جدول رحلات جديد يعيد «الطيران» إلى سماء حائل بعد عام من التوقف

توقعات بصدوره الأسبوع المقبل لينهي أزمة أهالي المنطقة

TT

بعد مرور أكثر من عام على تقليص رحلات الطيران من وإلى منطقة حائل (شمال السعودية)، من المنتظر صدور جداول جديدة للرحلات الأسبوع المقبل، يطلقها الناقل الوطني الرسمي في المملكة (الخطوط الجوية العربية السعودية)، التي أوقفت رحلاتها للمنطقة قبل عام مضى، لتحل محلها شركتان خاصتان هما «طيران سما» و«ناس» اللتان أوقفتا رحلاتهما عبر خط سير من وإلى حائل بعد أشهر من إطلاقه.

وتنجلي بذلك غمة خيمت على سماء حائل بعد عام من الزمان، كانت سببا في معاناة لأهالي المنطقة، الذين يترددون على عاصمة بلادهم الرياض، إما لمراجعة صحية لأحد المستشفيات الكبرى بالمنطقة، أو لبلوغ معاملة رسمية في وزارات الدولة، التي تتخذ أيضا من الرياض موقعا لها.

وبحسب مصادر خاصة بـ«الشرق الأوسط»، فإن الأسبوع المقبل كتقدير أولي، سيشهد الإفصاح عن جدول للطيران لرحلات عبر الخط الترددي للمنطقة إلى العاصمة، بواقع 3 رحلات يومية، أو أكثر.

أهالي المنطقة استبشروا بالنبأ، لينتهي فصل من معاناتهم، في وقت كانت فيه صفحات الصحف الرسمية في بلادهم شاهدة على معاناتهم التي دامت عاما كاملا.

وقد تسبب إلغاء «الخطوط الجوية السعودية» لبعض رحلاتها لحائل، بالإضافة إلى تقليص البعض الأخرى خلال إلغاء كلي من قبل «طيران ناس» لرحلاتها للمنطقة، في خلق جدل واسع ومطالبات بإعادة النظر في القرار، وسرعة إعادة تخصيص رحلات إضافية، أو إعادة جدولة الرحلات السابقة، على اعتبار حائل مثلها مثل أي منطقة أخرى في البلاد.

إلغاء الرحلات كان سببا في حرمان عدد من المرضى من متابعة مواعيدهم في المستشفيات التخصصية بالعاصمة الرياض، بعد خفض الرحلات لواحدة، لا تستوعب في الغالب جميع مرضى حائل، في ظل عدم وجود مستشفيات تخصصية في المنطقة. وحرم إلغاء الرحلات أيضا، إلغاء بعض الزيارات للمنطقة، من قبل بعض المغتربين والزوار والسياح، خاصة في مناطق شمال وشرق السعودية، من الوصول لحائل جوا، والاكتفاء بسلك الطرق البرية.

وكانت حائل قد شهدت في ما مضى، رالي عالميا، كان محل اهتمام الملايين من الداخل والخارج في آن واحد، وكان في الوقت ذاته إيقاف الرحلات الجوية أحد أسباب إلغاء زيارات كانت مرسومة، من المفترض أن تكون لصالح المنطقة من قبل زوار سعوديين وغيرهم، لدخول المنطقة للإسهام في تبني السياحة الداخلية كأحد عوامل الجذب لها، على المستوى الداخلي والخارجي.

وكانت الجدولة الجديدة محور حديث الأهالي خلال الأيام الماضية، مستذكرين معاناتهم مع الجدولة الأخيرة السابقة، واستبشروا خيرا بها، إثر توقعات بزيادة عدد الرحلات من وإلى مطار الملك خالد الدولي بالرياض، ومطار حائل الإقليمي، إلى 4 رحلات يوميا بشكل مباشر، مع وجود رغبات جامحة في إعادة تشغيل خط رحلات، توقف قبل سنوات من حائل إلى الدمام في الجزء الشرقي من المملكة، بالإضافة إلى تفعيل خط السير إلى جدة مثلها مثل المناطق المهمة في البلاد.

ويعد الطلب على السفر جوا من وإلى حائل، متزايدا بشكل ملحوظ، إثر الحراك الاقتصادي والاجتماعي، فضلا عن مراجعي المستشفيات التخصصية بالعاصمة، والتأثير الواضح على السياحة بالمنطقة، في ظل الانتعاش الذي يشهده هذا القطاع خلال السنوات القليلة الماضية.

«الشرق الأوسط» كانت مساهمة في نقل معاناة أهالي المنطقة بعد إيقاف الرحلات الجوية، من منطلق تعويل الأهالي على جداول الطيران المقررة في الوقت السابق، وتواصلت متابعتها للأمر، حتى يتم تفعيل تلك الوعود، الرامية لخدمة الصالح العام بالدرجة الأولى، وخدمة المنطقة التي تشهد تطورا واضحا خلال السنوات الماضية.