لمدة 10 أيام.. 700 دار نشر و300 ألف عنوان في الرياض

ضمن ثاني أكبر تظاهرة ثقافية للكتاب في الشرق الأوسط يفتتحها وزير الإعلام اليوم

معرض الرياض الدولي للكتاب 2011 يشهد إقبالا كبيرا طيلة أيام العرض («الشرق الأوسط»)
TT

تحتضن العاصمة السعودية الرياض، مساء اليوم أعمال أحد أكبر المهرجانات الثقافية للكتاب بمنطقة الشرق الأوسط، حيث ينطلق مساء اليوم الثلاثاء، 1 مارس (آذار)، حفل تدشين معرض الرياض الدولي للكتاب 2011، الذي يقام تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ويستمر لمدة عشرة أيام على أرض معارض الرياض الدولية، ويشهد مشاركة ما يقرب من أكثر من 30 دولة، وبما يقارب 300 ألف عنوان بعدد من اللغات العربية والإنجليزية والفرنسية والفارسية والتركية.

ويعتبر معرض الرياض الدولي للكتاب الذي تنظمه وزارة الثقافة والإعلام أحد أكبر المهرجانات الثقافية. حيث شهد في دوراته السابقة أكثر من مليون زائر سنويا، ممن يهتمون باقتناء أحدث ما تصدره دور النشر العربية والأجنبية، بالإضافة لحضور الفعاليات الثقافية المصاحبة للمعرض، ومن أهمها الندوات، التي يشارك فيها الكثير من كبار المثقفين، بينما أصبح المعرض في السنوات الأخيرة منبرا للحوار بين المفكرين والكتاب والجمهور.

بينما وجه من جانبه الدكتور عبد العزيز خوجه، وزير الثقافة والإعلام السعودي، الدعوة لحضور حفل افتتاح معرض الرياض الدولي للكتاب، وقد شملت الدعوة عددا من الأمراء والوزراء وكبار المسؤولين، بالإضافة لعدد من المثقفين والأدباء والمفكرين والإعلاميين السعوديين والعرب والأجانب لحضور هذه المناسبة الثقافية الكبرى.

ويشهد معرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام ضيفا جديدا على فعالياته الثقافية، حيث تأتي جمهورية الهند كضيف شرف على المعرض في دورته الحالية، وقد حرص المنظمون للمعرض منذ أن تحولت إدارة تنظيمه من وزارة التعليم العالي إلى وزارة الثقافة والإعلام على أن تستضيف إحدى الدول الشقيقة أو الصديقة للسعودية، كضيف شرف على المعرض.

من جانبه، اعتبر تلميذ أحمد، السفير الهندي في الرياض، أن حضور الهند في معرض الرياض الدولي للكتاب بصفتها ضيف الشرف، جزء من سلسلة الأحداث، التي كانت دولته (الهند) تخطط لها لترويج المعرفة المشتركة والتفاهم. مشيرا إلى أنهم يخططون لمشروع ترجمة كتب هندية إلى اللغة العربية وترجمة الكتب العربية إلى اللغات الهندية المختلقة مثل الهندية، والأردية، والمليبارية، وإلى أنهم يسعون إلى تنظيم تبادل زيارات ثقافية للإعلام والتعاون في ما بين وكالات الأنباء في البلدين والقنوات التلفزيونية، واستضافة الأحداث الثقافية السعودية في الهند. ولفت تلميذ أحمد في تصريحه الصحافي، إلى أن التفاعل بين الثقافتين، في الهند والسعودية جاء متأخرا جدا. مشددا على أنه يعتبر الركن الأساسي في تطوير العلاقات بين البلدين.

وأشار أحمد إلى أن مشاركة بلاده في المعرض تعد فرصة ممتازة لإبراز إنجازات الهند الأدبية والثقافية أمام السعوديين والجاليات العربية والمقيمين في السعودية، ولتسليط الضوء على الجوانب المختلفة للعلاقات السعودية والهندية، والاطلاع على مختلف مجالات التاريخ، والأدب، والحضارة والثقافة والإعلام والفنون وغيرها.

