وزير التعليم السعودي السابق: أميركا لم تمارس ضغوطا لتعديل مناهجنا

د. محمد الرشيد كشف عن أن الشيخ ابن باز قال له معلقا على مطلبه بإدخال الرياضة إلى مدارس البنات: لم تقل إلا صوابا.. وقد أخطأوا في حقك وعليهم أن يعتذروا على الملأ

TT

* د. محمد الرشيد لـ«الشرق الأوسط»: وزارة التعليم ليست مقبرة الوزراء بل هي الحياة الكبرى للناس والوطن

* يطرح الدكتور محمد بن أحمد الرشيد، الذي تسلم حقيبة وزارة التربية والتعليم في السعودية خلال الفترة من عام 1995 إلى عام 2005، وهي فترة ذات شأن من تاريخ الوطن والعالم، آراء جديرة بالتوقف، معتبرا أن الميدان هو الحكم على نجاحاته وتجديداته أو إخفاقاته عندما كان وزيرا للقطاع الأهم خلال 10 سنوات، مشددا على أنه تربوي من أخمص قدميه إلى رأسه، وأن حب التربية ممتزج بدمه، ولذا حمل شعار «وراء كل أمة عظيمة تربية عظيمة».

وفي حوار مطول مع «الشرق الأوسط» أكد الدكتور الرشيد أن الإنسان هو المورد الثري والثابت، وأن أشد ما نحتاجه في عصرنا الحاضر خلال رحلتنا على الأرض ليس التصويب إلى النجوم بل قطع مسافات على الأرض، واعتبر الوزير، الذي أعفي من الوزارة بعد مرور 10 سنوات على توليه المنصب، أن المنصب القيادي ينبغي أن يكون محدودا بزمن حتى يكون هناك تجدد، وتنوع وعطاء، ورفض أن توصف وزارة التربية والتعليم بمقبرة الوزراء وفضل وصفها بالحياة الكبرى للناس والوطن.

ولمح الوزير المثير للجدل بعد صدور كتابه الأخير عن «المرأة المسلمة.. بين إنصاف الدين وفهم المغالين»، إلى أن مسيرة التربية والتعليم في بلاده ليست مسيرة قاتمة، بل فيها من الإيجابيات أكثر من السلبيات، وحدد أمرين رأى أنهما أهم ما ينقص التعليم العام؛ أولهما أن كثرة ممن يعملون في حقل التعليم ليسوا من هواته أصلا وإنما جاءوا طلبا للوظيفة، وثانيهما ما ينتاب بعض المؤثرين في المجتمع من شكوك حول كل إصلاح في القطاع، معترفا في هذا الصدد بأن المتشبثين بالقديم وهم مؤثرون وفاعلون عرقلوا طويلا أي تحرك أو تجديد في مسيرة التعليم، وشدد على أنه قد آن الأوان أن يتم تخطي تلك العقبات وإصدار قانون حديث للتعليم يواكب ما استجد في العالم من علم ومعرفة بدلا من الاعتماد على وثيقة التعليم الصادرة قبل 40 عاما التي لا تزال تمثل الوثيقة الرسمية الوحيدة المعتمدة في النظام التعليمي.. فيما يلي نص الحوار:

* المتأمل لواقع الأمة العربية يلحظ انتشار الجهل والمرض والفقر.. كيف ترون الخروج من هذا الثالوث الخطير؟ وكيف ترى الترابط الشرطي بين أضلاع هذا المثلث المخيف؟

- الدول العربية تختلف في صور تطورها، وأوجه نمائها من دولة إلى أخرى بسبب عوامل عدة، من أهمها:

أ - الموارد الطبيعية ومدى توفرها، واستثمارها في وجود اقتصاد قوي، وهذا الأمر مرتبط كذلك بحسن إدارة هذه الموارد، وعدم بعثرة مردودها المالي فيما لا نفع فيه، مع خلو الحياة العامة من الفساد والانحراف.

ب - الاستقرار السياسي، الذي يحقق للمجتمع الأمن والأمان، وحسن الحال؛ فيتفرغ الناس في وئام تام للعمل والإنتاج. والدول العربية طبقا لهذا قد حقق بعضها تقدما حضاريا واضحا في حياة الناس، برعايتهم تعليميا، وصحيا، ومعيشيا، والبعض الآخر، مع الأسف الشديد، لم يتحقق له ذلك بالصورة المرجوة للجميع، نتيجة عدم تحقق أسباب الرخاء وعوامل النهضة.

ومعلوم أنه كلما ارتقى الإنسان علما، وثقافة، وتفتّحا ارتقى صحيا، وحياتيا.

* أنت رجل تربوي ومررت بمحطات كثيرة حتى وصلت إلى سدة التربية والتعليم وزيرا لدورتين ونصف الدورة.. أين يكمن الخلل في المنظومة التربوية والتعليمية؟ وما هي وسائل الخروج منه؟

- من الإنصاف القول: إن مسيرة التربية والتعليم في بلادنا ليست مسيرة قاتمة، بل فيها من الإيجابيات أكثر بكثير من السلبيات، ومن خبرتي ثم متابعتي أرى أن ما ينقص تميز التعليم العام عندنا أمران:

أولهما وأهمهما: كثرة ممن يعملون في حقل التعليم ليسوا من هواته أصلا، وإنما جاءوا طلبا للوظيفة، وإلى جانب ذلك كثير منهم يشعر بالغبن؛ لأن مجتمعنا لا يعطي المعلم قيمته الاجتماعية التي يستحقها، ومعلوم أن أي مهنة أو وظيفة لا يبدع فيها إلا من يحبها.

