400 ألف زائر يضخون 12 مليون ريال.. في معرض الرياض للكتاب

TT

أكد مصدر مسؤول أن عدد زوار معرض الرياض الدولي للكتاب حتى يوم أمس، أكثر من 400 ألف زائر، ضخوا ما يزيد عن 12 مليون ريال.

وقال الدكتور عبد العزيز العقيل، وكيل وزارة الثقافة والإعلام المساعد للإعلام الداخلي ومدير معرض الرياض الدولي للكتاب: «إن المعرض ما زال يستقبل الزوار من كافة أنحاء السعودية ومن دول الخليج العربي والدول العربية». وعزا العقيل توافد الملايين للمعرض لسمعته الرائدة على المستوى الإقليمي والدولي، وأنه صار محط أنظار المثقفين، مبينا تصدر الكتب الأدبية والفكرية للمبيعات، بينما جاءت الكتب التاريخية وكتب السير والاجتماع والسياسة في مراتب أقل.

من ناحية أخرى، زارت أكثر من ثلاثين مدرسة من مدارس الرياض معرض الرياض الدولي للكتاب منذ افتتاحه وحتى اليوم.

وحرصت المدارس على أن يطلع طلابها على الأجنحة التي تهتم بثقافة ميولهم العمرية المختلفة، كما حرصت المدارس الابتدائية على أن يزور طلابها جناح الطفل، وحفزتهم على اقتناء الكتب والقصص. يُذكر أن كثيرا من الطلاب خرجوا من المعرض وهم يقتنون كتبا علمية وقصصيه وتعليمية.

هذا، وقد واصل معرض الرياض للكتاب تقديم فعالياته لليوم السادس على التوالي، وكان قد التقى المثقفون، مساء أول من أمس، في ندوة بعنوان «الثقافة والفضائيات»، شارك فيها كل من تركي الدخيل وأحمد الزين ومحمد الماضي ومريم الغامدي.

من ناحيته، أكد محمد الماضي المشرف العام على قناة «الثقافية» السعودية، وجود أكثر من 700 قناة فضائية في العالم العربي، لم تستطع أن تقدم شيئا للمشاهد، ولم تستطع أن تعزز قيمة القراءة فيه، مشيرا إلى أنه مثل هذه الاهتمامات تأتي في ذيل أولويات القنوات العربية الفضائية.

وأوضح الماضي أن ما يُقدم حتى الآن في هذا الصدد، غير جاذب ولا مشوق، مبينا أن الفضائيات لا تلقي بالا إلى التحديات التي تواجه الدين الإسلامي وثقافة أبناء الأمة العربية.

واختتم الماضي حديثه، بأن بعض الفضائيات أججت روح الخلاف بين أبناء الأمة والوطن والمذهب الواحد، فزادت على أثرها إشاعة ثقافة التعصب والصراع بين التيارات الفكرية والثقافية، ملقية تعزيز ثقافة الحوار وقبول الآخر جانبا.

وأسف الماضي على غفلة الفضائيات عن قيمة الثقافة العربية وما تتمتع به من سمات تجعلها في مصاف الثقافات العالمية الفاعلة، مستعرضا بعض المعوقات التي ذكر منها عدم التخصص، وعدم استشعار المسؤولية في الفضائيات العربية بوجه عام.

أما الأديب أحمد علي الزين، الإعلامي بقناة «العربية»، اعتبر أن عنوان الندوة مطاطي، متخذا من أسلوب الحكاية مدخلا لحديثه، متسائلا عن مدى رواج ثقافة الاستهلاك مقارنة بثقافة العقل الغائبة، مرجا ذلك لتسيد ثقافة الضجيج التي انتظمت أغلب الفضاء الإعلامي العربي.

وأكد الزين على ضرورة اتباع الجرأة المالية من قبل المهتمين بصناعة الإعلام لإنشاء ما هو جدي ومجد لشاشات فضائية تقدم للعقل العربي ما يستحقه، مشيرا إلى ما تمثله الفضائيات لدى الأجيال الناشئة، التي يرى أنها أمام الكثير من الخيارات، مما يفرض العمل على إيجاد إعلام يحسن التعامل مع ثقافتها المعاصرة. وشدد الزين على أهمية الدور المؤسساتي الذي يقوم على استثمار العقل العربي في هذه الصناعة المعاصرة، إضافة إلى ما يتطلبه هذا الفضاء من استعدادات إعلامية تتجاوز كل التحديات التي تواجهها.

من جانبها، استعرضت مريم الغامدي واقع الثورة التقنية ومد الاتصال المعاصر، الذي ترى أنه تحول إلى فضاء مفتوح، مع ما تبعه من تنام كبير في انتشار الفضائيات، استطاعت هي الأخرى أن تهيمن على الفضاء العربي. وأوضحت أن هذا الواقع صحبه مد إعلامي في كل الاتجاهات، وأثر على الثقافة وصناعتها، وفتح الباب على مصراعيه للثقافة المستوردة، التي تعمل على وأد الثقافة المعرفية، بما تقدمه من برامج وموضة في ثقافة اللبس والأكل والغناء والسلوك.. إلخ.

وأشارت الغامدي إلى حزمة من السلبيات التي أشاعتها الفضائيات العربية، وفي مقدمتها تهميشها للثقافة العربية، وعدم تسويقها، في ظل ضعف المخزون المعرفي والثقافي واللغوي.

إلى ذلك، تواصلت فعاليات المقهى الثقافي، حيث أقيمت، مساء أول من أمس، مسامرات فكرية تحت عنوان «التأليف بين النشر والتوزيع»، تحدث فيها عادل الحوشان وأحمد الحمدان.

يشار إلى أنه شهدت منصة الكتب الرجالية والنسائية توقيع نخبة من الإصدارات المعرفية المنوعة.