وزارة الصحة: دراسة معوقات ومشكلات تواجه عمل إدارة المخزون

تعاون بين مستشفى الملك فهد التخصصي ومركز السكري بجامعة الملك سعود لبناء مختبر لزراعة خلايا البنكرياس

TT

تعكف وزارة الصحة السعودية على دراسة مشكلات ومعوقات العمل في إدارة المخزون، وسط تأكيدات على عجز كبير تواجهه الوزارة في الإمكانات البشرية في إدارات ومراقبة المخزون.

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» الدكتور معيض القحطاني، المشرف العام على إدارة مراقبة المخزون بوزارة الصحة، أمس، أنه «ما زال هناك عجز في الإمكانيات البشرية في إدارات مراقبة المخزون، في الوقت الذي ما زالت تباشر فيه بعض مهام الإدارة من قبل إدارات التموين الطبي».

وأضاف أن «الدكتور عبد الله الربيعة، وزير الصحة، شكل لجنة من مديري عموم المديريات لدراسة مشكلات ومعوقات العمل بإدارات مراقبة المخزون، وإيضاح المهام المختلطة، ومنع الازدواجية بين إدارتي مراقبة المخزون وإدارة التموين الطبي».

وأوضح القحطاني أن وزارة الصحة وضعت إجراءات لحماية وتشجيع المسؤولين عن رقابة المخزون في المديريات والمستشفيات، وأنه يجب عدم تغيير مدير أو مسؤول مراقبة المخزون في المديريات أو المستشفيات إلا بالموافقة والتنسيق مع الجهات العليا، مشيرا إلى أن من حق مسؤول مراقبة المخزون الرفع إلى الجهات الأعلى منه وذلك في حالة عدم تجاوب رئيسه المباشر، من أجل منحهم قوة رقابية أكثر.

وقال القحطاني «إن هناك تقارير صادرة من إدارات مراقبة المخزون أسهمت في الاستغلال الأمثل للأدوية واللوازم الطبية، كما أسهمت كثيرا في التقليل من الهدر في المال العام في المرافق الصحية بنسب وصلت إلى نحو 90 في المائة»، مشيرا إلى أن وزارة الصحة قامت بربط مديريات الصحة في السعودية مع الإدارة العامة للتموين الطبي إلكترونيا، مما يساعد في عمليات مراقبة المخزون خاصة في الأدوية. وأوضح جبريل القبي، الناطق الإعلامي لصحة جازان، أنه دشن يوم أمس ندوة «مراقبة المخزون إجراءاتها وتطبيقاتها» التي افتتحها بن جده مشهور، مساعد مدير عام صحة جازان. وأضاف أن الندوة تستهدف مديري المستشفيات ومسؤولي مراقبة المخزون في مستشفيات وزارة الصحة بجازان، مشيرا إلى أن الندوة تستمر لمدة 4 أيام بمشاركة نحو 72 من المديرين والمسؤولين في المنطقة.

على صعيد آخر، كشف باحث سعودي في مجال زراعة الأعضاء عن توجه لدى مؤسستين سعوديتين، هما مستشفى الملك فهد التخصصي ومركز أبحاث السكري بجامعة الملك سعود، لبناء مختبر عالي التقنية في مجال زراعة الخلايا، حيث سينجز التعاون بين المؤسستين البدء في زراعة الخلايا لمرضى السكري، لإعادة بناء جهاز البنكرياس. وقال الدكتور محمد الصغير، مدير مركز زراعة الأعضاء بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، إن اتفاقية شراكة بين المستشفى ومركز السكري بجامعة الملك سعود، ستكون أول تعاون بين مؤسستين، لوضع حد لمشكلات مرضى السكري الذين لا يعانون من الفشل الكلوي. وقال الصغير إن المشروع الذي يعمل عليه المركز سيكون الأول من نوعه في السعودية.

وسيستفيد من هذا التعاون الأطفال الصغار، حيث تؤدي مضاعفات السكري على مدى 15 أو 20 سنة لفشل عضوي، كما سيكون بارقة أمل للشباب الذين أصيبوا بمرض السكري من دون أن يؤدي هذا المرض إلى مضاعفات أخرى مثل الفشل الكلوي. يشار إلى أن التقارير الطبية تؤكد أن ربع عدد السعوديين مصابون بمرض السكري، وهي من النسب الأعلى على المستوى العالمي.

ويقول الدكتور الصغير إن «زراعة الخلايا لم تتم حتى الآن في السعودية، نظرا لأنها تحتاج إلى مختبرات خاصة يوضع فيها البنكرياس ويفتت ومن ثم تعزل الخلايا وتزرع داخل المريض». وأضاف «حتى يتم الحصول على الإجراء لا بد من وجود مختبر عالي التقنية». وتحدث عن اتفاق بين مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، الذي يمثل مركز زراعة الأعضاء أحد فروعه، ومركز السكري في جامعة الملك سعود، على أن تزرع الأعضاء كاملة، وعندما يكتمل مختبر مركز السكري بجامعة الملك سعود سيتم البدء في زراعة الخلايا. وشدد على أن زراعة الخلايا تتميز بأنها أقل خطورة، كما أن عملياتها تصنف ضمن عمليات اليوم الواحد، في حين تبلغ نسبة نجاحها عادة 80 في المائة على 5 سنوات. وأشار إلى أن هذه النسبة هي المدة المعتمدة طبيا لجميع الأمراض والزراعة، فعندما تمر 5 سنوات على زراعة العضو يعتبر المريض سليما.

وينفرد مركز زراعة الأعضاء بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام بالتخصص في زراعة البنكرياس على مستوى السعودية. وقد تم تدشين المركز في نهاية عام 2008، وبلغ عدد عمليات زراعة الأعضاء التي نفذها حتى الآن 132 عملية، منها 115 كلى، و10 كبد، و7 بنكرياس، وبلغت نسبة النجاح للكلى من المتبرعين الأحياء 98 في المائة، ومن المتوفين دماغيا 96 في المائة.