ثانيهما: ما ينتاب بعض المؤثرين في المجتمع من شكوك حول كل إصلاح لمناهج التعليم وبرامجه؛ حتى وصل الأمر إلى التشكيك في سلامة عقيدة رواد الإصلاح التعليمي، وهناك شواهد كثيرة على ذلك، ولن يتخلص التعليم من مثالبه إلا بأن تعطى القوس لباريها، ويحسن الظن بأهل التخصص، وأن يرفع من كفاءة المعلم، وإعلاء شأنه ماليا، واجتماعيا.

* ماذا قدمت لقطاع التربية والتعليم عندما كنت وزيرا للقطاع؟ وما هي البصمات التي ترى أنها لافتة وتركتها في رحلتك الوزارية في هذا القطاع المهم والحيوي؟

- الحديث عن النفس غير مرغوب فيه عندي، والميدان هو الذي ينبئك بنجاحاتي، وتجديداتي، وإخفاقاتي.

وعلى أية حال فإني تربوي من أخمص قدمي إلى رأسي، وحب التربية ممتزج بدمي وكياني، فأنا شديد الإيمان بأن «وراء كل أمة عظيمة تربية عظيمة» و«وراء التربية العظيمة معلمون مؤهلون مخلصون».

* «التلقين الببغائي في المدارس أسلوب لم نجن منه إلا الحنظل».. شعار أطلقته عندما كنت وزيرا للتربية والتعليم.. هل وضعت أرضية للتخلص من هذا الأسلوب عندما كنت مسؤولا أول عن القطاع وكيف ترى الخلاص منه بغير رجعة؟

- سامح الله من وصفوا موقفي من رفض التلقين الببغائي في تعليمنا بأنه نكوص على حفظ القرآن الكريم، وتطاولوا بالقول المقذع عليّ بسبب ذلك، وقد نسوا أنه في الشرع يجب فهم القرآن وتدبر معانيه إلى جانب حفظه، والحمد لله، قد تكشفت جوانب الإيجاب، والصحة والصواب فيما ناديت به، والعمل جار على استبدال ذلك الأسلوب الأصم المقيت بإعمال العقل والبحث عن المعرفة، ومشاركة الطلاب في تحصيلها.

* هناك دول لا يوجد لديها مورد ثابت كالنفط أو غيره من المداخيل التقليدية، لكنها بدأت في تصدير المعرفة.. كيف يمكن لبلادنا أن تصدر المعرفة؟ وهل لمست توجها في هذا الاتجاه؟

- الإنسان هو الثروة الحقيقية لمجتمعه إذا أحسن إعداده، بل إنه المورد الثري والثابت ما دامت الحياة، وفي عصرنا الحالي أشد ما نحتاجه في رحلتنا على الأرض ليس التصويب إلى النجوم بل قطع مسافات على الأرض، وأعني بذلك: قبل أن نصدر المعرفة مطلوب منا المشاركة الفعالة في تطور المعرفة والاكتشافات الحديثة، ونشرها بين مجتمعنا؛ تمهيدا لنفع العالم الخارجي بما يفيض عندنا.

* برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للابتعاث الخارجي له أهمية تتمثل في بناء جيل سعودي يحمل لواء العلم من أحدث الجامعات العالمية والإقليمية، هل ترى أن هذا البرنامج يلبي التطلعات لتحقيق التقدم، والازدهار، لأبناء الوطن وتصاعد مسيرته الحضارية للوصول إلى المكانة المرموقة التي تليق به؟

- إن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي برنامج مرموق، أرجو الله أن ترافقه خطة عملية لاستثمار هؤلاء المبتعثين حين تخرجهم وعودتهم، وألا يلاقوا مصيرا شبيها ببعض شبابنا الذين لم يجدوا عملا بعد تخرجهم في الجامعات.

* بدأت عندما كنت وزيرا للتربية والتعليم في تطبيق التعليم الإلكتروني في مدارس التعليم العام، الذي يقوم على تقنيات الاتصالات الحديثة.. ماذا حقق هذا الأسلوب، وهل حسمتم وقت طرح المشروع الجدل القائم آنذاك بشأن افتقار هذه الطريقة لميزة التفاعل بين المادة والمعلم والمتعلم، وهو ما حسمه ظهور الإنترنت الذي كان مبررا لاعتماد التعليم الإلكتروني؟

- إنه ينبغي عدم الخلط بين الوسيلة والغاية، فتقنيات الاتصال الحديثة هي بالغة الأهمية، ومع ذلك تبقى وسيلة، وكل ما أخشاه أن يساوي الناس بين الوسيلة والغاية.

