متخصصة: لا مراكز تأهيل بعد سن الـ12 لمصابي «متلازمة داون»

ملتقى في الخبر حضرته 400 أسرة لديها أطفال مصابون

TT

أكدت متخصصة سعودية في رعاية وتأهيل الأطفال المصابين بمتلازمة داون، أن السعودية تفتقر إلى مراكز متخصصة في التدريب والتأهيل الأكاديمي والمهني والرياضي للمصابين بهذه الإعاقة، كما تواجه ندرة في المدربين والمؤهلين للتعامل مع حالات الإصابة بمتلازمة داون لتحويلهم إلى أفراد فاعلين في المجتمع.

وقالت سنثيا كردي، مديرة مركز الرعاية النهارية بمدينة الخبر بالمنطقة الشرقية، إن مراكز تأهيل المصابين بمتلازمة داون يتوقف دورها عند سن 12 سنة فقط، حيث ينتقل الأطفال لمرحلة الدمج التي لا تتناسب مع الاحتياجات التأهيلية والتدريبية التي هم في حاجة لها للتخفيف من حدة الإعاقة.

وشددت كردي على أن غياب المراكز المتخصصة للمصابين للفئات العمرية فوق 12 سنة و18 سنة أدى إلى تحويل معظم المصابين بهذه الإعاقة إلى عاطلين عن العمل، مما زاد من معاناتهم النفسية والاجتماعية.

وقالت كردي إن معدلات الإصابة بمتلازمة داون في المجتمع السعودي زادت عن المتوسط العالمي لمعدل الإصابة، وأن هذه الإصابة تبلغ في المتوسط العالمي 1 لكل 1000 شخص. مضيفة أنها تتواصل مع نحو 400 أسرة لديها أطفال مصابون، حيث أكدت أن بعض الأسر لم تكتشف إصابة أبنائها، إلا بعد أن بلغوا سن الثالثة من العمر. موضحة أن الإصابة يمكن الكشف عنها قبل الولادة من خلال التحاليل والأشعات التي يمكن للأم أن تجريها. وكانت كردي تتحدث على هامش ملتقى «بركتنا 2» الذي يستهدف 400 أسرة لديها أطفال مصابون بهذه الإعاقة، حيث أكدت أن الملتقى يقدم خدمات إرشادية وتوعوية وتأهيلية للأسر المشاركة، الذي دشن أعماله زارب القحطاني، وكيل إمارة المنطقة الشرقية، مساء أمس، بينما تستمر أعمال الملتقى على مدار يومين، يقدم للأسر مجموعة من المحاضرين والمتخصصين من بريطانيا ومن السعودية دعما إرشاديا ونفسيا وتأهيليا للأسر التي يوجد بها مصابون.

وتبين مدير مركز الخدمة النهارية بمدينة الخبر أن المركز يقدم خدمات تعليمية للأطفال من سن الثالثة إلى سنة الثانية عشرة، ويتوقف دور المراكز المتخصصة عند سنة الثانية عشرة، بينما لا يجد المعاقون بشكل عام والمصابون بمتلازمة داون مراكز تأهيلية متخصصة تتفهم حاجاتهم التدريبية والتأهيلية والرياضية عبر متخصصين في هذا المجال، يمكنهم أن ينموا مهاراتهم.

وقالت إن كثيرا من المصابين بمتلازمة داون يمكن أن يتم تدريبهم وتأهيلهم مهنيا، في حين أن فئة منهم يمكن أن ينجحوا في المجال الرياضي، أو عبر المجال الأكاديمي. في حين أشارت كردي إلى أن المركز يخطط لاستهداف المدارس والجامعات والمجمعات التجارية ضمن حملة يعد لها في الفترة الراهنة للتوعية بالإصابة وبالحاجات النفسية والبدنية والتدريبية للمصابين، حيث أكدت على أهمية السنوات الأولى من عمر الطفل للتدخل والتخفيف من حدة الإعاقة. وقالت «الخمس سنوات الأولى من عمر الطفل فترة حاسمة ومهمة للتدخل الاجتماعي واللغوي والحركي والاعتماد على الذات»، حيث تشير إلى أن كثيرا من الأسر تحتاج إلى دعم إرشادي ونفسي وتدريبي للتعامل مع أبنائها المصابين.

ولفتت كردي إلى غياب الإحصاءات المخصصة لكل إعاقة على حدة، حيث أشارت إلى أن عدد المصابين بإعاقات في السعودية يبلغ نحو 134956 مصابا لكن هذه الإحصائية لا تحدد المصابين بمتلازمة داون على سبيل المثال أو أي إعاقة أخرى.