذ البداية ونحن في تطور ونجاح حققناه خلال أقل من عام، ونستعد لافتتاح فرعنا الجديد في جدة لنكون أقرب لعملائنا، وموقعنا الإلكتروني يشهد تزايدا ملحوظا في قاعدة الزبائن».

وعن آلية عمل الموقع الإلكتروني يبين العالول بقوله: «يقوم المتصفح بالتجول في أقسام السوبر ماركت على الموقع الإلكتروني بذات الترتيب، وكأنه في المعرض، ويختار ما يريد من المواد الغذائية أو اللحوم أو أدوات الكهرباء أو الهدايا بأنواعها، وحتى الصحف والمجلات، ويقوم بتحديد الوقت الذي يرغب في أن يكون ساعة التوصيل إلى المنزل».

وأبان العالول قيام موظف مختص باستقبال الطلب عن طريقة صفحة يراقبها طول ساعات العمل التي تمتد حتى منتصف الليل، حيث يقوم بطباعتها وتسليمها لموظف يتولى مهمة تجميع المواد المطلوبة، ومن جانبه يقوم بالاتصال بالعميل للتأكد من العنوان.

وأوضح العالول أن العميل الذي يستخدم الموقع لأول مرة يجد سرعة في تسلم طلبه من قبل السائق المختص بالتوصيل، الذي يقوم بإيصال المستلزمات إلى منزل العميل في الوقت المحدد مما يعتبره العالول سببا في زيادة أعداد العملاء.

وأشار المدير العام والعضو المنتدب إلى أنه في بداية الافتتاح كانت طرق الدفع تتلخص في كونها عبر بطاقة الائتمان، موضحا أنه لشح ثقافة انتشار هذا النوع من الخدمات المالية لدى الناس، قامت الشركة بإضافة خدمة الدفع عند التوصيل، وهذا ما أكسب السوبر ماركت ثقة بشكل أكبر.

وعن الأسعار يؤكد العالول أنها إن لم تكن مساوية للسوق فإنها أقل منه، مبينا أن التوصيل يتم بطريقة مجانية دون إضافة أي رسوم، على أن تكون الطلبات بحد أدنى هو 200 ريال.

وعن السيول الأخيرة التي حدثت بمدينة جدة، ومدى تأثرهم بتلك الكارثة، يؤكد زياد العالول أنه في فترة الأمطار التي هطلت على مدينة جدة زاد الإقبال بشكل كبير على منتجاتنا عن طريق الموقع الإلكتروني، مؤكدا زيادة المبيعات بنسبة وصلت في بعض الأيام إلى أكثر من 100 في المائة، مشيرا إلى اضطرارهم إلى أن يعمل القسم المختص بضعف طاقته حتى يلبي جميع الاحتياجات للزبائن.

وبين العالول أن جمعيات خيرية عاملة خارج مدينة جدة، وأثناء كارثة السيول الأخيرة بالمحافظة، استعانت بالمتجر الإلكتروني لإيصال مساعداتها للأسر المحتاجة.

ولاقت خدمة التسوق عبر الإنترنت وشراء الاحتياجات نجاحا باهرا لدى عدد من السيدات السعوديات، حيث تحدثت أريج أحمد لـ«الشرق الأوسط» بقولها: «كنت في السابق أنتظر أن يفرغ زوجي من عمله لأذهب بصحبته إلى السوق لشراء الاحتياجات، لكن بعد وجود الإنترنت أصبح الأمر أسهل وأكثر يسرا، فأصبحت أتصفح الإنترنت وأقوم بشراء ما أحتاج لثلاجة مطبخي عن طريق الإنترنت ويصلني في الوقت الذي حددته كوقت لوصول الطلب».

من جانبه، تحدث حمد المراني، أحد الشباب الذين استفادوا من خدمة التسوق الإلكتروني، حيث يروي موقفه مع التسوق الإلكتروني فيقول: «كنت في أحد الأيام في استراحة مع أصدقائي، واحتاج أهلي لشراء بعض الاحتياجات، ولأني لا أريد العودة إلى المنزل فقد استخدمت جهازي الآي فون وتسوقت كل ما طلب مني، ووصلهم في وقت قياسي دون أن أعرض سيارتي لحفر ومطبات».

وتقول خلود عبد الله: «لدي تجربة مريرة مع بطاقات الائتمان، وحين سمعت بهذه السوق الجديدة كنت أتخوف من شرائي عبر البطاقة، إلا أن خدمة الدفع عند التوصيل أراحتني كثيرا، وأصبحت أستمتع بالتسوق».

وبحسب دراسة منشورة، فمن المتوقع أن تتجاوز معدلات نمو معاملات التجارة الإلكترونية نسبة 15 في المائة خلال العام الحالي، مدفوعة بمشاريع البنى التحتية والتركيز الحكومي القوي على الخدمات الإلكترونية والنمو السريع في معدلات استخدام الإنترنت.

وسجلت منطقة الشرق الأوسط أعلى معدلات استخدام للإنترنت على مستوى العالم خلال الفترة من عام 2000 وحتى عام 2009، وتضم المنطقة أكثر من 60 مليون مستخدم للإنترنت وأكثر من 80 مليون مستخدم للهاتف الجوال، مما يجعلها سوقا ضخمة للتجارة الإلكترونية.