الغبار يلف الرياض.. والأقنعة تغطي وجوه سكانها

تتعرض هذه الأيام لموجة شمالية باردة محملة بالأتربة.. والطيران المدني يؤكد استقرار الأوضاع

TT

أدت موجة الغبار التي تطل برأسها على منطقة الرياض إلى تزايد مراجعي المستشفيات من المصابين بأمراض الصدر والحساسية والربو، حيث سجلت المستشفيات بالمنطقة الوسطى ارتفاعا ملحوظا في استقبال حالات حساسية الصدر (الربو) وغالبية مراجعي عيادات الأمراض الصدرية والطوارئ في العاصمة الرياض هم من الأطفال.

وأوضح حسين القحطاني لـ«الشرق الأوسط» وهو الناطق الرسمي بلسان الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة السعودية، وجود نشاط في الرياح السطحية وهي رياح شمالية باردة محملة بالأتربة والغبار، محددا مناطق الرياض والشرقية وأجزاء من القصيم والمدينة المنورة إضافة إلى منطقة مكة المكرمة خاصة الأجزاء الداخلية منها.

وتوقع القحطاني حسب البيانات الصادرة في موقع الأرصاد السعودية أن اليوم الاثنين وغدا سيكونان أكثر استقرارا ووضوحا في الرؤية، خصوصا في منطقة الرياض، حيث إن سرعة الرياح لن تتعدى 30 كيلومترا في الساعة، مضيفا أن الأتربة المحمولة اليوم ستكون أقل بكثير مما كانت عليه خلال بداية هذا الأسبوع.

وأكد مصدر مسؤول في مطار الملك خالد الدولي بالرياض أن تلك الرياح والأتربة لم تؤثر على سير الرحلات الجوية خلال هذه الأيام، مشيرا إلى أن الرياح والأتربة لم تكونا عائقا في عملية هبوط أو إقلاع الطائرات من مدرج المطار، كون هذه الرياح لم تتعد 15 عقدة، الأمر الذي يبعث الاطمئنان لدى المراقبين والكباتنة الطيارين.

وقال حاتم التركي المدير المناوب في مطار الملك خالد الدولي بالرياض، إن نسبة وضوح الرؤية لم تتأثر بشكل كبير حيث وصلت إلى كيلومترين، موضحا أن المشكلة تكمن في حال تدني نسبة الرؤية إلى أقل من 500 متر.

من جهة أخرى، أكد العقيد محمد الغامدي الناطق الإعلامي باسم حرس الحدود بالمنطقة الشرقية، عدم صدور قرار يقضي بمنع القوارب من الإبحار، معتبرا أن الغبار لم يصل إلى نسبة درجة «الخطورة» التي يحددها الضباط الميدانيون المتابعون لما يصدر عن هيئة الأرصاد الجوية بشكل مستمر، وذلك من أجل تزويد البحارة وقائدي الزوارق بتلك التنبيهات حرصا على سلامة الجميع.

وشدد الغامدي في الوقت نفسه على ضرورة تقيد جميع الصيادين والمتنزهين في السواحل الشرقية بالاحترازات الأمنية، وذلك من خلال الاطلاع على النشرات الجوية التي تصدر عن الموقع الرسمي للأرصاد السعودية والاتصال الدائم على 994 لمعرفة آخر مستجدات حالة الطقس. «الشرق الأوسط» تواصلت مع العديد من مستشفيات العاصمة الرياض، ولوحظ زيادة نسبية في عدد المراجعين للطوارئ، الذين يتأثرون بسهولة بكميات الغبار التي تغطي سماء المنطقة، حيث إن الأطفال ما دون سن 12 عاما حصدوا النصيب الأكبر في عدد زيارات عيادات الأمراض الصدرية وأقسام الطوارئ في المستشفيات، وهذا مألوف لكثير من الأشخاص حيث إن هذه الأيام معروفة بتقلب أجوائها مع تزايد في الأتربة المحملة في الهواء.

وتشهد العاصمة الرياض خلال هذه الأيام ازديادا في نسبة بيع الواقي الورقي المستخدم في مثل هذه الظروف، كون أطباء الصدرية والحساسية ينصحون مراجعيهم في هذه الفترة الحرص على ارتدائها، وذلك من أجل ضمان تخفيف نسبة الإصابة.