وأهم الشروط لنجاح هذه الوسيلة هو فهم المعلم لها، وحماسه لاستخدامها، وقدرته على الابتكار فيها، وتفاعل طلابه معه في الإفادة منها.

* أنت صاحب فكرة إدخال الرياضة المدرسية في مدارس البنات، وقيل عن المشروع إن المؤسسة الدينية رفضته، رغم أن البعض يرى أن مفتي الديار السعودية الراحل الشيخ عبد العزيز بن باز قد أيد هذا المشروع وباركه بعد أن تفهم أهدافه وآليات تطبيقه، هل من إيضاح لهذا الجانب؟

- إني لأشعر بسعادة كبيرة اليوم، فقد أيدني في إدخال التربية الرياضية إلى مدارس البنات من هاجموني حينما أطلقت هذا الطلب، وكل ما قلته في هذا الأمر في ذلك الوقت هو «إعطاء العناية الكافية في مدارس البنات للرعاية البدنية بالقدر الذي نوليه في هذا الشأن للبنين، ولنتذكر الشعار الداعي إلى أن العقل السليم في الجسم السليم، ولست أجد سببا مقنعا يجعل مقر المدارس المخصصة للبنات خلوا من مساحة تمكنهن من الحركة ومزاولة الرياضة البدنية، ولا أن يكون في جدول الدراسة للبنات حصص لهذا الغرض تكون بطريقة تتناسب وطبيعة المرأة، ولقد أثبتت كل الدراسات العلمية أن مزاولة الرياضة البدنية عامل أساسي وحاسم في صحة الجسم وصحة النفس، وهي في أهميتها تتساوى فيها البنت مع الابن، مع اختلاف في أسلوب تحقيقها».

وبعد مقولتي تلك قال مسؤول كبير في ذلك الوقت «إن ما قاله محمد الرشيد يمثل مخالفة لتعاليم شريعتنا الإسلامية وقيمنا الفاضلة، ويحث هذا المسؤول مسؤولي تعليم البنات على عدم قبول فكرة محمد الرشيد هذه؛ حرصا على كرامة الفتيات، وحفاظا على عقيدتهن وسلوكهن».

ندد بي كثيرون، وهاتفني من قال لي كلمات بذيئة، وها هم اليوم جميعا بما قلته راضون، وللتربية البدنية في مدارس البنات والجامعات مؤيدون.

رحم الله شيخنا عبد العزيز بن باز الذي حينما اطلع على كلمتي في هذا الموضوع قال: «لم تقل إلا صوابا، وقد أخطأوا في حقك، وعليهم أن ينشروا على الملأ اعتذارهم» لكنهم عاندوا ولم يعتذروا آنذاك، والآن هم مباركون وراضون.

* على ذكر الرياضة النسائية في المدارس التي طالبت بإقرارها في مدارس البنات، هل كانت هي السبب في ترجلك عن منصب وزير التربية والتعليم؟

- لا سبب لإعفائي من الوزارة إلا مرور 10 سنوات على هذا المنصب، وهي مدة كافية، فأنا ممن يرون أن إطالة المكث في المنصب عامة، والمنصب القيادي خاصة ينبغي أن يكون محدودا بزمن، حتى يكون هناك تجدد وتنوع في العطاء.

والمرء إما أن يكون ناجحا في عمله مبدعا في فكره، أو جامدا غير مجدد ولا مبدع، ففي الحالة الأولى ينتقل إلى موقع آخر ليفيده منه، وفي الثانية يتيح الفرصة لغيره لعل هذا الغير يأتي بالجديد.

وحديثي عن التربية البدنية في مدارس البنات كان قبل مجيئي للوزارة بأربع سنوات.

* ما قصة ذهابك إلى أميركا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر؟ وهل صحيح أن أميركا مارست ضغوطا لتعديل المناهج السعودية فيما يتعلق بأمور الجهاد والولاء والبراء؟

- لا علاقة على الإطلاق بقضاء إجازتي الصيفية في جنوب ولاية كاليفورنيا بأي حدث أو موضوع، وما زلت على هذا الشأن سنويا، ولم ولن يجرؤ مخلوق من خارج المملكة على أن يحدثني في أمر سيادي يخصنا ولا يخص غيرنا.

* وثيقة التعليم التي صدرت عام 1968م لا تزال تمثل الوثيقة الرسمية الوحيدة المعتمدة للنظام التعليمي.. لكن التطورات التي حدثت خلال هذه الفترة الطويلة قد تجاوزتها بكثير مما انعكس سلبا على القرارات تجاه التعليم، هل كان هذا هاجسا لكم عندما كنتم على رأس هرم الوزارة، وهل لمستم توجها جادا لإعادة النظر في هذه الوثيقة بما يتناسب ومتطلبات المرحلة الحالية التي لا تغطيها الوثيقة؟

- صدر في شهر رمضان 1389هـ قرار مجلس الوزراء بسياسة التعليم في المملكة العربية السعودية، وهذه الوثيقة مع أهميتها لا تعتبر قانون تعليم ثابتا - بل هي - كما هو عنوانها - سياسة وتوجهات، وبعض مواد هذه السياسة كان صالحا وقت صدورها، أما الآن وقد تطورت الأمور تطورا كبيرا شاملا وجب صدور قانون تفصيلي شامل للتعليم العام في بلادنا؛ إذ لا غنى عن ذلك الآن.

