عضو فريق الدفاع عن حميدان التركي: مهمتنا كانت مستحيلة.. ومحاموه السابقون «غير أكفاء»

المستشار خالد الثبيتي قال لـ«الشرق الأوسط» إن الحكم الأخير يتيح لموكله أن يمضي بقية المدة بين أهله

TT

لم تكن مهمة فريق الدفاع الذي أمر بتشكيله الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، للدفاع عن مواطنه حميدان التركي مفروشة بالورود، بل إن المهمة كانت مستحيلة إلى حد كبير، بحسب ما أكده أحد المستشارين السعوديين ضمن فريق الدفاع عن حميدان.

المستشار القانوني خالد الثبيتي، عضو فريق الدفاع عن حميدان التركي، كشف في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، مكامن صعوبة المهمة التي أوكلت إليهم، والتي زاد من تعقيدها أن المحامين السابقين لموكله، لم يكونوا على قدر من الكفاءة، وارتكبوا الكثير من الأخطاء، الأمر الذي وضع حميدان أمام حكم قضائي بالسجن مدى الحياة.

إلا أن الفريق القانوني الجديد نجح يوم الجمعة الماضي، في تصحيح الحكم الصادر بحق حميدان التركي، وتخفيضه حتى 8 سنوات فقط، بعد أن كان يواجه عقوبة السجن المؤبد.

وبعد أسبوع من استصدار الحكم الجديد والنهائي في قضية حميدان التركي، خص المستشار القانوني خالد الثبيتي «الشرق الأوسط» بتصريحات أشار فيها صراحة إلى أن فريق المحاماة السابق ارتكب الكثير من الأخطاء التي تتعلق في مجملها بعدم كفاءة المحامين.

وقال في الموضوع ذاته «كانت هناك الكثير من الأخطاء التي ارتكبها محامو الدفاع السابق الذين اختارهم حميدان التركي بخاصة في مرحلة المرافعة، ونظرا لأن هذه القضية ما زالت منظورة من قبل المحاكم المختصة فإنه لا يجوز الخوض فيها خلال هذه المرحلة».

غير أن المستشار الثبيتي قال باختصار عن الأخطاء التي ارتكبها محامو الدفاع السابقون عن التركي «إنها في مجملها تتعلق بعدم كفاءة المحامين السابقين، كما أن حججهم لم تكن بالكفاءة التي تمكنهم من دحض ادعاءات المدعين العامين، وكان دفاعهم على قدر كبير من الضعف ولم يخدم موقف حميدان».

وكانت وزارة الخارجية السعودية قد أعربت عن ارتياحها البالغ لتصحيح الحكم الصادر بحق مواطنها التركي، وذلك في أول رد فعل رسمي على حكم المحكمة بحق حميدان الذي تحتجزه سلطات ولاية كولورادو الأميركية، ورأت خارجية الرياض في بيانها أن الحكم النهائي في القضية «جاء ثمرة تعاون حميدان التركي وأسرته مع الوزارة، الأمر الذي مكن من وضع يده على جملة من الأخطاء التي وقع فيها محامي الدفاع السابق الذي اختاره التركي».

وتحدث عضو فريق الدفاع عن حميدان التركي عن الدور الذي لعبه الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية، في دعم قضية حميدان، ومتابعته لها، قائلا «لقد وجه الأمير سعود الفيصل بتعيين مستشارين قانونيين مؤهلين لإدارة هذه القضية، وكان هناك دعم كبير ومتابعة مستمرة لمجريات القضية وتطوراتها من الأمير خالد بن سعود وكيل وزارة الخارجية». ولم يخف المستشار القانوني خالد الثبيتي الصعوبة التي كانت تكتنف مهمة الفريق القانوني الجديد، حيث ذكر أن الأحكام السابقة ضد حميدان اكتسبت القطعية، وأزّمت من موقفه القانوني بشكل جعل من المستحيل تحقيق أي نجاح، غير أنه أشار إلى وجود توجيهات من الأمير سعود الفيصل والأمير خالد بن سعود للفريق القانوني الذي تم تعيينه بضرورة وضع استراتيجية محددة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين فرص إطلاق حميدان التركي.

وتابع خالد الثبيتي، قائلا «لقد أثمرت هذه الجهود، وتمكن الفريق القانوني من استصدار قرار من المحكمة بتاريخ 5 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي مفاده أن حكم السجن مدى الحياة على حميدان لم يكن قانونيا، وأحقيته في المطالبة بتصحيح أحكام عقوبة السجن حيث تم تحديد 25 فبراير (شباط) الماضي للاستماع لحجج فريق الدفاع والمدعين القانونيين، ويصدر القاضي حكمه النهائي، وهي الجلسة التي تمكن الفريق القانوني من إقناع القاضي بوجوب تخفيف الحكم إلى 8 أعوام بعد أن كان مدى الحياة».

وكانت الخارجية السعودية قد كشفت في بيان صدر عن السفير أسامة نقلي، مدير الدائرة الإعلامية بالوزارة، أنه «كان لشريط الفيديو الذي أعده الفريق القانوني لوالدة السيد حميدان التركي وزوجته وبناته، وعرضه على القاضي خلال جلسة الاستماع، والذي أوضح الوضع النفسي والصحي خلال الفترة الماضية لأفراد أسرته وحاجتهم الماسة لوجوده معهم، مردود إيجابي خلال جلسة الاستماع».

وأفاد رئيس إدارة الشؤون الإعلامية بالخارجية السعودية إلى أنه «وفقا لرأي الفريق القانوني سيكون حميدان التركي مؤهلا لما يعرف في القانون الأميركي بحق إطلاق السراح المشروط، والذي يقضي بإخلاء سبيل السجين ليمضي المدة المتبقية من سجنه خارج السجن متى كان حسن السلوك، ولحميدان التركي، وفقا لبيان الخارجية السعودية، المطالبة بهذا الحق خلال فترة وجيزة بعد أن تم احتجازه لمدة 24 عاما».

وأمام ذلك أكد عضو فريق الدفاع عن حميدان التركي خالد الثبيتي أن الحكم الذي صدر مؤخرا في حق حميدان سوف يعطي له الفرصة بأن يطلق سراحه ليمضي المدة المتبقية من سجنه بين أهله، حيث يحق لحميدان ممارسة هذا الحق خلال فترة وجيزة بعد أن كان غير ممكن وفقا للأحكام السابقة.

يشار إلى أن وزارة الخارجية لفتت إلى أن الحكم الذي تم انتزاعه من القاضي والمدعين العامين يتطلب أن يقوم حميدان التركي بالدخول في برنامج تأهيلي خاص بالموقوفين في قضايا جنائية وفقا للقانون الأميركي، وسوف ينسق الفريق الثانوي مع حميدان التركي ومسؤولي السجن وولاية كولورادو لإنجاز هذا البرنامج في أسرع وقت.