السعودية: دراسة تربط بطالة النساء بـ«العوامل الاجتماعية»

اعتمادها الكامل على ذويها رفع معدل العاطلات عن العمل إلى أكثر من 28%

TT

ربطت دراسة أكاديمية أجريت في السعودية، ارتفاع البطالة بين النساء السعوديات، بعوامل اجتماعية، معتبرة أنها السبب الرئيسي، في الوقت الذي وصلت فيه نسبة البطالة بين النساء إلى أكثر من 28 في المائة.

وأوضحت الدكتورة فوزية البكر، أن الدراسة بينت أن الثقافة السائدة بين أوساط المجتمع السعودي، هي من يحدد نوعية العمل المقبول للمرأة في المجتمع، مبينة أن اعتماد المرأة السعودية بشكل كامل على ذويها، هو ما يجعلها غير مجبرة على دخول معترك الأعمال.

وعددت الدكتورة البكر، في ندوة عقدت بجامعة الملك سعود تحت عنوان »رؤية مستقبلية للحد من بطالة خريجات الجامعات السعودية»، عددا من الأسباب التي تسهم في ابتعاد المرأة عن الإسهام في سوق العمل بالمشاريع الصغيرة، حيث برزت من بين هذه الأسباب محدودية خبرة المرأة الإدارية والقانونية لإدارة مثل هذه المشاريع، واضطرارها لاستشارة الأهل بدلا من استشارة ذوي الاختصاص والخبرة، الأمر الذي يؤدي إلى ضياع الكثير من الفرص الاستثمارية على المرأة السعودية.

كذلك فإن للبطالة آثارا نفسية كثيرة، من بينها إحساس المرء بتهميشه، ووفقا للدكتور فهد اليحيى، استشاري الطب النفسي، فإن العمل لا يحمل قيمة مادية فقط، بل يحمل قيمة معنوية تمد الفرد بالإشباع النفسي لكونه منتجا وقادرا على إعالة نفسه، فبفقده لعمله أو بطالته تنشأ بعض الاضطرابات النفسية كالاكتئاب والقلق، إلى جانب تدني الإحساس بالرضا وضعف تقدير الذات.

وتعتبر البطالة إحدى أبرز المعضلات التي تواجه الاقتصاد السعودي، حيث وصلت إحصاءات البطالة للعام الماضي (2010) إلى 10.5 في المائة. وتعد البطالة النسائية هي العامل الرئيسي في ارتفاع هذه النسبة، حيث وصلت معدلات البطالة بين النساء إلى 28.4 في المائة، بلغت نسبة الجامعيات بينهن أكثر من 75 في المائة.

المرأة السعودية، التي كان لها النصيب الأكبر في نسبة البطالة مقارنة بالرجال العاطلين عن العمل، تشكل منهن خريجات تخصصات العلوم الإنسانية نسبة تجاوز الـ90 في المائة، حيث كانت سوق العمل قبل سنوات كثيرة تتجه إلى سعودة التعليم، مما أدى إلى التحاق غالبية خريجات المرحلة الثانوية إلى التخصصات التربوية، حيث تجد الكثيرات من السعوديات في بيئة العمل التعليمية بيئة ملائمة ومريحة.

وفي مقابل الإقبال الشديد للخريجات الجامعيات على التوظيف في القطاعين الخاص والحكومي، تنخفض نسبة إقبال الجامعيات في المساهمة في سوق العمل بشكل لافت، حيث لم تتجاوز مساهمة الخريجات في سوق العمل نسبة 5 في المائة، وتعد هذه النسبة من أقل المعدلات على مستوى العالم.