دراسة: 72% من مراجعي مراكز الرعاية الصحية في جدة يستخدمون الطب البديل

أكدت أن النساء أكثر إقبالا عليه وأوصت بتثقيف المرضى وتوعيتهم

TT

كشفت دراسة استبيانية في السعودية أن أكثر من 72 في المائة من المرضى الذين يراجعون مراكز الرعاية الصحية الأولية في مدينة جدة، خصوصا من ذوي الأمراض المزمنة مثل السكري والضغط، يستخدمون نوعا من أنواع الطب التكميلي أو ما يسمى «الطب البديل» مثل ماء زمزم، ومنتجات بعض الأعشاب، بالإضافة إلى العسل، وتلاوة القرآن الكريم، والرقية الشرعية، وكذلك الحجامة، والكي، والوخز بالإبر، والاسترخاء.

وذكرت الدراسة التي أعدتها الدكتورة رجاء الردادي استشارية طب الأسرة والمجتمع رئيسة قسم البحوث في الرعاية الصحية الأولية بمحافظة جدة، أن العينة التي أجريت عليها الدراسة تتكون من 224 شخصا، ووجد أن نسبة 72.4 في المائة تستخدم نوعا من الطب التكميلي (البديل)، وكان استخدامه أكثر انتشارا بين الإناث.

وأكدت الدراسة الاستبيانية أن استخدام ماء زمزم كان الأكثر شيوعا بنسبة 58.1 في المائة، تليه المنتجات العشبية بنسبة 54.4 في المائة، وتلاوة القرآن الكريم بنسبة 53.8 في المائة، بينما نسبة مستخدمي العسل بلغت 53.1 في المائة، ونادرا ما تستخدم عملية الوخز بالإبر بين المرضى، وأن 35.8 في المائة من المشاركين الذين استخدموه قد أبلغوا أطباءهم، علما بأن نسبة 91.3 في المائة برروا استخدامهم للطب البديل بأنه عائد إلى ما يشمل من فوائد.

وتشير الدراسة إلى أنه تم سؤال 224 من الأشخاص الذين يحضرون إلى مراكز الرعاية الصحية الأولية في جدة لدراسة استقصائية، وبلغ متوسط أعمارهم 36 عاما وكان معظمهم من النساء، وكان نحو نصف مستخدمي الطب البديل 44.2 في المائة الذين تم سؤالهم، يستخدمون الطب البديل لمعالجة الألم الحاد، في حين أن 27.9 في المائة تستخدم هذه البدائل لعلاج الأمراض المزمنة، و27.9 في المائة تستخدمه لمشكلات أخرى.

وكان هناك تباين واسع في تكلفة العلاجات بالطب البديل؛ إذ إن الحد الأقصى 8 آلاف ريال، وكان متوسط التكلفة يقارب الـ100 ريال، واعترف 32 في المائة من عينة الدراسة لأطبائهم باستخدام الطب البديل وأنهم يتوقفون عن الدواء الذي وصف لهم من المراكز الصحية ويكتفون بالعلاج البديل، حيث إن الطب التكميلي والبديل يستخدم على نطاق واسع في مدينة جدة.

وترى الباحثة أن مقدمي الرعاية الصحية بحاجة إلى معرفة مدى انتشار هذه الممارسة والتواصل مع مرضاهم، في وجود حاجة ماسة للتثقيف بالنسبة للمرضى وكذلك لمقدمي الرعاية الصحية.

وقالت الدكتورة رجاء الردادي إنها كانت تهدف من خلال هذه الدراسة إلى تحديد مدى انتشار واستخدام الطب البديل في مدينة جدة، وأوصت من خلال هذه الدراسة بأهمية تشجيع المرضى من قبل الأطباء للكشف عن استخدامهم العلاجات البديلة، وذلك بهدف تثقيفهم بشأن مخاطر هذه العلاجات وما قد تسببه من آثار جانبية محتملة على حياة الإنسان، في ظل وجود العديد من التقارير التي أكدت استخدام الطب البديل بشكل واسع.

وفي السعودية، تشمل هذه العلاجات المنتجات العشبية والمستحضرات، والعسل بالإضافة إلى الرقية الشرعية، والعلاجات الفيزيائية (الحجامة والكي)، والممارسات الغذائية، وبعض البدائل (مثل الوخز بالإبر)، هناك بعض المرضى قد يؤخر تشخيص وعلاج مشكلاتهم الصحية لأنهم يلجأون في البداية إلى طلب المساعدة من مصادر المعالجين الشعبيين أو مستخدمي الطب البديل بدلا من مقدمي الرعاية الصحية، لا سيما مع الأمراض المزمنة.

ويعتبر التداوي بالأعشاب من الظواهر العريقة في شبة الجزيرة العربية منذ قديم الزمان، وكان الأطباء العرب القدماء يؤمنون بأنه لا يوجد مرض لا يمكن علاجه بالنباتات، وقد تدرجت معرفة هذا النوع من التداوي من سلالة إلى أخرى حتى كونت ما يسمى بالطب الشعبي في العالم العربي.

واشتهر العرب في تطوير التداوي بالأعشاب خلال العصور الوسطى، وانتشرت أبحاث ومخطوطات مبنية على قواعد قوية إبان العصر الذهبي للطب الإسلامي، حيث انتشرت شهرة الأطباء العرب عبر العالم مع انتشار الإسلام، وبالأخص عن طريق الحجاج الذين يفدون إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة.

وتمتاز الأقطار العربية باتساع رقعتها واعتدال مناخها، لذلك فهي تملك ثروة طبيعية وأخرى اقتصادية هائلة من الأعشاب الطبية والعطرية، استخدمها قدماء المصريين والعرب منذ القدم، ولا يزال تجار العطارة يستخدمون موسوعة ابن سينا، و«تذكرة داود» ومؤلفات الرازي وابن البيطار، وغيرها من كتب العلماء العرب لعلاج المرضى.

وورد كثير من الأحاديث الشريفة عن الأعشاب وفائدتها كالسنا والسنوت والثفاء وحبة البركة، وكذلك وردت آيات قرآنية عن العسل، وأن فيه شفاء للناس.

ويعتبر العرب أول من أسس أماكن لبيع الأدوية أو الصيدليات في بغداد، وهم أول من استخدم الكحول لإذابة المواد غير القابلة للذوبان في الماء، وأول من استخدم السنمكة والكافور والقرنفل وحبة البركة في التداوي، وأول من أماطوا اللثام عن كثير من أسرار هذه الأعشاب الطبية.