مؤتمر للسمنة يوصي بإنشاء مراكز طبية متخصصة لمكافحة زيادة الوزن

مطالب بتوفير ممرات للمشي وعدم إنشاء مطاعم وجبات سريعة بالقرب من المدارس

TT

أوصى مؤتمر دولي متخصص في مكافحة السمنة عقد في الرياض مؤخرا بأهمية إنشاء مراكز تعنى بالسمنة بالبلاد من حيث الوقاية والعلاج والتثقيف الصحي، كما أوصى بعدم إنشاء مطاعم وجبات سريعة بالقرب من المدارس، وتوفير خيارات لوجبات صحية في المقاصف بدلا عن الأكلات غير الصحية وعدم السماح بتواجدها في المدارس، والحد من إعلانات منتجات الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية التي تستهدف الأطفال وبخاصة في أوقات برامج الأطفال ولوحات الشوارع القريبة من المدارس وأماكن لعب وتجمعات الأطفال.

وجاء ذلك في ختام المؤتمر الدولي للسمنة لأعماله يوم أول من أمس الخميس، والذي استمر لمدة 3 أيام، بفندق الفورسيزونز، وشارك فيه عدد من الخبراء الدوليين والمختصين بالسمنة وجراحاتها.

كما أوصى المؤتمر بإنشاء مراكز تميز تعنى بالسمنة تبدأ بجامعه الملك سعود ثم تنتقل للجامعات الأخرى، ثم إلى المراكز الطبية المتقدمة في كل مناطق المملكة، فيما أكد المؤتمر على تبني ودعم الاستراتيجية العربية لمكافحة البدانة وتشجيع النشاط البدني، وذلك وفق أحدث أساليب العناية الصحية.

وتضم هذه المراكز عيادات متعددة التخصصات مثل جراحة إنقاص الوزن، واستشاري غدد اختصاصي تغذية علاجية ونشاط بدني واختصاصي نفسي، على أن تقوم بحل المشكلة عن طريق العلاج الإكلينيكي والتثقيف الصحي لكل حالة وأسرتها، من خلال الكادر الطبي المتخصص وإعداد الأبحاث الطبية والإحصاءات التي تبنى عليها الخطط القادمة.

وقال الدكتور عايض القحطاني رئيس اللجنة المنظمة إن المؤتمر شدد على أن مقدمي الرعاية الصحية يجب عليهم استخدام الرسم البياني لمؤشر كتلة الجسم، وتشخيص فرط الوزن والسمنة، وتبليغ الأهالي بذلك وتقديم النصائح لهم.

وبين أن الرسم البياني يكون من خلال كتلة الجسم، وأن فحصا إلزاميا ودوريا للكبار والأطفال يبدأ من وقت الولادة، بحيث يمكن متابعة الطفل ووضع التوقعات والتدخل في الوقت المناسب أن لزم الأمر، بحيث لا تترك المشكلة تتفاقم وقد يكون ذلك مشمولا مع كروت التطعيم.

كما أوصى المؤتمر الذي عقده كرسي علي الشهري لمكافحة السمنة في جامعة الملك سعود، على زيادة دعم البحوث العلمية والتدخلات العلاجية وطرق الوقاية الموجهة لدراسة جوانب متعددة من البدانة والعوامل المؤثرة عليها في السعودية.

ووفق التوصيات فإن الجامعات ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية تقوم بتمويل المشاريع البحثية المتعلقة بالسمنة وعمل دراسات متعددة، وبحث دقيق لكل جوانب المشكلة والاستفادة من الخبرات المحلية والعالمية في كيفية معالجتها والوقاية منها بالنسبة للمملكة بمتغيراتها الخاصة لنتمكن من تقليص هذا الوباء وآثاره على المجتمع السعودي.

وعاد القحطاني للتأكيد على أن المشاركين أكدوا على ضرورة عمل دراسة استقصائية وطنية عن مدى انتشار السمنة والأسباب المؤدية، على أن تدعم الجامعات ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بأولوية تمويل هذا المشروع الذي يعتبر من أهم المشاريع التي سيقوم بها الكرسي لوضع القاعدة الأساسية لبيانات السمنة وزيادة الوزن لدى الأطفال وأسبابها في المملكة.

وطالب المشاركون في توصياتهم وزارة الصحة بفتح عيادة خاصة للسمنة ومركز صحي في كل حي، وتوفير جميع الإمكانيات لهذه العيادة حتى يتم تحويل الحالات للمراكز المتخصصة بالسمنة، وتزويد هذه العيادات بالإرشادات والرسم البياني لكتلة الوزن والأساليب والطرق الخاصة للوقاية من المرض، والاستفادة من المؤثرين اجتماعيا والمشاهير لتشجيع النشاط البدني.

وأوضح الدكتور عايض القحطاني أن المؤتمر أوصى كذلك بالاجتماع الشهري لاختصاصيي التغذية مع الأمهات والأطفال لإعطائهم النصائح والتفاصيل اللازمة، ووضع مواقع على الإنترنت جاذبة للأطفال تختص بالمعلومات والألعاب التعليمية عن الصحة والغذاء والنشاط البدني، إلى جانب إدخال مواد لمواضيع ذات صلة بالبدانة في مناهج الدراسات العليا والتعليم المستمر للعاملين في مجال الصحة، وإقامة دورات سنوية تعليمية وتدريبية لجميع المختصين في العلاج والوقاية من السمنة وطرح كل ما هو جديد في برامج ضبط الوزن.

ولم يغفل المؤتمر سلوك المجتمع السعودي ودور النشاط البدني في انتشار السمنة، وأوصى بتوفير ممرات المشاة في أماكن متعددة وصحية، وتحسين الطرق إلى المدارس وإنشاء أماكن مجانية أو بأسعار رمزية لممارسة الرياضة والمشي وركوب الدراجات، وممرات للمشاة تخدم معظم المناطق في المدن وبعيدة عن دخان عوادم السيارات الكثيف وأن تكون هذه الممرات آمنة ومناسبة لطلاب المدارس.

كما أكد المؤتمر على إنشاء ما يسمى بالنوادي الرياضية الصحية والترفيهية التي توفر أماكن المشي والحركة وركوب الدراجات ولعب الكرة بأنواعها بأسعار رمزية أو مجانية وتكون متاحة للجميع مع توفير المواصلات.

كما أوصى المؤتمر بعدم إنشاء مطاعم وجبات سريعة بالقرب من المدارس، وتوفير خيارات لوجبات صحية في المقاصف بدلا عن الأكلات غير الصحية وعدم السماح بتواجدها في المدارس، والحد من الإعلانات لمنتجات الأطعمة العالية السعرات الحرارية التي تستهدف الأطفال وبخاصة في أوقات برامج الأطفال ولوحات الشوارع القريبة من المدارس وأماكن لعب وتجمعات الأطفال.

كما طالت التوصيات المطاعم، والتي أوصت بإلزام كل القاعات التي يوفر فيها الغذاء بوضع قائمة المكونات الغذائية والسعرات الحرارية عليها، لكي يتمكن الفرد من الاختيار الصحي السليم له ولأطفاله، وإلزام المطاعم السريعة بإيجاد خيارات صحية للغذاء، وإلزامها بعدم بيع الكميات المضاعفة من الوجبات الغذائية للأطفال.