جدة: استمرار حالة الطوارئ في المحافظة حتى يوم غد الجمعة

في حين لم يتم إخلاء أي منطقة سكنية نتيجة عدم وصول تقارير الأرصاد إلى درجة التحذير

ما زالت حالة الترقب تتواصل في جدة عقب الأمطار التي شهدتها محافظة جدة أول من أمس (تصوير: عبد الله بازهير)
TT

تستمر حالة الطوارئ التي بدأت أول من أمس في محافظة جدة على خلفية توقعات الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بهطول أمطار على المحافظة حتى يوم غد الجمعة، في حين أكد مصدر مسؤول في الدفاع المدني على عدم إخلاء أي منطقة سكنية حتى الآن نتيجة اقتصار تلك التوقعات على مرحلة التنبيهات التي لم تصل إلى درجة التحذيرات.

وذكر العميد عبد الله الجداوي مدير إدارة الدفاع المدني في محافظة جدة أن كميات الأمطار المتوقع هطولها على محافظة جدة خلال هذه الفترة لا تستدعي إجراء عمليات إخلاء لأي منطقة سكنية، باعتبار أن كمية الأمطار المتوقعة لم تتجاوز 30 ملليمترا، بحسب قوله.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «شهدت أحياء جنوب وشرق جدة ومنطقة البلد يوم أمس هطول أمطار خفيفة لم تتجاوز مدتها ثلاث دقائق، إلى جانب أمطار أول من أمس التي كانت كميتها أكثر من البارحة، غير أنها لم تتعدَّ المعدل الطبيعي»، لافتا إلى أن متابعة الأوضاع ما زالت مستمرة.

وكانت التقلبات الجوية التي تعيشها محافظة جدة منذ أول من أمس قد أجبرت الكثير من الجهات المعنية على الإعلان عن حالة الاستنفار وبدء تطبيق خطط استباقية احترازية نتيجة عدم وجود أمر واضح في ما يتعلق باحتمالية هطول الأمطار على المحافظة، عدا عن تعليق الدراسة في كل من الجامعات والمدارس حتى يوم أمس.

وأكد حسين القحطاني المتحدث الرسمي باسم الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في وقت سابق على أن احتمالية هطول الأمطار لم تحدد حتى الآن بشكل واضح، وذلك نتيجة الفترة الانتقالية التي تعيشها السعودية على خلفية انتهاء الشتاء ودخول فصل الربيع.

وقال حينها لـ«الشرق الأوسط»: «عادة ما يحدث تسارع في أحوال الطقس خلال الفترة ما بين انتهاء الشتاء وبدء الربيع، إلى جانب التذبذب في درجات الحرارة، غير أنه من المفترض أن تنتهي تلك المرحلة الانتقالية بعد نحو خمسة أيام من اليوم».

وبالعودة إلى العميد الجداوي، فقد أشار إلى أن أبرز ما يميز خطة الطوارئ هذه المرة هو وجود ما يقارب 60 غواصا متطوعا حضروا منذ أول من أمس بسياراتهم، وتم تزويدهم بالمعدات والقوارب المطاطية للتدخل فورا إذا ما استدعت الحالة.

وفي الوقت الذي يرى فيه الكثير من أهالي مدينة جدة شيئا من المبالغة في الإجراءات والاستعدادات التي أعلنت عنها الجهات المعنية، أفاد العميد عبد الله الجداوي بأن الخطط تسير وفق ما يصل إليهم من تقارير عن طريق الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة. وأضاف: «إن أجواء أول من أمس أجبرت ميناء جدة الإسلامي على إيقاف حركة الملاحة البحرية للسفن التي تسير وفق أجهزة ملاحية وتقنيات عالية، وهو ما يجعل من الأولى علينا اتخاذ الإجراءات الاحترازية في ظل انخفاض مستوى الرؤية داخل جدة نتيجة الغبار، عدا عن التوقعات بهطول الأمطار أيضا».

حركة الملاحة الجوية التي توقفت أول من أمس على خلفية التقلبات الجوية في جدة استأنفت حركتها منذ فجر يوم أمس، وذلك بتسيير نحو 25 سفينة ما بين قادمة ومغادرة، وذلك بحسب ما أوضحه الكابتن ساهر الطحلاوي مدير عام ميناء جدة الإسلامي.

وقال في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»: «بدأنا العمل على تسيير السفن المتوقفة منذ الساعة السادسة من فجر يوم أمس، غير أنه كان هناك ضغط شديد على سير العمل، وهو ما استدعى وجود ما يقارب 20 مرشدا بحريا لتسيير تلك السفن».

وأكد على وجود تنسيق مباشر بين ميناء جدة الإسلامي والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، وذلك من أجل إيقاف حركة السفن في حالة انخفاض مستوى الرؤية، ولكنه استدرك بالقول: «كانت هناك محاولات لاستئناف حركة السفن منذ مغرب أول من أمس وبعد التأكد من هدوء الأوضاع، إلا أنها لم تكن مستمرة على خلفية التقلبات الجوية».

توقعات الأرصاد التي دفعت بالأجهزة المعنية إلى إعلان حالة الاستنفار كانت سببا أيضا في التزام أهالي مدينة جدة بالبقاء داخل منازلهم والخروج للضرورة فقط، الأمر الذي أدى إلى فرض حالة هدوء نسبي على الحركة المرورية في الشوارع منذ ساعات المساء الأولى أول من أمس وحتى يوم أمس.