كان ذلك هاجسي ولا يزال، وقد حاولت تحقيق هذا أثناء عملي بالوزارة؛ لكن المتشبثين بالقديم عرقلوا طويلا أي تحرك أو تجديد في مسيرة التعليم، وهم في مجتمعنا مؤثرون وفاعلون، ولعله قد آن الأوان أن نتخطى تلك العقبات، ونصدر قانونا حديثا للتعليم، يواكب ما استجد في العالم من علم ومعرفة، ولقد خاطبت وزير التربية والتعليم وأرسلت له مشروع قانون للتعليم، شاركني في صياغته مع مذكرة تفسيرية له إخوان من رواد التربية والتعليم، وكذا قدمنا وثيقة أخرى بعنوان «أسس التعليم العام ومحاوره»، لعله يجد فيما وافيناه به ما يحقق الغرض أو قريبا منه.

* ظلت قضية إصلاح التعليم أو تطويره في السعودية هاجس الجميع منذ عقود، وطرحت خلال السنوات الماضية مشاريع للإصلاح والتطوير في هذا القطاع كان آخرها مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير التعليم العام الذي أقر منذ 3 سنوات، وحدد لتنفيذه 6 سنوات من تاريخ إقراره، ورصد له 9 مليارات ريال، هل لمست وأنت الوزير السابق والتربوي المتابع إنجازات في هذا المشروع؟

- رصد هذه المليارات التسعة لتطوير التعليم، هو خطوة ميمونة مباركة، وعناصر هذا المشروع هي ما سبقت المناداة به منذ 10 سنوات مضت، لكن كان عدم توفر المال عائقا (آنذاك)، والحمد لله زالت العوائق، وانطلق موكب تطوير التعليم فاعلا مؤثرا، والكل في انتظار ثمار هذا التطوير الذي أرجو ألا يطول زمنه.

* هل سيحد مشروع تطوير التعليم من الاتهامات التي توجه للتعليم العام بخصوص فشله في مستوى النوعية وكفاءة المخرجات حيث يفتقر الخريجون كثيرا من المعارف والمهارات التي تمثل الحد الأدنى لمتطلبات النجاح والتفوق في الدراسات الجامعية أو الانخراط بسوق العمل؟

- التعليم في بلادنا كما هو في بلدان أخرى لم ولن يسلم من النقد، وهذا شأن كل الأمور العامة، لكن المنصف يعلم علم اليقين أن التعليم في بلادنا مع كل ما يثار حوله من مثالب حقق نقلة نوعية مشهودة في تفكيرنا وتحضرنا وتطور بلادنا، وسوف يزيد مشروع التطوير القائم حاليا الكثير من كفايته وجودته، ولكنه لن يوقف نقد الناقدين.

* بعد دراسة استغرقت أكثر من 12 عاما تمخضت عن ذلك حزمة من البرامج التي وصفها الوزير الحالي الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود في حديث لهذه الجريدة بالضخمة، هل وقفتم على طبيعة هذه المشاريع والبرامج، خصوصا ما يتعلق بالمناهج وتقليصها المقررة في التعليم العام؟

- أعلم علم اليقين حرص وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبد الله، وحرص معاونيه على القفزة بالتعليم إلى الأمام، وما أدعوه إليه في هذا المقام هو ما سبق أن دعوته إليه كلما شرفت بلقائه، وهو ألا يركن إلى الخبرات الخارجية وحدها، ففي أحضان بلادنا ومن أبنائها من المتمكنين في ميدان التربية والتعليم من هم أهل خبرة وتجربة، مع تأهيل عال يمكنهم من إسداء الأفكار والرؤى المتطورة الموافقة لما نحن في حاجة إليه الآن، ولا يعني هذا انقطاعنا عن العالم الخارجي والإفادة من تجاربه، ولكن بقدر محسوب.

* رفع المستوى النوعي للمناهج مطلب ملح قبل إحداث أي تغيير في المناهج أو تخفيضها، إلى أي حد وضعتم عندما كنتم وزيرا للتربية والتعليم هذا المطلب في مشاريعكم السابقة؟

- سبقت الإجابة عنه - ضمن ما سبق، وأؤكد أن تطوير المناهج له أولوية إلى جانب اصطفاء من يقومون بهذا التطوير، واصطفاء المعلمين الذين ينفذونه فالعبرة في جودة التنفيذ لا في كثرة التنظير.

* تجربة تدريس الذكور من قبل المعلمات في المراحل الأساسية تعد أحد مخرجات التجريب في التعليم منذ ربع قرن وقد تم تطبيقها في حدود معينة لعدد من المدارس القادرة على تطبيقها.. كيف تصفون هذه التجربة، وهل لمستم مدى نجاحها من عدمه؟

- كان فضيلة الشيخ ناصر بن حمد الراشد، رحمه الله، الرئيس العام لتعليم البنات سابقا، وهو من عرف بعلمه وفضله وتفهمه الصائب للأمور، من الذين رأوا أن تتولى المعلمات المؤهلات تعليم الأولاد من هم في سن العاشرة وما دون، وأنا قد اتفقت حينها مع فضيلته في هذا الرأي ولا أزال، والتجربة هذه ليست جديدة، فقد عمل بها منذ زمن طويل في بعض المدارس الأهلية في بلادنا، وكانت بكل المقاييس ناجحة موفقة.

