جدة: مردم نفايات جديد يستوعب 1.5 مليون طن سنويا

تم الانتهاء من إنشاء الخلية الثالثة في المردم الجديد بتكلفة 19 مليون ريال

4200 طن من النفايات يفرزها سكان جدة يوميا («الشرق الأوسط»)
TT

كشف لـ«الشرق الأوسط» مصدر مسؤول في أمانة محافظة جدة عن بلوغ إجمالي النفايات، التي من المتوقع أن يستقبلها مردم النفايات الجديد، الواقع بوادي العسلاء، نحو 1.5 مليون طن سنويا، وذلك بواقع ما يقارب 126 ألف طن في الشهر الواحد. وقال المصدر المسؤول، الذي فضل عدم ذكر اسمه، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «على افتراض أن جدة تحوي نحو 4 ملايين نسمة، فإنه من المتوقع أن ينتج عن إجمالي سكان جدة نحو 4200 طن يوميا من النفايات».

يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه أمانة محافظة جدة، أمس، عن انتهائها من تنفيذ مشروع إنشاء الخلية الثالثة في المردم الجديد للنفايات بوادي العسلاء، والبالغ حجمها 2.7 مليون متر، وذلك بطول يصل إلى 900 متر، وعرض 300 متر، في حين يبلغ ارتفاعها ما يقارب 10 أمتار. وهنا، أبان المصدر المسؤول أن تكلفة إنشاء هذه الخلية تبلغ ما يقارب 19 مليون ريال، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه تم الانتهاء تقريبا من خليتين حتى الآن، في حين ما زالت الأعمال مستمرة لاستكمال ما تبقى من الخلايا الست في المردم الجديد، خلال الفترة المقبلة.

الدكتور هاني أبو راس، أمين محافظة جدة، أوضح أن الأمانة سارعت في الإعداد لإنشاء خلية جديدة بمردم النفايات، وذلك كي يتزامن إنشاؤها مع بدء تشغيل خطوط الفرز لاستقبال بقايا المواد غير القابلة للتدوير، فضلا عن ردمها بأساليب علمية، مؤكدا أنه تم الالتزام بالمواصفات والمعايير البيئية العالمية في إنشاء مرادم النفايات.

وأشار إلى أن الأساليب العلمية التي يتم استخدامها في عمليات الردم تتضمن الردم بـ«البالة» كونها توفر مساحات في الخلايا بالشكل الذي يسمح بإطالة عمر الخلية، وذلك من أجل تجنب مخاطر التخلص التقليدية في المرادم القديمة، مشددا في الوقت نفسه على أهمية إنشاء تلك الخلية باعتبارها ضرورة للحفاظ على البيئة (بحسب قوله).

وكانت أمانة محافظة جدة قد أغلقت مردم النفايات القديم «النخيل» بشكل رسمي منذ نحو ثلاث سنوات، وذلك بهدف القضاء على الأضرار والمشكلات البيئية الناتجة عنه، حيث قدرت تكلفة مشروع إغلاق هذا المردم بما يقارب 150 مليون ريال، في حين ستتم إعادة تأهيل الموقع بعد الإغلاق، واستخدامه كمتنزهات عامة وملاعب رياضية.

بينما تقدر مساحة مردم النفايات الجديد، الواقع في وادي العسلاء، بنحو 4.5 مليون متر مربع، كما يستوعب نحو 25 مليون متر مكعب من النفايات، ولا سيما أنه يكفي لمدة تزيد عن 30 عاما، وذلك بحسب معلومات أعلنت عنها أمانة محافظة جدة في وقت سابق.

ويحوي مردم النفايات الجديد وحدات لتدوير الإطارات المستعملة والاستفادة منها في إنشاء طبقة الترشيح، إضافة إلى تدوير المخلفات النباتية والأخشاب والاستفادة منها في إنشاء الحدائق والمسطحات الخضراء والسماد العضوي.

من جهته، أعلن المهندس سامي خلاف، مدير عام المرادم في أمانة محافظة جدة، عن الانتهاء من نحو 80 في المائة من إجمالي مشروع إنشاء خلية ردم النفايات في المردم الجديد بوادي العسلاء، الذي يستغرق العمل فيه نحو 365 يوما، مبينا أنه سيكون جاهزا لاستقبال 3.37 مليون طن من المخلفات.

وأفاد بأن عمليات التنفيذ انطلقت بتكوين جدران الخلية، وفرد وتركيب طبقات مواد العزل المتمثلة في طبقتين مكونتين من مادة الـ«جيوتيكستيل» تفصل بينهما طبقة من الـ«بولي إيثيلين» عالي الكثافة، فضلا عن إنشاء نظام لتجميع وتصريف الرشيح.

وأضاف: «إن هذه الإجراءات في إنشاء مرادم النفايات تعد من الإجراءات البيئية الواجب اتباعها حفاظا على المياه الجوفية من التلوث بالرشح الناجم عن تحلل النفايات، فضلا عن أن تركيب طبقات مواد العزل يعد عاملا مهما جدا في جمع الغازات، التي تنتج أيضا من تحلل النفايات، بحيث يتم جمع تلك الغازات لاحقا وتحويلها إلى طاقة كهربائية».

الجدير بالذكر، أن أمانة محافظة جدة كانت قد صرحت في وقت سابق بإنشاء مردم آخر للنفايات الخطرة، الذي يحمل اسم «مركز جدة البيئي»، حيث يقع جنوب منطقة بحرة، ويبعد عن مدينة جدة قرابة 56 كيلومترا، ويهدف إلى الحفاظ على البيئة والتخلص من المخلفات الخطرة الناتجة عن الأنشطة الصناعية والطبية، ومحطات الصرف الصحي والطاقة والتحلية بشكل آمن بيئيا، ووفق أحدث الأساليب العلمية المستخدمة في هذا المجال.

وبالعودة إلى المصدر المسؤول، فقد ذكر أنه ما زالت الأمانة تستكمل إجراءات معاملة إنشاء ذلك المردم، وتحديد موقعه بشكل دقيق، مؤكدا أن المخلفات الخطرة تتم معالجتها أولا قبل ردمها، وذلك بطرق وأساليب مختلفة.