بياع «الخبل عباته» تباغت السعوديين بهبوط حاد في درجات الحرارة

بلغت بين 8 و9 درجات في الوسطى وما جاورها.. وحذرت الأرصاد من أيام قارسة

عاملان في إحدى الشركات يحاولان إيجاد فتحة لتصريف المياه بعد أمطار غزيرة شهدتها العاصمة في وقت سابق («الشرق الأوسط»)
TT

السعوديون ليلة البارحة الأولى، عادوا من جديد لفتح خزائن ملابسهم لارتداء ملابس شتوية، بعد أن باغتتهم برودة الطقس، وبلغت عند مستوى 8 و9 درجات في المنطقة الوسطى وما جاورها، في حين شهدت ذات المناطق أياما ماطرة، سبقت ذاك التدني في مؤشرات الحرارة بأربع وعشرين ساعة.

هذه الأيام بالذات، لها في قاموس السعوديين طابع خاص من حيث التسمية، لا سيما لدى أهالي المنطقة الوسطى، وتنبثق التسمية من قصص قديمة في التاريخ السعودي «النجدي»، تعني أن أحدا ممن ألصقت به مقولة «بياع الخبل عباته» في قديم الزمان، باع ما يتدثر به من برودة الشتاء القارس، بعد أن أحس بدفء في الطقس، ظنا منه بمغادرة فصل الشتاء وانقضاء أيامه الباردة، وفجأة يعود الشتاء بعد أيام من بيعه غطاءه، ليجد نفسه أمام برودة الطقس القارس دون (غطاء أو عباءة)، واشتقت هذه التسمية وألصقت في مثل ما شهده أهالي المنطقة الوسطى من السعودية ليلة البارحة الأولى عند عودة البرد القارس فجأة بعد أيام من الدفء، ليتم تناقلتها عبر الأجيال جيلا بعد جيل، عند الإحساس بعودة البرد فجأة من بعد أجواء دافئة.

والعباءة هنا للتوضيح، ما يتدثر به لمواجهة البرد القارس، وفي الغالب تكون العباءة إما «بشت أو فروة»، وهي ما يرتدي السعوديون في الشتاء، وتتم حياكتها إما من جلود الضأن، أو أصواف الخراف. أما وصف «الخبل»، فينعت به من يشتهر بالغباء أو غير المبالي بأمور الحياة ومن لا يحسب لها حسابا وأهمية.

أما واقع الحال بالنسبة لأهالي المنطقة الوسطى من السعودية تحديدا، فقد عاشوا نوعا من المفاجأة، بعد أن عادوا وفتحوا خزائنهم لإخراج مستلزمات فصل الشتاء، في أعقاب هجرها لقرابة شهر من الزمان، شهدت خلاله أجواء البلاد ارتفاعا في درجات الحرارة، زاد في بعض الأحيان عن الدفء لمستوى الحرارة، أو الصيف بمعنى أصح.

وللسعوديين مسميات خاصة بهم في ما يتعلق بالأجواء والطقس، تفاوتت وتختلف وتناقلها الأجيال جيلا بعد جيل، حيث يسمى قدامى السعوديين أياما من الشتاء بـ«المربعانية» وتعني 40 يوما تكون فيها درجات البرودة تحت مستوى الصفر المئوي، وتأتي أيام في فصل الصيف مقابلة لها، يطلق عليها «الصفري» وتعني أياما صيفية تكثر خلالها الرياح العاتية، التي تنتج أصواتا حال مرورها على الأجسام الثابتة، واشتقت التسمية من تلك الأصوات، ولا تزال موجودة على المستوى المحلي في السعودية.

وكانت هيئة الأرصاد وحماية البيئة في السعودية – وهي الجهة الحكومية المسؤولة عن متابعة كل ما يتعلق بالطقس والأجواء على مناطق وقرى البلاد - قد حذرت أول من أمس من عودة تدني مستويات درجة الحرارة، مع أجواء ماطرة، خصوصا في المنطقة الوسطى، في الرياض وما جاورها من محافظات وقرى تتبع للعاصمة إداريا.