* كيف ترى التوجه بخصوص اعتماد رياض الأطفال كمرحلة أساسية في التعليم العام، وما هو المأمول من هذا المشروع المهم، وانعكاسه على مستوى تحصيل الدارسين؟

- حين تقدمت إلى مجلس الوزراء بمشروع يقضي باعتماد مرحلة ما قبل الابتدائي (رياض الأطفال) بأن تكون ضمن مهام التعليم الحكومي، ووافق المجلس على ذلك، كنت ولا أزال أشعر بأهمية هذه المرحلة. ألم تقرأ كتابا كان من أفضل الكتب انتشارا منذ عقدين من الزمن عنوانه «كل ما تعلمته كان في رياض الأطفال» آمل أن تتمكن وزارة التربية والتعليم من تعميم رياض الأطفال، لتكون متاحة لكل من هم في سنها إذ إنها مرحلة بداية التكوين، وبناء فكر الإنسان، والحكمة المعروفة تؤكد ذلك «التعليم في الصغر كالنقش على الحجر».

* لمح المسؤولون عن التعليم في بلادنا إلى أن القطاع شهد ويشهد تحولا استراتيجيا من حيث مستوى البيئة التعليمية، وستقود هذه المرحلة إلى بلوغ التعليم في السعودية موقعا هو الأهم على الصعيد العربي، هل ترون أن هناك معطيات ومؤشرات في ذلك، وما هي الآلية التي تتم حاليا للوصول إلى هذا الهدف؟

- أرجو الله أن يحقق ما لمح إليه المسؤولون عن التعليم من أنه سوف يشهد تحولا كبيرا، وسيكون للتعليم في بلادنا موقع الصدارة في العالم العربي.

والمهم في الأمر أن يدرك قادة الفكر التربوي والموجهون لمسيرته أن عصرنا الحالي يختلف تماما عما سبق من العصور- ففي الماضي كانت غاية المؤسسات التعليمية هي إيصال المعرفة وحفظها- أما الآن فإن المعرفة - أيا كان موضوعها - هي مهيأة لطالبيها في هذه الوسائل الحديثة المذهلة حتى إن أطفالنا يخبرونك عن أمور يعرفونها، وقفوا عليها ما كنا نعرفها نحن من قبل أبدا.

إني ومثل غيري ممن هم في مثل عمري شديد الانبهار بقدرات الصغار والشباب المعرفية المتطورة في هذا الزمن.

ومع هذا التطور تغيرت وظيفة المدرسة فأصبحت معنية بتقديم مفاتيح المعرفة وطرق الحصول عليها، وتنمية المواهب والتنشئة على كل القيم أولا.. والقدرة على التحليل والاستنتاج ثانيا.

* مشاريع إصلاح التعليم وتطوره تتبنى دائما مبدأ السرية خشية الدخول في صراع خارجي مع بعض القوى الفكرية والسياسية، وهذا المبدأ رغم وجاهته البيروقراطية فإنه يفقد مشاريع التطوير التفاعل مع المجتمع ومؤسساته، هل وجدت في مشاريع الإصلاح مبدأ السرية، وهل كنتم تخشون الدخول في صراع مع هذه القوى، وهل تراهنون على نجاح محاولات التقويم ومشاريع الإصلاح وأفكار التطوير في قطاع التعليم الحالية، التي أصابها الفشل أو التأخر خلال العقود الماضية؟

- في هذا العصر ليس هناك ما يخبأ، وأعتقد أن كل مشاريع التطوير معروفة للجميع، ومشكلتنا لا تكمن في قلة الأفكار وندرتها؛ بل تكمن في التطبيق والتنفيذ؛ فهناك بطء، وهناك عدم جودة في التنفيذ أحيانا، وهناك اعتراضات مع بعض فئات المجتمع على بعض مكونات التطوير لا مسوغ لها.

* ما رأيكم في مشروع المسح الشامل الذي قامت به وزارة التربية والتعليم لجميع الخدمات المساندة في القطاع، التي يمكن تخصيصها بحيث تتفرغ الوزارة لهدفها الأساسي، وهو التخطيط والتطوير والإشراف، من خلال إعادة هيكلة الوزارة لتتماشى مع المفهوم الحديث في التعليم في ظل الاقتصاد المعرفي؟

- لا رأي لي في مشروع لم يخرج إلى حيز الوجود، وعندما ينفذ هذا المشروع أقول لك رأيي فيه.

