توجه لإدخال الرياضة في المشاغل النسائية تحت دائرة «رعاية الشباب»

مسؤول حكومي: نحو 80% منها مخالفة

TT

في إطار وضع حد أمام فوضى قطاع المشاغل النسائية في السعودية، كشف مسؤول حكومي عن وجود مخاطبة بين الرئاسة العامة لرعاية الشباب لضبط النشاط الرياضي الممارس في الكثير من هذه المشاغل، في إطار البحث عن اللياقة والرشاقة، وذلك في لقاء ضم نحو 100 مستثمرة سعودية في قطاع التجميل، أقامته غرفة الشرقية مساء أول من أمس تحت عنوان «اللقاء الموسع للمشاغل ومراكز التجميل النسائية».

وأفصح الدكتور خليفة السعد، مدير عام صحة البيئة بأمانة المنطقة الشرقية، بأنه تجرى حاليا دراسة وضع النشاط الرياضي في المشاغل من قبل رعاية الشباب. مضيفا «سيكون في القريب العاجل مسموحا به وفق ضوابط». وتناول خلال حديثه وجود عدة مخالفات شائعة في المشاغل النسائية، مثل اشتمالها على: أجهزة التخسيس، وحقن الكولاجين للوجه، وأجهزة تنظيف البشرة، وأجهزة تخريم الأذن. متوجها إلى صاحبات المشاغل بالقول: «هذا ليس عملكم، بل يأتي تحت الإطار الطبي!».

وأضاف بقوله «وجدنا في المشاغل أمورا متعددة الأنشطة، من رياضة وطبخ وتصنيع وتجهيز وأدوات طبية وأدوات خطرة». وتابع قائلا: «كذلك فإن أكثر المنتجات وجدناها، إما منتهية الصلاحية أو ذات ادعاءات طبية مضللة أو مجهولة المصادر». وعن العقوبات المتخذة جراء ذلك، أفاد بأنه من بين 400 مشغل نسائي شملتها عملية المسح، فإنه لم يتم إغلاق سوى مشغل نسائي واحد فقط، واصفا إغلاقه بـ«الاضطراري» لعدم استجابة المشغل للضوابط المعلن عنها. وعلى الرغم من التأكيد على كشف الكثير من المشكلات الصحية والأمراض الناجمة عن هذه المخالفات، خاصة بالنسبة للإصابة بمرضي الإيدز والكبد الوبائي، التي تجعل بعض المشاغل النسائية أشبه ما تكون بـ«القنابل الموقوتة»، إلا أن الدكتور السعد أكد على عدم وجود نسب ودراسات موثقة بهذا الشأن حتى الآن.

واستعرض ممثل أمانة المنطقة الشرقية بعض الإحصاءات السريعة للمخالفات التي ضبطتها إدارة صحة البيئة مؤخرا داخل المشاغل النسائية في المنطقة، حيث جاءت النسبة الأكبر منها وسط الدمام مع وجود 53 مخالفة تتضمن عدم وجود رخصة العمل أثناء عملية الزيارة، تلاها 52 مخالفة شرق الدمام، و22 غرب الدمام، لذات المخالفة (غياب الرخصة أثناء الزيارة).

من جهتهن، انتقدت صاحبات المشاغل اقتصار الجولات التفتيشية على الفترة المسائية، مع وصف ذلك بأنه «يتسبب في الإحراج أمام العميلات»، أثناء معاينة الأدوات، وهو ما أكد ممثل الأمانة على أخذه في عين الاعتبار، وفي ما يخص سعودة الكوادر النسائية في القطاع، تناول الحضور فتح وزارة التعليم العالي المجال مؤخرا لدراسة تخصصات التجميل في المرحلة الجامعية للفتيات للسعوديات، وهو ما عبروا عن كونه «يمثل بوادر في تطوير هذا القطاع».

وبالسؤال عن مدى تأهيل المفتشات، وما إذا كان لديهن شهادات متخصصة في عملية التفتيش؟ أوضح مدير عام صحة البيئة في الأمانة، أخذ كل المفتشات لدورات تدريبية مكثفة في هذا الإطار، واصفا المراقبات بـ«المتمكنات بشكل كبير». وأشار إلى الإعداد حاليا لبرنامج متخصص في هذا الشأن، معللا ذلك بالرغبة في الرفع من جودة عملية الرقابة والتفتيش داخل المشاغل.

وتناولت تغريد غزالة، وهي صاحبة مشغل «جولي دام»، ومستثمرة في القطاع من نحو 7 سنوات، خلال مداخلتها، ما وصفته بـ«معاناتها مع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر». مؤكدة على اصطدامها بعدة إشكالات عند فتح كل فرع جديد لمشغلها، بعد أن تم تحويلها من قبل البلدية إلى هيئة الخبر ثم إلى أحد فروع الهيئة في الدمام. مضيفة «موضوعي له الآن أكثر من شهرين»، وهو ما دفع ممثل أمانة الشرقية للتأكيد على السعي لمعالجته في أسرع وقت ممكن.

وتطرق اللقاء الذي استمر لنحو ساعتين إلى الإشكالات التي تعانيها المشاغل مع غياب مخارج الطوارئ، ووجود الكثير من هذه المشاغل في أبنية غير صالحة لممارسة العمل فيها، وهو ما تطلب استمرار الجدل بين صاحبات المشاغل اللاتي استثمرن اللقاء في عرض شكواهن من ما وصفنه بـ«تعقيدات الأنظمة»، مما جعل اللقاء يتحول إلى نقاش مفتوح، وكان قد شارك في المعرض المصاحب للقاء كل من: مكتب العمل، صندوق تنمية الموارد البشرية، المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية.