وزير الشؤون البلدية والقروية: تجربة قطار المشاعر جيدة.. والنظافة دون المطلوب

قال: لا يمكن الجزم بعدم تكرار الحوادث على جسر الجمرات * الداخلية: المنشأة حولت رجال الأمن للتعامل مع الظروف الطارئة

الأمير منصور بن متعب يكرم اللواء منصور التركي في احتفال تكريم المشاركين في تصميم منشأة جسر الجمرات (تصوير: أحمد يسري)
TT

كشف الأمير الدكتور منصور بن متعب وزير الشؤون البلدية والقروية، بأن التقييم الموضوعي لحج العام الماضي، أكد بأن تجربة قطار المشاعر «كانت جيدة»، حيث أسهمت بشكل إيجابي في توجيه جزء من حجاج بيت الله الحرام لرمي الجمرات في المستوى الرابع من منشأة الجمرات الحديثة، التي لم تشهد أية حوادث تذكر على مدار الخمس سنوات الماضية.

ومقابل ذلك، أسفرت التقييمات الموضوعية لموسم حج العام الماضي، طبقا للأمير منصور بن متعب، بأن النظافة كانت دون المطلوب. وقال وزير الشؤون البلدية والقروية «يظهر في التقارير لدينا أشياء فيها جانب من القصور، فمثلا حج العام الماضي، النظافة كانت ليست بالمستوى المطلوب، لكن هناك جوانب أخرى جيدة، فقطار المشاعر كان جيدا، ومنشأة الجمرات كذلك، فالتقييم الموضوعي سيعطينا الإيجابيات والسلبيات، لنعمل على تلافيها».

وجاءت تصريحات الأمير منصور بن متعب، على هامش تكريم المشاركين في التصميم والتنفيذ والتشغيل لمنشآت الجمرات الحديثة بمشعر منى.

ومنذ 5 سنوات مضت، لم تشهد منشأة الجمرات الحديثة أية حوادث أو وفيات عليها. ولم يجزم الأمير منصور بن متعب بمسألة استبعاد الحوادث أو الوفيات في منشأة الجمرات.

ورد على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول ما إذا كان ينظر إلى حوادث الجمرات على أنها أصبحت جزءا من الماضي، بقوله «كل شيء بتوفيق العزيز الحكيم، المستقبل ليس لديك تحكم على كل معطياته».

يذكر بأن عدد الوفيات التي شهدها جسر الجمرات خلال السنوات الماضية، بلغ 752 وفاة، فضلا عن مئات الإصابات الأخرى.

غير أن الوضع اختلف عن السابق، حيث إن منشأة جسر الجمرات، لم تشهد أية حوادث منذ افتتاحها قبل 5 سنوات. وتتألف الجمرات من 5 أدوار، بالإضافة إلى بدروم، وتم تصميم أساساته ليتحمل عدد 12 دورا.

حبيب مصطفى زين العابدين، وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية في السعودية، رأى ضرورة الاستعجال بمشروع ربط المستوى الرابع من منشأة جسر الجمرات، بمنطقة الشعيبين، وذلك للتخفيف على الدورين الأرضي والأول، اللذين يستوعبان نحو 50 في المائة من حجاج بين الله الحرام.

وأيده في الرأي اللواء منصور التركي المتحدث الأمني بوزارة الداخلية، حيث أكد أهمية تنفيذ مشروع الأنفاق الذي يربط منطقة الشعيبين بالدور الثالث (المستوى الرابع، وهو ما سيحقق التوزيع المتكافئ لحجاج بيت الله الحرام بين الأدوار، وذلك في خطوة للسيطرة على كثافة الحجاج أثناء أداء المناسك المختلفة.

وفي اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، زاد اللواء منصور التركي بالإيضاحات حول مشروع منشأة جسر الجمرات، حيث قال إن إدارة تشغيل المشروع أخذت في الاعتبار المحافظة على توازن الكثافات في كافة المواقع التي تؤدى فيها الشعائر، وتحديدا طواف الإفاضة وطواف الوداع.

وقال إن إدارة تشغيل مشروع منشأة جسر الجمرات، راعت الطاقة الاستيعابية في المسجد الحرام، بحيث لا يتجاوز عدد من يتم تفويجهم الـ300 ألف حاج في الساعة.

ولفت اللواء التركي، إلى أن مشروع منشأة جسر الجمرات، أسهم في تخليص شعيرة الحج من الوفيات أو الإصابات التي كانت تحدث نتيجة الكتل البشرية الكبيرة. وأفاد قائلا «لقد لمسنا من خلال تشغيل منشأة الجمرات المستوى العالي للسلامة الذي حققته، مقارنة بالمشروع السابق الذي كان يستدعي توفير أعداد كبيرة من رجال الأمن».

وأبان أن منشأة جسر الجمرات حولت رجال الأمن للتعامل مع أي ظرف طارئ، أكثر من العمل على فرض السيطرة والتنظيم.

واعتبر المتحدث الأمني بوزارة الداخلية، أن منشأة جسر الجمرات، تمثل قمة الفكر العلمي في إدارة تنظيم الحشود، حيث أسهم في رفع مستوى ثقافة الوعي العام في الحشود.