«القراءة» خير جليس في هذا الزمان.. شعار السعوديات في معرض الرياض للكتاب

فيما يؤكد وكيل وزارة الثقافة والإعلام أن المرأة السعودية تفوقت في المناحي الأدبية على الرجل

TT

لم يخف على أي متابع أو زائر لمعرض الرياض الدولي للكتاب كثافة حضور المرأة البارز منذ الافتتاح، فبالرغم من كل ما صاحب هذا المشهد الثقافي السنوي الأكثر إثارة للجدل من أحداث، كان للمرأة السعودية تواجد لافت طيلة أيام المعرض.

ومن الواضح أن قراءة الكتب لا تزال تجذب السعوديات بمختلف توجهاتهن، حيث كان المشهد يتمثل في حمل ما ثقل محتواه ووزنه، ولم يكن بغريب أن تحمل زائرة 20 كتابا وهي تتجول بين أروقة المعرض.

ويتفق الجميع على أن معرض الرياض الدولي للكتاب منبع معلوماتي هام، يتجمع فيه عدة دور النشر لعرض أحدث إصدارات الكتب. نورة صالح طالبة جامعية تحمل مجموعة من الكتب، تتمثل في عدة روايات تؤكد أنها الدافع وراء زيارتها لمعرض الرياض الدولي للكتاب، في الوقت الذي أشارت إلى أنها لم تستسلم لمضايقات المتطفلين، وتزاحمهم بين أروقة المعرض.

تواجد السيدات كان يوحي بأن تطورات التكنولوجيا لم تستطع سحب انجذاب السعوديات نحو الكتاب الذي ظل خير جليس في هذا الزمان، وتميز حضور المرأة السعودية في معرض الكتاب، كان انعكاسا لواقعهن الذي لم يعن بزحمة التيارات والخلافات، بقدر ما حرصن على تطوير ذاتهن وتوسعة مداركهن. وقال الدكتور عبد العزيز العقيل وكيل وزارة الثقافة والإعلام لشؤون المكتبات ومدير معرض الرياض الدولي للكتاب 2011 إن الحضور النسائي تفوق في مختلف الفعاليات المصاحبة لمعرض الكتاب، مؤكدا أن المرأة السعودية تفوقت في كثير من المناحي الأدبية على الرجل.

وأشار العقيل إلى ما شهده البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض من تفاعل المرأة السعودية فيه بالنقاش والمداخلات والتساؤل، مشيرا إلى أن المرأة السعودية كان لها نصيب وافر في مجال توقيعات الكتب والتي تقدم يوميا بالمعرض، ولمح إلى أن النتاج الثقافي للمرأة من الكتب شهد هذا العام تزايدا ملحوظا.

وبين مدير معرض الرياض الدولي للكتاب أن الكثير من الخدمات المقدمة من قبل إدارة المعرض روعي فيها الاهتمام بالمرأة، مستدلا على ذلك بما وفرته إدارة المعرض من مركز إعلامي نسائي يخدم كافة الصحافيات بالإضافة إلى منصات توقيع كتب خاصة بالمرأة، وأضح العقيل أن المرأة أن لم تكن مساوية فهي تتفوق على الرجل بمعرض الكتاب وخاصة في الكتب الأدبية، موضحا أن الحضور النسائي في المعرض هذا العام شهد تميزا لافتا للنظر، ولمح إلى أن هناك إقبال منهن على الكتب الأدبية بمختلف مجالاتها.

إلى ذلك أفصح العقيل على أن فتح المجال أمام النساء لزيارة المعرض دون تخصيص أيام بعينها للرجال جاء بناء على عدد من الطلبات التي تقدم بها زوار المعرض والمثقفون والمثقفات لإدارة المعرض، معتبرا الاستجابة لتلك المطالب بالأمر الطبيعي لكون أغلب الأيام في الفترة الصباحية هي للجميع لذا رأت إدارة المعرض فتح المجال أمام الجميع للحضور للمعرض دون تخصيص فترات مسائية لبعض الأيام للرجال دون النساء.

من جهته عبرت ديما العيسى الموظفة في القطاع الخاص أن زيارة واحدة لم تكن كافية لها خاصة قبل إعلان الدكتور عبد العزيز العقيل، وكيل وزارة الثقافة ومدير معرض الرياض الدولي، عن إتاحة الزيارة للجميع في الأيام الأربعة الأخيرة.

وتبين العيسى أن الهدف الرئيس من حضورها معرض الكتاب في الرياض يرجع إلى اقتناء الكتب التي تستفز عقلها، من تاريخية وعلمية، وجدلية، وسياسية، مشيرة إلى أن زيارتها الثانية كانت لاستكمال جولتها وحضور ندوة الخليج: المعنونة بالتغيير الثقافي والاجتماعي إلى أين؟ إلا أنها فوجئت بإلغائها لاعتذار المحاضر عنها.

وأبدت أسفها لضعف دور الحملات والمبادرات للتواصل مع الجمهور وخدمة الثقافة والمعرفة بعيدا عن أي أمر آخر لا يخدم زوار المعرض.

وشهد معرض الرياض الدولي للكتاب ازدحاما في أيامه الأخيرة، وذلك بعد أن أزف الوقت على إغلاق أبوابه، في خطوة توضح مدى أهمية المعرض، الذي استحوذ على اهتمام شريحة واسعة من الشابات السعوديات.

كان الحماس على اقتناء الكتب الثقافية والدينية والروائية الهدف من زيارة نوف خليفة والموظفة في القطاع الخاص، التي أشارت إلى أن كتب الأطفال كانت من الأسباب الرئيسية لزيارة معرض الكتاب، والتي تشير إلى أهمية تنمية شغف القراءة منذ الصغر، ما كان واضحا في كمية الكتب المقتناة التي ملأت العربة الخاصة بها خلال جولتها في المعرض. ولعل الضجيج ولهيب الجو المشحون غالبية أيام المعرض لم يكن عائقا للمرأة السعودية من التواجد وبحضور لافت، لتثبت عدم جدوى الخلافات بين مختلف أطياف المجتمع بقدر أهمية إثراء معرفتها العلمية، والثقافية. وفي صور أخرى تواجد البعض بصحبة أزواجهن، وأخريات من الطالبات لاقتناء كتب أكاديمية علمية بحتة كان المعرض فرصتهن للحصول عليها.

ولم تخل منصات التوقيع من وفود السيدات للحصول على تواقيع الكتاب والكاتبات، الذين تواجدوا وفق جدول يومي، تعلن عنه وبصورة مستمرة الإعلامية أسماء العبودي طيلة أيام المعرض. من جانب آخر لم يحظ البرنامج الثقافي بالاهتمام الأكبر من قبل الأغلبية، إما بسبب عامل الوقت، أو لإلغاء الكثير من المحاضرات، والندوات وعدم الإعلان عنها بشكل فعال.