مؤتمر طبي يدعو لإدراج «الرياضة النسائية» في مدارس التعليم العام

خبراء اعتبروها «ضرورة ملحة» وليست «مطلبا عابرا»

TT

دعا عدد من الخبراء والمختصين والأطباء في جراحات ومكافحة السمنة لضرورة تبني حصص للرياضة بمدارس البنات بالسعودية، بالإضافة لدعوتهم لضرورة تبني الحكومة السعودية إنشاء مراكز طبية متخصصة لعلاجات السمنة والتدخل الجراحي في أسرع وقت ممكن، مضيفين أن الحل المؤقت والوقائي الذي يجب أن تتبناه الحكومة السعودية حاليا هو دعم المراكز الرياضية الخاصة ودفعها لقبول تسجيل الراغبين في ممارسة الرياضة بها بأسعار رمزية لحين الانتهاء من إنشاء المراكز الطبية والعلاجية المتخصصة، وكانت تلك المطالبات جاءت عطفا على ما بلغته السمنة من معدلات مرتفعة لتتحول بحسب وصفهم من مجرد ظاهرة إلى وباء يعاني منه 3 من كل 4 من السعوديين، وتعد السمنة السبب الرئيسي لأكثر من 47 مرضا مزمنا، وبحسب الإحصائيات فإن السمنة باتت تحتل المرتبة الأولى لأسباب الوفاة وليكون التدخين في المرتبة الثانية في السعودية.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي والذي أقيم مساء أول من أمس لإطلاق المؤتمر الدولي للسمنة والذي تحتضنه العاصمة السعودية خلال الفترة من 15 - 17 مارس (آذار) 2011.

وأوضح الدكتور عايض القحطاني الأستاذ في كلية الطب والمشرف على كرسي علي بن سليمان الشهري لأبحاث السمنة في جامعة الملك سعود (وهو كرسي بحثي يتبنى تسليط الضوء على أمراض السمنة كداء يستدعي المحاربة)، على أن المؤتمر يسعى في ختام فعالياتها إلى أن يقدم مذكرة تحتوي على توصيات بإيجاد تشريعات وطنية لمحاربة السمنة، موضحا أن الأمر لم يعد متروكا لثقافة الأفراد ومدى الوعي المجتمعي، بل لا بد من تشريعات ملزمة تصب في مصلحة الفرد والمجتمع للحيلولة من تفشي وباء السمنة، ولمح إلى أنه سوف يؤخذ بعين الاعتبار التوصية بضرورة ساعات الحصص المخصص للتربية البدنية بالتعليم العام للفتيان والفتيات، حيث يؤكد على كون ذلك الأمر لم يعد قابلا للتأجيل في ظل الانتشار لوباء السمنة محليا.

وبين القحطاني أن المؤتمر سيطلق عددا من المبادرات، موضحا أن أولى تلك المبادرات اطلاق الحملة الوطنية لمكافحة السمنة تحت عنوان «اخسر لتربح» والتي ستستمر لمدة ثلاثة أشهر متواصلة، وتهدف للحد من معدل زيادة الوزن والسمنة وتقليص معدل الإصابة بالأمراض ذات الصلة.

وأشار القحطاني إلى أن الإحصائيات المحلية والدولية تؤكد أن 2.5 مليون حالة وفاة متوقع حدوثها بسبب السمنة عام 2015، مشيرا إلى أن السعودية في العام الماضي 2010 سجلت 20 ألف حالة وفاة بالسمنة، ولمح إلى أن الوفيات بسبب الحوادث المرورية في نفس العام بلغت 7 آلاف وكلفت خسائر مالية بمقدار 13 مليار ريال، بينما كانت تكلفة حالات الوفيات بسبب السمنة 19 مليار ريال عن نفس السنة.

وأفصح القحطاني أن إطلاق أول مجلة دورية باللغة العربية تحت مسمى «كالوريز» (سعرات حرارية) تعنى بالسمنة وعلاجها في العالم العربي تصدر عن كرسي علي بن سليمان الشهري لأبحاث السمنة في جامعة الملك سعود، موضحا أن من يكتب فيها هم من المتخصصين في طب وجراحات السمنة وخبراء دوليين في مجال التغذية والنشاط الرياضي والبدني.

ودون أن يفصح القحطاني عن ماهية ما ستطلقه جامعة الملك سعود على لسان مديرها الدكتور عبد الله العثمان في بداية حفل افتتاح المؤتمر واكتفى بالإشارة إلى أن تلك المبادرة من الجامعة ستكون مبادرة ريادية في مكافحة السمنة على مستوى المنطقة، متمنيا أن تحذو العديد من الجهات العلمية والصحية في البلاد حذو جامعة الملك سعود في مكافحة السمنة.

إلى ذلك طالب القحطاني بضرورة تحمل القطاع الخاص مسؤوليته الاجتماعية، متمنيا أن يعي ذلك القطاع أهمية الدور الاجتماعي الذي يجب أن يقدم له دعمه المالي واللوجستي، مستشهدا بما هو عليه الحال في البنوك بكندا والتي تقدم سنويا 50 مليون دولار لخدمة المجتمع دون أن تنتظر من تلك المبادرة أي ثناء أو شكر من الحكومة أو الشعب الكندي.

ولمح القحطاني إلى أن المؤتمر سيطلق حملة إعلامية عبر «الصحف والتلفزيون والإنترنت واللوحات الإعلانية على الشوارع الرئيسية»، موضحا أنها عبارة عن مقاطع تمثيلية (أفلام كرتون)، والتي سيشارك فيها الكابتن ياسر القحطاني لاعب الهلال والمنتخب السعودي كضيف شرف، والتي ستقدم رسائل توعوية عن مخاطر السمنة وطرق التغلب عليها بتغيير أنماط السلوك الحركي والغذائي للمواطنين، ولمح إلى التعاون مع المنشآت المختلفة من صحية وتعليمية وتسويقية ومنظمات وهيئات من صناع القرار لضمان جودة أداء مقدمي الخدمات، مع عمل جولات ميدانية على مدارس التعليم العام للتحذير والتوعية بأخطار السمنة.

يشار إلى أن المؤتمر الدولي للسمنة يشارك فيه نخبة من المختصين والخبراء وصناع القرار في مجال السمنة وعلاجها، وسيسلط الضوء على السمنة كوباء العصر، ويناقش المؤتمر أحدث أساليب الوقاية والعلاج من مختلف الجوانب كالعلاج السلوكي، التغذية، النشاط البدني، والعلاج الجراحي، بالإضافة إلى مناقشة أحدث ما توصلت إليه الأبحاث المحلية والدولية في مكافحة السمنة والوقاية منها، وكذلك أحدث الحلول المتبعة للعلاج.