جدة: مشروع لإنشاء 100 حديقة وتحويلها إلى «ساحات» لممارسة المشي

بعد انتقاد السكان لتركيز تلك المواقع في أحياء معينة بالمنطقة

التحدي الذي يواجه المناطق يتمثل في توفير مزيد من الساحات العامة («الشرق الأوسط»)
TT

تتجه أمانة جدة قريبا، لطرح مشروع إنشاء أكثر من موقع ترغب الأمانة في تخصيصه للمشي وممارسة الرياضة الخفيفة، وتكون متنفسا للأهالي داخل الأحياء السكنية.

وكشف لـ«الشرق الأوسط» مصدر في أمانة جدة، عن طرح مشروع يهدف لإنشاء مماش داخل الأحياء، مستغلا الزوائد التنظيمية، ليتسنى تجهيزها وتشجيرها، لتصبح متنفسا لسكان الحي وأماكن لممارسة الرياضة الخفيفة، للرجال والنساء، مع إضافة بعض من ألعاب الأطفال، لتتمكن الأسرة ككل من أن تستفيد من تلك المواقع.

وطبقا لما أبرزته آخر الدراسات الطبية المتعلقة بهذه الرياضة، فإن ممارسة المشي السريع يوميا، تعتبر تدبيرا وقائيا لحماية الجسم من قائمة طويلة من الأمراض والإشكالات الصحية، كأمراض السكري، والعقم، وأمراض القلب والشرايين، وهشاشة العظام والمفاصل.

وأكدت الدراسة أن المشي المنتظم يحسن نفسية الإنسان ويجعل العضلات أقل توترا، ويبعد المشاعر السلبية ويحسن أداء الدماغ، بينما تسهم الرياضة في تحسن المزاج، لدخولها في تنظيم عملية خلق مادة الأندروفين، وبقية الهرمونات، التي تؤثر إيجابيا على نفسية الإنسان، وبالتالي يسهم في إطالة عمر الإنسان.

وأكد الدكتور بهجت حمو، مدير عام الإدارة العامة للمرافق البلدية لـ«الشرق الأوسط» طرح عدد من مشاريع المرافق العامة في عدد من المواقع داخل المدينة للتنافس والمزايدة بين الشركات، ومنها مشروع المماشي العامة، وإنشاء مماش داخل الأحياء، إضافة إلى مشروع إنشاء دورات مياه داخل الحدائق وتسويرها وتظليل عدد من المواقع فيها، وتوفير عدد كاف من ألعاب الأطفال بمختلف الأعمار، واستكمال مشروع الحدائق الذي سيشهد خلال الفترة المقبلة تدشين 45 حديقة إضافية، تضاف لنحو 80 حديقة تم تدشينها ضمن مشروع 100 حديقة في مائة أسبوع، بتكلفة إجمالية بلغت نحو 47 مليون ريال.

وهنا انتقد عدد من سكان وسط وجنوب جدة وشرقها، غياب تلك الحدائق عن أحيائهم وتركيز معظمها في أحياء شمال جدة. وقال أحمد الكناني، أحد سكان أحياء شرق جدة: «لا توجد حدائق في حي المصفاة الذي نقطن فيه، على الرغم من وجود المصفاة بالقرب من الحي، وما تبثه من تلوث قد يؤثر على صحة قاطنيه، وهنا نطالب شركة (أرامكو) ببناء حديقة للسكان، تعويضا عن الأثر البيئي الذي يعانون منه منذ سنوات».

ومن جانب آخر، طالب فيصل العتيبي، أحد سكان أحياء وسط جدة، الأمانة بالتركيز على بناء الحدائق في أحيائهم، بدلا من تركيزها على أحياء الشمال فقط، وسنده في الرأي المواطن خالد الغامدي، الذي رأى أن شباب الحي في حاجة ماسة إلى أماكن يقضون فيها أوقات الفراغ، مثله مثل أي حي آخر من التي تملك مساحات كبيرة مستغلة من قبل الأمانة.

وهنا واجه المسؤول رد الدكتور حمو، مدير عام الإدارة العامة للمرافق البلدية، على تلك الانتقادات. مؤكدا أن مشاريع الحدائق خطط لها أن تشمل جميع أرجاء المدينة، إلا أنه استدرك بالقول إن بعض أحياء الجنوب ستخضع للتطوير، ضمن مشروع تطوير العشوائيات، وكذا بعض الأحياء وسط جدة وشرقها، التي لا توجد فيها مناطق لإقامة تلك الحدائق.

وأكد حمو أخذ أمانة جدة في حسبانها، عند بناء الحدائق عدة عوامل مهمة، من أبرزها أماكن تمركز السكان وقربها من المساجد والمرافق العامة، كي يستفيد منها أكبر عدد من المرتادين، وقال على الرغم من ذلك فإن الحدائق التي سيتم تدشينها خلال الفترة القليلة المقبلة، ستتركز معظمها في وسط وجنوب المدينة، بواقع 19 ساحة بلدية شمال جدة، و25 ساحة شرقها، و8 ساحات جنوبها، ستكون جاهزة قريبا.

وكانت أمانة منطقة جدة قد أعدت دراسة أولية في عام 2007، قيمت مدى توافر الساحات العامة في البلديات الـ13 التابعة لها، وأشارت الدراسة إلى أن توافر الساحات محدود جدا، إذ إن معظم البلديات تعاني من نقص عدد الساحات العامة، أو أن مزيج أنواع الساحات فيها غير متوازن. وبينت الدراسة أن الساحات المتوافرة في معظم أجزاء جدة أقل من المعدل الذي حددته منظمة الصحة العالمية، وهو 8 أمتار مربعة للفرد الواحد، ويتضح النقص أكثر في المناطق المبنية بكثافة في المدينة، مثل بلديتي الجامعة وبريمان، حيث تبلغ نسبة الساحات العامة لكل منهما أقل من 0.2 متر مربع لكل فرد، وفي بلدية البلد 0.4 متر مربع لكل فرد، وفي بلدية قصر خزام 0.5 متر مربع لكل فرد.

واعتبرت الدراسة المحلية أن التحدي الذي يواجه المناطق يكمن في خارجها، من حيث توفير المزيد من الساحات العامة مع تزايد السكان، فيتمثل في توفير مزيد من الساحات العامة التي تدخل ضمن المناطق المبنية بكثافة بأسرع ما يمكن.

وبالعودة للدراسة الخاصة برياضة المشي، فأبرزت ضرورة تقضي بأن على الإنسان أن يمشي بشكل يومي، مسافة تتراوح بين 10 آلاف إلى 12 ألف خطوة، بينما الواقع القائم يؤكد أن مشي الإنسان المتوسط نحو 1500 خطوة فقط.

وتؤكد الدراسة أن 10 في المائة فقط من الناس يعملون على تأدية الحركة الكافية، بينما تبرز أن البدانة وزيادة الوزن تتنامى بشكل خطير في مختلف المجتمعات، ولذلك يتم الحديث عنها باعتبارها وباء خطيرا يهدد البشرية.