* بشأن «مشروع فارس» للأنظمة الإدارية والمالية الذي يهدف إلى تحقيق نقلة نوعية في التعامل الإلكتروني وتطبيق الحكومة الإلكترونية في إطارها المهني والفني وتوحيد السياسات والإجراءات بين إدارة التربية والتعليم من خلال ربطها بجهاز واحد في كل المحافظات، كيف ترون مثل هذا التوجه؟

- إذا لم تستطع القيادة الحالية للتربية والتعليم تطبيق التعامل الإلكتروني، وربط إداراتها ومناطقها ووحداتها بعضها ببعض فلن يكون هناك من هو قادر بعد ذلك على تحقيق هذا المراد بحكم تخصصهم وحماسهم، ووفرة الموارد المالية الموفرة لهم، بل إن المأمول منهم أن تكون هذه الوسائط التقنية الحديثة وسائط تعليم معممة، يتقنها الطالب، وأن يتعاملوا مع الآباء والمعلمين من خلالها بحكم أنها أيسر وأسرع.

* عندما جئت إلى وزارة التربية والتعليم لتكون على رأس هرم قطاع مهم، هل حملت معولا لهدم كل الإخفاقات وكسر الجمود الذي يعاني منه، أم أنك حملت أدوات الترميم لإصلاح الخلل الذي لازم القطاع عقودا طويلة؟

- لا خير في إن كنت أحمل رأيا سلبيا فيما اجتهد السابقون علي فيه، كل ما عملته هو مواصلة التجديد والتحديث وفق متطلبات العصر؛ أما الأساس فقد شيده السابقون من الرواد، ويستحقون منا الشكر والثناء والعرفان.

* كيف وجدتم واقع التعليم في بلادنا، وهل لمستم أن هناك تركة مثقلة خلفها أسلافكم من الوزراء السابقين في هذا القطاع لم يستطيعوا التعامل معها وحل إشكالياتها ليس قصورا فيهم بل بسبب تعقيدات عمليات الإصلاح والتغيير؟

- وجدت وزارة التربية والتعليم وزارة قائمة على كفاءات عالية مخلصة اجتهدوا فأصابوا كثيرا، وأخطأوا قليلا، ومن منا لا يخطئ. ثم إنهم واجهوا - كما يواجه أي قيادي آخر - عقبات مالية وإدارية.

* بعد تجربة استمرت دورتين ونصف الدورة وزيرا للقطاع، هل لمستم أن وزارة التربية والتعليم هي بالفعل مقبرة الوزراء وكل من يتسنم منصبا رفيعا فيها؟

- وزارة التربية والتعليم هي الحياة الكبرى التي ينضوي تحتها كل فرد وكل بيت في الوطن؛ فما من واحد إلا وله علاقة بالتربية والتعليم مباشرة أو غير مباشرة، وربما لا تكون له علاقة أبدية بعدد آخر من الوزارات.

ووزارة التربية معمل لصقل الإنسان حياة وعملا، وهي بحق التي تتيح لمن يعمل فيها أن يكون علاقات مجتمعية واسعة لا تحققها له أي مؤسسة أخرى، وتجربتي في العمل التربوي عامة وفي وزارة التربية والتعليم خاصة هيأت لي اتساع مداركي وتجربتي، وعمقت معرفتي لواقع الحياة في مجتمعي.

* ضمن منظومة تطوير التعليم هناك إشكالية بخصوص الفجوة بين علوم الشرع وعلوم الواقع والحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعلمية، خصوصا في ظل الدعوات التي أطلقت بأهمية تطوير التعليم الديني كضرورة شرعية وضرورة سياسية واجتماعية واقتصادية للقضاء على مشكلة انفصام علوم الشريعة عن احتياجات المجتمع وسوق العمل في القرن الحالي، كيف يمكن معالجة ذلك؟

- في نظري أن أهم عنصر في مناهج التعليم العام هو منهج التربية الإسلامية، وأعتقد جازما لو أن المعترضين على تطوير تلك المناهج فهموا ما رمينا إليه من تطويرها وتلاؤمها مع حاجة المتعلم لكانوا أسبق منا طلبا للتطوير.

سامحهم الله.. فقد وقفوا عقبة كأداء في سبيل نقلة نوعية لتلك المناهج الدينية، وكانت الغاية التي حرصت على العمل في ضوئها عند تطوير مناهج التربية الدينية هي «أن تعلم الطالب الأحكام والمعارف الدينية الضرورية - التي لا يستغني عن معرفتها أحد، وأن تتيح له تكوين فكرة عامة عن غيرها من المعارف الإسلامية حيث يبحث عنها عند العالمين بها، أو من مصادرها المدونة عندما يحتاج إلى معرفتها»، وهذا ما عبر عنه العلماء بـ«ما لا يسع المسلم جهله» وهي تشمل فرائض الدين التي لا يصح إسلام المرء بغيرها، وقيمه العظيمة التي ميزته، لكن لا تزال مناهجنا تمعن في التفاصيل الفقهية في أمور لا يحتاج لها المتعلم الصغير، وبالإمكان الرجوع إلا الكتب المقررة حاليا لمعرفة ذلك، وسوف تجد فيها ما يدعوك إلى الأسف أن يصل عدم تناسب محتواها المعرفي مع حاجة المتعلم إلى الحد غير المعقول.

