«مركز البابطين» يكشف عن امتلاكه 14 ألف مخطوطة من العهدين العباسي والفاطمي

من بينها مخطوطتان لعمر بن الخطاب وورقة من مصحف فاطمة الزهراء

TT

كشف عبد الرحمن عبد اللطيف البابطين المشرف العام على «مركز البابطين للثقافة والتراث»، عن امتلاك المركز ما يربو على 14 ألف مخطوطة من المخطوطات التراثية القديمة، التي تعود إلى عصور وبلدان متنوعة من العهود العباسية والمملوكية والفاطمية، وتضم مخطوطتين لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، وورقة من مصحف فاطمة رضي الله عنها.

وأكد البابطين في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، على جمع مخطوطات نفيسة ونادرة في شتى العلوم ومن مختلف البلدان، للمساهمة في حفظ التراث العربي والإسلامي، وهي تغطي فترة تمتد من القرن الثاني الهجري وحتى القرن الرابع عشر الهجري، في وقت يمتلك المركز فيه آلاف المخطوطات، ويحتوي على قسم خاص بالخدمات المساعدة من تعقيم وترميم وتصوير المخطوطات.

وكان وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجه قد افتتح مكتبة البابطين للمخطوطات بالمركز في حي الصحافة بالعاصمة السعودية الرياض مساء أول من أمس السبت.

وقام خوجة بجولة في أقسام المكتبة التي احتوت مكتبة حقوق الإنسان، والمكتبة العامة، وقسم المخطوطات والمسكوكات، والوثائق التاريخية والفرمانات والمكتبة الإلكترونية، وقاعات التدريب للطلاب المهتمين بالمخطوطات.

واستمع لشرح مفصل من عبد الرحمن بن عبد اللطيف البابطين المشرف العام على المركز، استعرض خلاله نشاطات وجهود المركز والمكتبة التراثية التي تخدم التراث الإسلامي والعربي، بالإضافة إلى خدمتها الموروثات الثقافية من العصور السابقة، من خلال الحفاظ على المخطوطات التي تعود إلى القرن الثاني الهجري وحتى القرن الرابع عشر الهجري في فنون العلم المتنوعة، واقتنائها والعمل على ترميمها وصيانتها وتهذيبها.

وأعرب وزير الثقافة والإعلام عن إعجابه وفخره بما تحتويه المكتبة من المخطوطات المختلفة والمصاحف المتنوعة القديمة والحديثة بمختلف أنواع الخطوط. وقال: «أنا سعيد وفخور بالمشاركة في افتتاح هذه المكتبة بالمركز الثري بالعلم والأدب والفكر، وبما توفره المكتبة للطلاب والباحثين والمهتمين من الخدمات الحديثة كالإنترنت وغيرها».

ويعتبر المركز صرحا تراثيا ثقافيا أسسه عبد اللطيف بن سعود البابطين على نفقته الخاصة، حيث زوده بالكتل والمخطوطات والدوريات والمسكوكات والوثائق والصور والفرمانات في مساحة قدرها 10 آلاف متر مربع شمال الرياض، بحي الصحافة، حيث تم وضع حجر أساسه عام 2000 وتم افتتاحه عام 2002.

وأوضح البابطين، أن المكتبة العامة تحتوي على العديد من الكتب والنوادر ومكتبة الجزيرة، ومكتبة المرأة، وأن المركز يضم قسما خاصا بحقوق الإنسان ونوادر الكتب والدوريات، في حين يملك قاعدة بيانات حاسوبية تسهل للباحثين عملية البحث، بالإضافة إلى الأقسام الفنية المرافقة للمكتبة كقسم التجليد الذي يتبع النظام اليدوي لما له من متانة فائقة.

أما في ما يتعلق بالمسكوكات، فقال البابطين: «منذ أن عرف الإنسان قواعد التعامل المالي عن طريق سلك المعادن ووضع الصور والرموز أو الكتابة عليها، التي تم اكتشاف العديد منها في أماكن الاستكشاف التاريخية والمواقع الأثرية، سعى المركز لجمع هذه الثروة، التي تمثل توثيقا حيا وشاهدا على كل تلك الحقب التاريخية، ويمتلك المركز المئات من هذه المسكوكات».

وناشد البابطين كلا من وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي ووزارة الثقافة والإعلام، مساعدته في تبني تأسيس معهد لتدريس المخطوطات بشكل يضمن لخريجيه فرص التوظيف بعد نيلهم شهادة معترفا بها من قبل الجهات المعنية، مبديا كل الاستعداد لتجهيز هذا المعهد بكل ما يلزم.