باحثة ألمانية: تسامح المجتمعات الإسلامية سبقت الغرب بـ1200 سنة

أجرت دراسات وبحوثا حول حضرموت وجدة

TT

أوضحت الدكتورة أولريكه فرايتاج مديرة «مركز الشرق الحديث» في العاصمة الألمانية، أنها ترى أن التسامح الذي أتت به الحضارة الإسلامية في القرن السابع الميلادي، سبق ما أتى به الغرب بـ1200 عام تقريبا.

جاء ذلك خلال تكريم الدكتورة فرايتاج في «إثنينية عبد المقصود محمد سعيد خوجة» التي أقيمت بمنزله في جدة أول من أمس.

وقالت مديرة «مركز الشرق الحديث» إن المستشرقين الشباب يأتون للمنطقة ويدرسونها بدافع حبهم لها ورغبتهم في فهمها، واصفة كتابات من يكيل الاتهامات للإسلام منهم بقولها «مسيسة».

وكانت الدكتورة فرايتاج مؤلفة كتاب «السعودية مملكة تتغير» وصاحبة الدراسات البحثية حول اليمن والحجاز، أرجعت اهتمامها بدراسة تاريخ الشرق الأوسط إلى الصدفة؛ إذ قالت إنها حصلت على بعثة دراسية في دمشق، وعندما زارت اليمن عام 1990 الذي شهد الوحدتين الألمانية واليمنية، أعجبت بما للحضارمة من تاريخ وامتداد كبير تمثل في انتشارهم عبر البلاد حول المحيط الهندي.

وأضافت: «بعدما درست الحضارمة وجهني كثير منهم للذهاب إلى جدة حيث توجد الكثير من الوثائق لدى سكانها من أصول حضرمية، فقادتني دراسة المجتمع الحضرمي في جدة إلى دراسة جدة ذاتها وهي المدينة التي أبهرني تميزها كثيرا».

وحول مدينة جدة، قالت المحتفى بها: «لقد تميزت جدة بتنوعها الحضاري وتسامحها وشخصيتها الفريدة في الشرق الأوسط، وهذا لم يكن له مثيل حتى في الشام الذي لا يزال التمييز الإثني سمة بارزة فيه».

وأضافت حول جدة: «كان لإطلالة جدة على البحر دور في اكتسابها تلك السحنة المختلفة، وهو ما ذكره الرحالة الألماني كاستن نيبور الذي واجه تمييزا وعدم ارتياح من قبل أهالي المناطق التي مر عليها قبل وصوله إلى جدة، حتى إنه ظن أن ذلك يزداد كلما اقترب من الأماكن المقدسة». وفي كلمتها وردا على أسئلة الحضور، بينت الدكتورة فرايتاج أن حالة التعايش لم تستمر كثيرا في المدينة التي تمثل جسرا لتواصل الشواطئ الجنوب آسيوية وأوروبا وأفريقيا؛ إذ إن الأحداث السياسية في القرن الثالث عشر الهجري شهدت مدا استعماريا غربيا، ومن ذلك حادثة حصلت عام 1274 هجرية حينما قتل 22 مسيحيا بفعل التنافس بين العثمانيين والأشراف بعد عهد محمد علي باشا.

ورفضت مديرة «مركز الشرق الحديث» ببرلين الإجابة عن سؤال حول توقعها لمستقبل المنطقة سياسيا وثقافيا واجتماعيا، باعتبار أنها مؤرخة ولا تستطيع استشراف المستقبل.