* تحقيق «الأمن الفكري» داخل المجتمع السعودي أصبح مطلبا وهاجسا للدولة وللمواطنين والمقيمين، وقد عاد هذا المطلب بشكل أكثر إلحاحا في الآونة الأخيرة وبما أنكم كنتم على رأس قطاع كبير من أفراد المجتمع، طلابا وطالبات ومعلمين ومعلمات، يشكلون رقما كبيرا في عدد السكان، هل أعددتم خططا وأفكارا ورؤى لتحقيق الأمن الفكري ونشره في التعليم العام في مراحله الثلاث بالتعاون مع الجهات الأخرى؟

- الجواب عن هذا السؤال مرتبط بالإجابة عن السؤال السابق: لو أننا ركزنا في مناهج الدين على القيم الإسلامية (العدل، والإنصاف، والصدق، والأمانة، والتسامح، وأدب الحوار، والمروءة، والتكافل الاجتماعي، وحب الوطن، وطاعة أولي الأمر..) لتحقق لنا أمن فكري واسع وسلوك إنساني اجتماعي رفيع. لكننا ركزنا اهتمامنا على تفاصيل العبادات، وأقوال الفقهاء المختلفة حولها.

* «المدارس المفكرة» مشروع أطلقته سنغافورة لإصلاح التعليم من خلال تطوير ثقافة التفكير الإبداعي، كيف ترى مثل هذه المشاريع والتجارب في أولويات إصلاح التعليم في البلاد؟

- مؤسسة الملك عبد العزيز للموهبة والإبداع (مؤسسة أهلية خيرية) تحقق هذه الفكرة نفسها، وقد انبثقت مشروعا من وزارة التربية والتعليم، أهدافها من شأن تطبيقها القفز بالتفكير الإبداعي، وقصدنا بإنشاء هذه المؤسسة الرائدة وغير المسبوقة في عملها أن تكون في المدارس والجامعات بحثا عما أسميه الجواهر المكنونة؛ فتأخذ بأيدي من يملكون هذه المواهب وترعاهم.

وأشعر بالاعتزاز لأن هذه المؤسسة التي أقمناها جاء تمويلها من أولي الفضل من الناس، وعلى رأسهم الملك فهد، رحمه الله، والملك عبد الله، أعزه الله، وولي العهد الأمير سلطان، حفظه الله، وكافة الأمراء وأصحاب الخير من أبناء المملكة إيمانا من الجميع بأهميتها، وقناعة منهم بسمو أهدافها.

* رب يوم بكيت منه فلما صرت في غيره بكيت عليه، هل ينسحب هذا على واقع التعليم في بلادنا حاليا مقارنة بواقعه قبل 3 عقود؟

- ليست هناك مثالية مطلقة في أي عمل، والتعليم في بلادنا بخير وتطور ظاهر، والمأمول المزيد، وخاصة في ظل هذه القيادة الحالية له. دعنا نتفاءل، فهناك من الآمال المشرقة التي تتحقق كل يوم ما يدعو إلى مزيد من التفاؤل، والترقب الفرح لمستقبل زاهر.

* المسرح المدرسي ظل غائبا لعدة سنوات وعندما يظهر يظهر على استحياء بعد أن كان نشاطا لا صفيا لافتا في المدارس بمختلف مراحلها قبل عدة عقود، هل أعدتم عندما كنتم وزيرا للتربية والتعليم لهذا النشاط ألقه ووجهه من جديد؟

- كانت دعوتي دائما - وسوف تبقى - هي أن النشاط غير الصفي جزء مهم، وعنصر فعال للعملية التعليمية، بما في ذلك المسرح المدرسي الذي أصر على أن يفعل، ويؤدي دوره، وكذا النشاط الرياضي، والاجتماعي، والثقافي عامة، والعلمي.

* طرحت سيرتك الذاتية في كتاب، هل وضعت كل ما تريده في هذه السيرة؟

- في كتابي «مسيرتي مع الحياة» قلت: إن هذا الكتاب ليس صورا من سيرة مقتضبة لصاحبه فحسب، إنما هو ملامح من سيرة مجتمع في حقبة زمنية مدتها 50 عاما، والكاتب هو أنموذج لشريحة من أفراد المجتمع الذين عاصروا تلك النقلة ورأوها من الداخل، وعايشوها في خطوات تطورها، ولقد ختمت هذا الكتاب باستنتاجات منها:

- أنه لا يسلم من ألسنة الناس أحد، وأدركت أن من تدبر هذه الحكمة ارتاح من متاعب كثيرة؛ فأكرم خلق الله سبحانه وتعالى رسولنا محمد، والأنبياء جميعا - عليهم الصلاة والسلام - لم يسلموا من ألسنة أقوامهم، بل لم يسلموا من إيذائهم، وإني لمعجب بكلام أحد المفكرين المعاصرين إذ يقول: «الناس دائما أسرع إلى إساءة الظن من إحسانه، فلا تصدق كل ما يقال، ولو سمعته من ألف فم، حتى تسمعه ممن شاهده بعينه، حتى تتأكد من تثبته فيما يشاهد، ولا تصدق من تثبت فيما يشاهد حتى تتأكد من براءته من الهوى والكذب».

