«الغذاء» تؤكد استمرار رصد مادة البرومات المسرطنة في مياه الشرب

بعد تكليفها بمراقبة مصانع المياه والثلج

TT

أكدت الهيئة العامة للغذاء والدواء على توليها مسؤولية الرقابة على مصانع المياه بالسعودية للتأكد من خلوها من مادة البرومات المسرطنة، فيما لا تزال الهيئة تعمل جاهدة للتأكد من التزام مصانع مياه الشرب بالحدود القصوى الخاصة بهذه المادة.

وجاءت تلك التأكيدات على خلفية صدور قرار مجلس الوزراء السعودي في جلسته التي عقدها بمجلس الوزراء بعد ظهر يوم الاثنين 14 مارس (آذار) الجاري والقاضي بالموافقة على الترتيب التنظيمي المتعلق بمصانع المياه.

ووفقا لهذا التنظيم سوف تتولى الهيئة العامة للغذاء والدواء جميع المهمات التنظيمية والتنفيذية والرقابية بمصانع المياه المعبأة ومصانع الثلج وإصدار التراخيص الفنية لهذه المصانع ومراقبة المياه المعبأة والثلج في الأسواق ووضع المواصفات القياسية الإلزامية ومراقبتها لمياه الشرب «المعبأة» ووضع الأسس السليمة للتصنيع الغذائي والاشتراطات الصحية الواجب توافرها في مرافق المياه ومصانعها.

فيما تشير نتائج الدراسات التي أجريت على حيوانات التجارب في عدد من دول العالم إلى أن تناول البرومات أدى إلى ظهور أورام في عدة أجزاء من الجسم بما فيها الكلى والغدة الدرقية في (ذكور الجرذان)، فيما ظهرت أورام في الكلى بالنسبة للإناث من جرذان التجارب، وبناء على الدراسات التي أجريت على حيوانات التجارب، تم تصنيف مادة البرومات من قبل الوكالة الدولية لأبحاث السرطان في المجموعة 2B (أي مسبب محتمل للسرطان عند الإنسان).

وتعتبر البرومات عاملا مؤكسدا قويا تستخدم أملاحها بشكل رئيسي في محاليل صبغ الأقمشة، ومن أكثر شيوع برومات الصوديوم، وبرومات البوتاسيوم، حيث كانت تستخدم في بعض الصناعات الغذائية، ولكن لجنة الخبراء المشتركة المنبثقة عن منظمتي الصحة والأغذية والزراعة العالميتين المعنية بدراسة المواد المضافة خلصت إلى أنه من غير المناسب استخدام برومات البوتاسيوم في تصنيع الغذاء للاشتباه في أنها مادة مسرطنة.

ولا توجد أملاح البرومات في الماء طبيعيا، ولكن قد تتكون من مادة البرومايد الموجودة في الماء نتيجة المعاملة بالأوزون، وقد تتكون كذلك نتيجة معاملة الماء بمحاليل الهيبوكلورايت التي تستخدم لتعقيم مياه الشرب. وقد تتأثر عملية تحول البرومايد إلى برومات عند المعاملة بالأوزون بعدد من العوامل مثل طبيعة المواد العضوية الموجودة في المياه، ونسبة البرومايد، ودرجة الحموضة، ودرجة الحرارة، حيث يزداد معدل تكون البرومات بازدياد درجة الحرارة، وقلوية الماء، وعوامل أخرى أثناء المعاملة بالأوزون، بالإضافة إلى خصائص الأوزون المستعمل وزمن المعاملة به.

يشار إلى أنه نتيجة لما أثير حول الاشتباه في قدرة مادة البرومات على إحداث السرطنة، فقد عملت الجهات الرقابية في كثير من البلدان كأميركا وأوروبا وكندا ورابطة المياه المعبأة (IBWA) على تخفيض الحد الأقصى المسموح به في مياه الشرب المعبأة إلى 10 أجزاء بالبليون.