وعلى صعيد ذي صلة، كشف الدكتور عبد العزيز العقيل، وكيل وزارة الثقافة والإعلام المساعد للإعلام الداخلي مدير معرض الرياض الدولي للكتاب، عن عدد دور النشر المشاركة في المعرض لهذا العام بقوله: «يقارب 700 دار نشر من أكثر من 30 دولة، وبما يقارب 300 ألف عنوان بعدد من اللغات العربية والإنجليزية والفرنسية والفارسية والتركية».

وكان عدد من المهتمين بالكتاب محليا وخارجيا قد أبدوا تخوفهم من عدم مشاركة دور النشر المصرية والتونسية، نظرا للأحداث التي تعرض لها البلدان، إلا أن العقيل نفى صحة تلك المخاوف، وأكد على التواصل ما بين إدارة المعرض ودور النشر في هذين البلدين، للمشاركة بالمعرض في دورته الحالية.

وفي وقت كانت فيه بعض المواقع الاجتماعية على الإنترنت قد نادت مؤخرا بمقاطعة معرض الرياض الدولي للكتاب في دورته الحالية، بحجة ما تمارسه إدارة المعرض من حجب ومنع لعدد من دور النشر العربية والأجنبية من المشاركة في المعرض، فإن العقيل أكد أن إدارة المعرض لا يوجد لديها أي تحفظ على أي دار نشر. مبينا أن عدم الموافقة على بعض طلبات المشاركة تأتي نتيجة ضيق ومحدودية مساحة المعرض، الأمر الذي اضطر إدارة المعرض إلى الاعتذار لدور نشر سعودية وليس فقط دور نشر عربية أو أجنبية.

من جانبه، أوضح محمد عابس، مدير إدارة الإعلام والنشر رئيس اللجنة الإعلامية للمعرض، أن وزارة الثقافة والإعلام خصصت هذا العام جناحا مستقلا بمساحة كبيرة داخل المعرض قسمت على الأندية الأدبية المشاركة، لكي تعرض من خلاله إنتاجها من الإصدارات الأدبية والثقافية المختلفة، التي تربو على أكثر من 505 عناوين في مجالات اهتماماتها الثقافية والأدبية والفنية.

وكان وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عبد العزيز خوجه قد وجه في وقت سابق بتخصيص موقع بمساحة وتنظيم متميز للأندية الأدبية المحلية داخل معرض الرياض الدولي للكتاب في دورته الحالية.

كما بين عابس أن وزير الثقافة والإعلام وجه بدعوة عشرة من الأدباء والمثقفين من محيط كل ناد أدبي، بالإضافة إلى رئيس مجلس إدارة النادي. موضحا أنه سيتم ترشيحهم من قبل رؤساء الأندية الأدبية، وذلك للمشاركة في فعاليات المعرض وحضور الأنشطة الثقافية المصاحبة للمعرض على مجموعتين، لضمان الحضور على مدى أيام المعرض من ناحية وتمثيل جميع مناطق المملكة وإتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من الأدباء والمثقفين.

يشار إلى أن معرض الرياض الدولي للكتاب كان في دوراته السابقة يقام بجهود الجامعات السعودية، خاصة جامعة الملك سعود، وكانت تلك المعارض تنظم في ردهات الجامعة وممراتها، حيث كان المكان يزدحم بالزائرين ودور النشر، حتى جاء التوجيه من الحكومة السعودية بتوحيد هذه الجهود وتسليم مهمة التنظيم والإشراف إلى وزارة التعليم العالي، ثم إلى وزارة الثقافة والإعلام، حيث أسهم ذلك في أن تأخذ هذه المعارض منحى إعلاميا مميزا في التغطية المتواصلة على المستوى الداخلي والخارجي.

وقد حرصت وزارة الثقافة والإعلام السعودية على أن يظهر المعرض في كل عام بشكل مميز ويرضي جميع الأطراف بمختلف توجهاتها الفكرية والثقافية، كما تقوم الوزارة أيضا بتنظيم لقاءات وأمسيات ثقافية على هامش المعرض تسهم في إثراء المعرض وجعل ليالي الرياض تنبض بالثقافة والفكر، وتأتي الدورة الحالية للمعرض، في ظل تغيب معرض القاهرة الدولي للكتاب، بسبب الأحداث السياسية التي شهدتها مصر في الآونة الأخيرة، حيث كان معرض القاهرة يأتي في الترتيب الأول بين معارض الكتاب بالمنطقة، بينما شكل معرض الرياض الدولي للكتاب المنافس الثاني لذلك المعرض.