في بادرة تعد الأولى من نوعها على مستوى المملكة، قام عدد من الشباب السعوديين من مختلف مناطق البلاد بعقد لقاء شبه نصف سنوي مع عدد من الأطباء السعوديين المتخصصين في جراحة المناظير والسمنة، بطريقة إلكترونية للسعي وراء استنتاج إجابات لاستفساراتهم عن السمنة التي باتت تعتبر خطرا يحذر منه متخصصون في محاربتها كمرض يرتبط بأمراض أخرى قد يؤدي البعض منها للوفاة.
ويأتي اللقاء الطبي الذي ينظمه أعضاء منتدى رشاقة على شبكة الإنترنت، ليجمع الموقع عددا من الشباب والفتيات السعوديين ممن ينتمون لعضويته وأجروا عمليات جراحات السمنة، بعدد من الأطباء المتخصصين في طب المناظير والسمنة بشكل مباشر. ويأتي بينهم الدكتور عبد الرحمن الصائغ، استشاري الجراحة العامة والمناظير بمستشفى التأمينات في الرياض، والدكتور عبد الرحمن سالم، استشاري جراحة المناظير والسمنة بالمركز التخصصي الطبي، والدكتور علي الملق، استشاري جراحات التجميل، وهي الأسماء التي تعتبر الأبرز في البلاد في تلك التخصصات.
وتعد السعودية في مصاف الدول الأولى التي تعاني من ارتفاع في نسبة السمنة بين مواطنيها، حيث يذكر عدد من الإحصائيات الحديثة أن نسبة الإصابة بالسمنة بلغت 70 في المائة، منهم 36 في المائة مصابون بالسمنة القاتلة.
اللقاء الإلكتروني اعتبر فيه الدكتور عبد الرحمن الصائغ، استشاري الجراحة العامة والمناظير بمستشفى التأمينات في الرياض، أن «عملية حزام المعدة من أسهل عمليات محاربة السمنة وأكثرها أمنا ومن العمليات الفعالة».
وأضاف: «تحتاج عملية الحزام إلى مجهود والتزام من قبل المريض البدين، حيث إن دور الحزام يعادل 60 في المائة، أما دور البدين نفسه تقريبا فيكمن في 40 في المائة، ليتمثل ذلك في الالتزام بالتعليمات والتقليل من المحظورات، ومن أهمها السكريات وممارسة الرياضة، وخصوصا المشي». وأردف الصائغ قائلا: «إذا نجح هذان العنصران بإذن الله سيصبح الوصول للوزن المثالي سهل المنال».
وأكد الصائغ على أن الحزام يحتاج من المريض بالسمنة إعادة صياغة تفكيره حيال نوعية وطريقة تناوله الطعام، وهنا يكمن أهمية دور المعالج أو المرشد النفسي بعد العملية، مؤكدا على افتقاد أغلب المستشفيات في المملكة له.
وشدد الصائغ على أهمية التأهيل الذهني للخاضعين لعملية الحزام، وخاصة في الفترة التي تسبق إجراء العملية، موضحا أهمية بيان الالتزامات الواجب عليهم اتباعها عقب إجراء العملية.
وفي ذات الأمر تحدث الدكتور عبد الرحمن سالم عن عمليات جراحات السمنة (السليف وتدكيك المعدة) وأبرز ضرورة أن يعي أي مريض بالسمنة أن جميع أنواع العمليات تعتبر عاملا مساعدا للوصول للوزن المثالي، وأن العامل الأكبر يقع على عاتق المريض نفسه.
وأضاف: «المريض الذي لا يغير سلوكياته في الأكل بعد العملية لن يصل للوزن المثالي مهما كان نوع العملية». وأكد عدم وجود عملية جراحية تتصف بالمثالية، لكن يوجد هناك مريضا مثاليا وغير مثالي، وهنا يتوقع النجاح من عدمه في مثل تلك العمليات الجراحية لعلاج السمنة».
واعتبر سالم أن عمليتي «السليف والتدكيك» تعتمد على استئصال جزء من المعدة، حتى تصبح سعتها تقريبا 150 سم، إضافة إلى ذلك يتم استئصال الجزء المسؤول عن إفراز هرمون الجوع داخل المعدة، في ظل إبراز النتائج لتلك العمليات الجراحية التي رصدها عدد من المراكز الطبية المحلية، رضا عدد كبير من المرضى عن نتائجها.
وبين سالم أن المريض بعد عملية «السليف» يحتاج لعدد من الفيتامينات والأملاح التي يجب المحافظة على تناولها على هيئة مكملات غذائية (مستحضرات طبية).
وفي الجزء الأخير من اللقاء الطبي تحدث الدكتور علي الملق عن عمليات التجميل التي يتم إجراؤها من قبل المرضى بعد تخلصهم من السمنة الزائدة لديهم، مما يسبب لهم ذلك الفقد ترهلات في مناطق متعددة من الجسم.
وأشار الملق في حديثه إلى أنه من الطبيعي أن يحدث ترهل بعد نزول الوزن، معتبرا أن ما يحكم نوعية وحجم التدخل الجراحي لمعالجة تلك الترهلات، هو نوعية العملية الواجب إجراؤها نوعية الترهل.
واعتبر الملق عمليات التجميل ذات ثمن إذا تم عملها عند فريق طبي غير متخصص. ولمح إلى أن أبرز عيوب عمليات التجميل للترهلات تكمن في التهابات الجروح والنزيف، والتجمعات الدموية في أماكن القص للجلد المترهل.
وأكد الملق على بقاء آثار عمليات التجميل في المناطق المترهلة، وأن أفضل وقت لإجراء مثل تلك العمليات التجميلية يأتي بعد استقرار الوزن، وأن تلك الفترة تحدد بما يقارب السنة من استقراره.
يشار أن منتدى رشاقة يحتوي على عدد يفوق 2000 عضو، ويقوم البعض منهم بعرض تجاربهم مع جراحات السمنة من خلال قصصهم وصور لهم قبل وبعد العملية، فيما يعمد البعض لتولي مسؤوليات الرد على استفسارات وأسئلة الأعضاء الجدد، ومن هم في طريقة نحو اللجوء إلى إجراء عمليات جراحات السمنة بعد فشلهم المتكرر مع برامج الريجيم.