جدة: أمطار الأربعاء تتسبب في وقوع 6 انهيارات.. وإسكان 3 عائلات

من بينها سور لمبنى إحدى الجهات الحكومية بحي مشرفة

هطول الأمطار في جدة على فترات ساعد في عدم تركز المياه كما حدث في السابق (تصوير: غازي مهدي)
TT

تسببت أمطار أول من أمس التي شهدتها محافظة جدة على مدار خمس ساعات متواصلة في وقوع نحو 6 انهيارات متفرقة في بعض المباني، إلى جانب إسكان ما يقارب 3 عائلات، في حين تشكل على إثرها أكثر من 100 تجمع مائي على مستوى المدينة بالكامل.

وكشف لـ«الشرق الأوسط» العميد عبد الله الجداوي مدير إدارة الدفاع المدني في محافظة جدة عن انهيار سور مبنى لإحدى الجهات الحكومية في حي مشرفة، والبالغ طوله 15 مترا، بينما يصل ارتفاعه إلى نحو 3 أمتار، مبينا أن ذلك الانهيار أسفر عن تضرر سيارتين كانتا واقفتين تحته، وستتكفل الجهة الحكومية بتعويض قيمتهما لمالكيها.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «شهد حي غليل في جنوب جدة انهيارات بسيطة في 5 بيوت شعبية، متضمنة سقوط الأسقف ودورات المياه بها، وهو ما أدى إلى تسكين نحو 3 عائلات لمدة أسبوع»، مشيرا إلى وقوع بعض الحوادث البسيطة تمت مباشرتها، والتي من بينها لوحة إعلانية كبيرة في طريق المدينة أوشكت على السقوط.

وأفاد بأن الأمطار التي بدأت في الهطول منذ ساعات متأخرة من مساء أول من أمس وحتى الساعة الثالثة فجر يوم أمس جاءت على فترات زمنية طويلة، الأمر الذي ساعد في تحرك المياه أولا بأول، موضحا أن الأمطار لم تتركز كميتها دفعة واحدة، وهو ما أسهم في سهولة تحرك الجهات المعنية.

وأضاف: «تم تطبيق خطط الطوارئ بمشاركة الحرس الوطني والجيش وحرس الحدود، حيث إن الفرق انتشرت على طول طريق الملك عبد الله من شرقه إلى الغرب، غير أن التقاطعات الرئيسية شهدت تجمعات مياه، مما دفع بنا إلى تزويد كل نقطة منها بقاربي نجاة وناقلتي أفراد وسيارة إنقاذ ومجموعة من الغواصين». أحداث الأمطار التي جاءت متزامنة مع الكثير من الثورات ما زالت تشهدها دول عربية كثيرة، كانت سببا في إصدار بعض الشعارات على ألسنة أطفال أهالي مدينة جدة، والمتمثلة في «الشعب يريد إيقاف المطر»، وذلك أثناء تجمعهم للعب تحت المطر. يأتي ذلك في وقت أوضحت فيه الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة يوم أمس أن الفرصة ما زالت مهيأة لهطول أمطار رعدية مسبوقة بنشاط الرياح السطحية على كل من مكة المكرمة وجدة والطائف والليث والقنفذة والمرتفعات الجنوبية الغربية والأجزاء الواقعة ما بين الطائف والمحافظات الواقعة غرب منطقة الرياض، في حين تظل السماء غائمة إلى غائمة جزئيا حتى معظم أجزاء المنطقة الشرقية.

ورغم عدم توجيه الدفاع المدني بإخلاء بعض الأحياء السكنية التي تضررت جرّاء أمطار كارثتي جدة الأولى والثانية، فإن سكّان حي أم الخير قرروا اتخاذ ذلك الإجراء من تلقاء أنفسهم قبيل هطول الأمطار، وهو ما أكده مدير إدارة الدفاع المدني في محافظة جدة.

وزاد: «عند وجودنا في حي أم الخير فجر يوم أمس لم نشاهد أحدا من السكان، الذين قد يكونون خرجوا من تلقاء أنفسهم، خصوصا أننا لم نقُم بعمليات إخلاء لأي منطقة، غير أننا منذ يوم الثلاثاء الماضي زوّدنا هذه المناطق بخمسة قوارب مطاطية ومثلها من ناقلات الأفراد وفرقتي إنقاذ وغواصين»، مؤكدا في الوقت نفسه أن الأوضاع هناك طبيعية جدا.

أمطار الأربعاء التي أجبرت أهالي جدة على إعلان حالة الترقب، نتج عنها أيضا تجمّع المياه في أكثر من 100 موقع، إلى جانب الشوارع الرئيسية التي سرعان ما عادت لوضعها الطبيعي منذ صباح يوم أمس.

المهندس هشام عابدين سكرتير لجنة الأمطار في أمانة محافظة جدة، أكد لـ«الشرق الأوسط» على بدء ما يقارب 60 فرقة عملها فور توقف الأمطار بتوجيه من أمين محافظة جدة، والتي تم توزيعها في مواقع تجمعات المياه من أجل معالجتها بالمعدات المتوفرة.

وقال في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»: «لم تشهد الشوارع الرئيسية في جدة أي تعطل كونها مزودة بشبكات لتصريف مياه الأمطار، غير أن هناك مواقع في أحياء السامر وشرق الخط السريع وبعض أجزاء أبحر»، مبينا أن العمل ما زال مستمرا لمعالجتها خلال 24 ساعة.

ولفت إلى أن الفرق التابعة لأمانة محافظة جدة باشرت أعمالها باستخدام 250 ناقلة، من بينها 150 تابعة للقطاع الخاص، إضافة إلى ما يزيد عن 70 مضخة في المواقع التي يتم بها نقل مياه الأمطار فقط دون رفعها.

واستطرد في القول: «إن الأنفاق في جدة لم تسجل أي حالات امتلاء أو غرق باعتبارها لم تتعرض لكميات كبيرة من المياه أو السيول، إضافة إلى أنه يتم التعامل حاليا مع أكثر من 100 موقع تجمعت فيها المياه، والتي من ضمنها تجمعات بسيطة تتم معالجتها بواسطة المكانس».