«صحة حائل» تواجه البعد الجغرافي عن البحر ببرنامجين لمحاربة الغدة الدرقية والسمنة لدى النساء

لمواجهة نقص «اليود» الموجود في الأسماك

TT

تعكف جهات حكومية بمنطقة حائل (شمال السعودية) على تنفيذ برنامج توعوي يستهدف طالبات المرحلة الثانوية في المنطقة، ويرمي للتعريف بالغدة الدرقية وأمراضها، وكيفية الإصابة بها وأعراض وعلامات المرض وطرق الوقاية منه.

وتبنت الجهات تلك النية بتنفيذ البرنامج في أعقاب رصد حالات إصابات كثيرة تعرض لها نساء بالمنطقة، بالإضافة لبرنامج توعوي مواز عن التغذية السليمة، ويستهدف طالبات الصفوف الابتدائية المتوسطة للحد من انتشار السمنة بين الطالبات.

وكشف لـ«الشرق الأوسط» ناصر السلامة، مسؤول التوعية الصحية في المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة حائل، أن البرنامج يستهدف النساء فقط، بعد رصد حالات إصابات كثيرة في المنطقة، استوجبت عمل برنامج توعوي صحي يستهدف طالبات الصفوف الثانوية بمدينة حائل، كمرحلة أولى، حيث تم التنسيق مع الإدارة العامة للتعليم بمنطقة حائل حول تنفيذ هذا البرنامج، مع تجهيز مطويات صحية وفرق توعية صحية مدربة، تملك المعلومة على التوعية الصحية عن هذا المرض.

وشدد السلامة على أن أمراض الغدة الدرقية، خاصة نقص «اليود»، الذي عادة ما يصاب بها الإنسان في المناطق البعيدة عن البحار، حيث تعرف الأسماك بأنها مزود مهم لما يحتاجه الجسم من هذه المادة المهمة.

وقال السلامة في هذا الصدد: «جغرافيا حائل ليست قريبة من بحر، مما أسهم في حدوث هذه الإصابات، بالإضافة إلى عدم إلمام البعض بأهمية تنوع الغذاء الذي يوفر احتياج الجسم من العناصر الغذائية المهمة».

وأوضح مدير إدارة التوعية الصحية بحائل أن البرنامج بدأ نهاية شهر فبراير (شباط) الماضي، ومن المزمع أن يستمر لأكثر من شهر، للسعي وراء رفع الوعي الصحي بالأمراض الأكثر انتشارا، ومنها أمراض الغدة الدرقية.

وأشار ناصر السلامة إلى أن الغدة الدرقية عبارة عن فراشة صغيرة، لونها بني مائل للاحمرار، تفرد جناحيها في المنطقة الأمامية من الرقبة أمام القصبة الهوائية، وعلى الرغم من صغر حجمها فإنها تمثل محطة توليد الطاقة، بل يمكن القول إنها تسيطر على وظائف الجسم كله، وإنها بالطبع ليست فراشة حقيقية ولكنها تشبه الفراشة في الشكل إلى حد كبير.

وبين السلامة أن الغدة الدرقية صماء وإفرازاتها تدخل في الدم مباشرة وتعتبر ترمومتر الجسم الفعلي، فلو زاد نشاطها عن المنسوب العادي تصبح كالنار تأكل الهشيم، وتحرق كل ما يصل إليها من وقود، ولو قل نشاطها عن معدله، فإن الجسم يفقد نشاطه وحيويته، ويركن إلى الكسل والخمول والنعاس، ويبدأ المصاب يشعر بالبرودة شيئا فشيئا.

وأشار السلامة، مدير إدارة التوعية الصحية بصحة حائل، إلى برنامج تبنته صحة المنطقة، يهدف للحد من انتشار السمنة في صفوف الطالبات، التي صنفها السلامة بكونها ظاهرة لدى طالبات الصفوف الابتدائية، لاعتمادهن على الوجبات السريعة الغنية بالسعرات الحرارية، وهو ما يربط في علاقة وثيقة بين التغذية والتحصيل المدرسي للتلاميذ، حيث يؤثر نقص التغذية على التركيز والانتباه للدروس ويكون الاستيعاب ضعيفا، مما يؤثر على الدرجات والتفوق.

وشدد السلامة على ضرورة توافر الغذاء اللازم للتلاميذ في السنوات المدرسية الأولى، حيث يمرون في مراحل النمو الأولى، لكونهم يقضون ثلث يومهم في المدرسة، لذا فإن توفير الغذاء المتوازن الكامل اللازم للنمو وتوليد الطاقة، يعتبر أمرا بالغ الأهمية لهذا الاستمرار في النمو بالشكل الصحيح.