تكثيف أمني بمعرض الرياض للكتاب على خلفية أحداث ليلة الأربعاء

رسائل جوال تدفع المثقفين السعوديين للتوافد على المعرض

TT

شهد معرض الرياض الدولي للكتاب 2011، يوم أمس الخميس، ثالث أيام المعرض، كثافة أمنية من قبل رجال الأمن السعودي بزيهم الرسمي وبالملابس المدنية، وذلك على خلفية أحداث مساء يوم الأربعاء الماضي، الذي شهد تكتلات بشرية ممن يحسبون على التيار المتشدد، قاموا بعد صلاة المغرب بالتواجد داخل أروقة معرض الرياض الدولي للكتاب، حيث قاموا بأعمال اعتبرها البعض استفزازية، حاولوا من خلالها إبداء اعتراضهم على ما يحتويه المعرض من عناوين كتب ودور نشر يرون فيها مخالفة للقيم والدين بالمجتمع السعودي.

وكانت تلك المجموعات، التي يطلق أصحابها على أنفسهم المحتسبين، وهم ليسوا ممن ينتمون لجهاز الحسبة، أي جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي تعد الجهاز الحكومي المناط به تولي مسؤوليات الاحتساب الديني بالسعودية، قد بادرت بمضايقة النساء اللواتي لم يكن يغطين وجوههن، بالإضافة لمهاجمتهم عددا من الرموز الثقافية والأدبية بالسعودية ممن كانوا موجودين بمعرض الكتاب.

كما تعرض جناح التلفزيون السعودي داخل المعرض لعملية هجوم من بعض أولئك، خلال فترة بثه المباشر لأحد اللقاءات مع إحدى المثقفات من زوار المعرض، معترضين على ظهور المرأة في وسائل الإعلام الحكومي.

من جانبه، أكد الدكتور عبد العزيز خوجة، وزير الثقافة والإعلام، خلال زيارته لمعرض الرياض الدولي للكتاب، أمس الخميس، بقوله: «كلنا أبناء وطن واحد، وتهمنا مصلحة الوطن، ولا تشكيك في أبناء الوطن». وأضاف خوجة قائلا: «كلنا لنا آراء أحيانا نتفق فيها وأحيانا نختلف، وليس عيبا أن نختلف، وإنما المهم أن نوصل آراءنا بالطريقة الصحيحة المناسبة والحسنة والطيبة والحضارية».

ومضى وزير الثقافة والإعلام بقوله إن توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز: «تدعو للحوار، الذي يرى فيه أهمية لإيصال رسالة أي شخص»، واستدرك الوزير بالقول: «ولكن لا بد من أن تكون بالطريقة الحضارية، وأعتقد أنه لا ضير في أن نختلف مع شخص آخر، المهم كيف نوصل هذا الرأي إلى الآخر بالطريقة المناسبة».

وأضاف خوجة: «معرض الكتاب سوف يستمر، وهو واجهة حضارية لبلدنا، وأتمنى عدم تكرار ما حصل سابقا، وأرجو أن يكون حضورنا واسعا في مثل هذه المواضيع».

وأكد خوجة على استقبال جميع الشكاوى عبر إدارة المعرض، بالإضافة إلى البرنامج الاجتماعي على شبكة الإنترنت «فيس بوك» ويتم الرد عليها مباشرة.

وقال وزير الثقافة والإعلام: «إن المطالبات سوف يتم النظر فيها»، مضيفا: «الجميع له آراء ومطالبات، والكل يرى أنها سليمة 100في المائة، ولكن في الأخير نحن ندرس تلك المطالبات ونرى مدى فائدتها على الوطن والمواطن من عدمها».

وكان وزير الثقافة والإعلام، الدكتور عبد العزيز خوجة، ذكر في صفحته على «فيس بوك»، مساء أمس، متحدثا عن تلك الحادثة، التي كان أحد الذين وجه لهم اللوم والتحذير من قبل تلك الفئة المتشددة قد ذكر في صفحته، قائلا: «كل من له ملاحظة فليتقدم بشكواه إلى الجهات الرسمية المختصة المتواجدة في المعرض، أما إثارة الفوضى ومضايقة الزوار والناشرين فأمر مرفوض تماما، هذا المعرض واجهة ثقافية وحضارية لبلادنا، وأرجو أن نكون جميعا على مستوى هذه المسؤولية».

كما شهد يوم الخميس، ثالث أيام المعرض، توافد أعداد من المثقفين السعوديين، بعد أن تبادل أغلبهم رسائل عبر هواتفهم الجوالة، تحثهم على التواجد المبكر في المعرض تضامنا مع الثقافة والكتاب، مؤكدين في نص تلك الرسالة على نبذهم للإرهاب.

وكان معرض الرياض الدولي للكتاب، مساء أمس الخميس، قد سجل تواجد أعداد غفيرة من الزوار، تزاحمت بهم أروقة المعرض في وقت كان اليومان السابقان سجلا نسبة متدنية في أعداد زائري المعرض، ويوضح مسؤولو التنظيم بالمعرض الزيادة في أعداد الزوار يوم الخميس لمصادفته عطلة نهاية الأسبوع في السعودية