- ولذلك نهانا الله، عز وجل، عن سوء الظن، وعده إثما لا يغني عن الحق شيئا.

- ومما تعلمته في مسيرتي وحرصت على تعميمه هو أن المربين والعلماء يجب ألا يثيروا مشاعر الناس بمنطق العواطف البعيد عن الحكمة، وعليهم أن يخاطبوهم بالأسلوب الذي يستطيعون فهمه واستيعابه.

* كيف وجدت ردود الفعل على كتابك الأخير عن «المرأة المسلمة.. بين إنصاف الدين وفهم المغالين»؟

- كتاب «المرأة المسلمة.. بين إنصاف الدين وفهم المغالين»، أعيدت طباعته للمرة الثانية خلال شهرين، وزدت عليه ونقحته، ولم يدر بخلدي حين الصدور الأول لهذا الكتاب أنه سوف يلاقي كل هذا القبول، وهذا الاهتمام، وتلك التعليقات في عدد من البلاد العربية، وقراء العربية في البلاد الأخرى، وأسعدني أن يصل الاهتمام بهذا الكتاب إلى أن يعرض علي أحد فضلاء القراء في دولة أجنبية ترجمته إلى اللغة الإنجليزية اقتناعا بأهمية أن يعرف الحقيقة من يجهل إنصاف الإسلام للمرأة في كافة جوانب الحياة، بصرف النظر عن ممارسات الناس في بعض البلدان الإسلامية في هذا الشأن. كما سرني أنه اليوم في طبعته الثانية ضمن الكتب المعروضة في معرض الكتاب بالرياض.

* بعض قراء كتاباتك أو مقالك الأسبوعي في صحيفة «الرياض» يرون أنك تتناول قضايا اجتماعية وتربوية تقليدية، هل ستغير نهجك في النزول في المحرم وتناول قضايا أكثر سخونة؟

- كل خلل في مجتمعنا هو نتيجة عدم فهمنا، وعدم ممارستنا لقيمنا الإسلامية العظيمة، ولذا تأتي كتاباتي الأسبوعية مركزة على هذه الجوانب.

وحين أكتب مقالة بعنوان «آهٍ.. لو أقيم العدل وتحققت الأمانة، وساد الإخلاص» أو مقالة بعنوان: «يا حسرتاه.. هل ضاع الصدق»، أو مقالة بعنوان: «كرامة الإنسان.. هل هناك اليوم ألزم من الدعوة إلى حفظها؟!»، وحينما أكشف في مقالة أخرى: «الفرق بين شباب اليوم وشباب الأمس» هل تعتقد أن ما أتطرق إليه في هذه المقالات ونحوها قضايا تقليدية؟ في يقيني أنها أكثر حيوية ولزوما لحياتنا مما تظن. هل هناك ما هو أكثر سخونة اليوم من انعدام الأمانة عند بعض الناس!! والحيف، والجور على الآخرين!! موجز لسيرته الذاتية

* محمد بن أحمد الرشيد

* تاريخ الميلاد: 1363هـ (1944م). في مدينة المجمعة - المملكة العربية السعودية.

* بكالوريوس في اللغة العربية (1964م).

* ماجستير في إدارة الأفراد في الجامعات - جامعة أنديانا بالولايات المتحدة الأميركية (1969م).

* دكتوراه في إدارة التعليم العالي - جامعة أوكلاهوما بالولايات المتحدة الأميركية (1972م).

* عميد كلية التربية بجامعة الملك سعود (1976 - 1979م).

* مدير عام مكتب التربية العربي لدول الخليج (1979 - 1988م).

* أستاذ التربية منذ عام 1990م.

* عضو مجلس الشورى (1993 - 1995م).

* وزير التربية والتعليم (1995 - 2005م).

* عضو الهيئة الاستشارية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربي من 1416هـ وحتى الآن.

* الرئيس الحالي لمجلس إدارة شركة «التعليم» الدولية.

* عضو في كثير من المؤسسات العلمية منها:

1 - الهيئة الاستشارية لموسوعة الكتاب العالمي.

2 - مجلس إدارة المجلس العالمي لإعداد المعلمين.

3 - مجلس إدارة المعهد الدولي للتخطيط التربوي.

* حصل على منحة فولبرايت للأساتذة الزائرين المتميزين في الولايات المتحدة الأميركية فكان أستاذا في جامعة كاليفورنيا (سانتا باربرا) للعام الجامعي 1988 - 1989م.

* له كثير من البحوث المنشورة والكتب المطبوعة منها:

1 - كتاب «مسيرتي مع الحياة».

2 - و«تعليمنا إلى أين».

3 - و«حتى لا تذبل قيمنا».

4 - و«رؤى تربوية».

5 - و«المرأة المسلمة بين إنصاف الدين.. وفهم المغالين».

6 - كاتب في الصحف المحلية، ومن أبرزها مقالته الأسبوعية في جريدة الرياض بعنوان: «حديث الثلاثاء».

* شارك في أكثر من 200 لقاء علمي وثقافي (ندوة، مؤتمر) بصفته الشخصية أو ممثلا للمملكة العربية السعودية.