السعودية تودع فصل الشتاء بعد استمراره 89 يوما

بالتزامن مع اقتراب القمر من الأرض في ظاهرة فلكية تعد الأولى منذ 20 عاما

TT

ينتهي فصل الشتاء مناخيا لهذا العام غدا الاثنين الموافق 21 مارس (آذار) من الشهر الحالي، عند تمام الساعة 2:31 فجرا، حيث يبدأ أول أيام فصل الربيع الذي سيستمر 92 يوما و21 ساعة، وذلك بحسب ما أعلنت عنه الجهات ذات العلاقة.

وأكد المهندس ماجد أبو زهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، لـ«الشرق الأوسط»، أنه وبمشيئة الله ستودع المملكة فصل الشتاء الذي بدأ في 21 ديسمبر (كانون الأول) 2010 من العام المنصرم في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، واستمر 89 يوما و6 ساعات تقريبا.

واتسقت تأكيدات الجمعية الفلكية بجدة مع تأكيدات الرئاسة العامة وحماية البيئة، على لسان حسين ميرا مدير إدارة التوقعات والأرصاد بالرئاسة العامة وحماية البيئة، في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» حول انتهاء فصل الشتاء، حيث قال إن «فصل الشتاء مناخيا ينتهي في 21 مارس، حيث تتساوى ساعات الليل والنهار إيذانا بدخول فصل الربيع مناخيا في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، وأن الفترة المتبقية من فصل الشتاء، التي ستنتهي يوم 21 مارس المقبل تخف فيها شدة هطول الأمطار».

وأوضح أبو زهرة أن الاعتدال الربيعي سوف يحدث تحديدا فجر الاثنين 16 ربيع الآخر الموافق 21 مارس (حسب تقويم أم القرى)، وتحديدا عند الساعة 2:31 فجرا (حسب توقيت مكة المكرمة) في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.

وفسر أبو زهرة فلكيا ظاهرة الاعتدال الربيعي بأنها تحدث عندما تعبر الشمس «ظاهريا» خط الاستواء السماوي قادمة من نصف جنوب السماء متجهة إلى النصف الشمالي من السماء، وأنه بناء على ذلك يكون كل من الليل والنهار تقريبا بطول 12 ساعة، وأن الشمس ستشرق تماما من نقطة الشرق وتغرب تماما في نقطة الغرب في يوم الاعتدال.

إلى ذلك، كانت الجمعية الفلكية بجدة أصدرت بيانا أوضحت فيه أن أشعة الشمس ستكون عمودية ظهرا على منطقة الاستواء، وتتوزع الحرارة والضوء بشكل متساو على نصفي الكرة الأرضية. وذكر البيان أن «المنطقة الواقعة شمال وجنوب المنطقة الاستوائية تتلقى الأشعة الشمسية مائلة بزاوية تتناقص من 90 درجة على خط الاستواء حتى الصفر في القطبين، وذلك بسبب ميل محور الأرض بمقدار 23.5 درجة».

وأرجع البيان الصادر من الجمعية الفلكية بجدة سبب حدوث الفصول الأربعة إلى الحركة الانتقالية للأرض حول الشمس مكونة الانقلابين والاعتدالين، حيث تتغير زاوية سقوط الأشعة الشمسية على محور الأرض بزاوية كل يوم، وفي النصف الجنوبي من الكرة الأرضية تكون الفصول معكوسة، حيث إنه في الوقت الذي يبدأ فيه فصل الربيع في النصف الشمالي يبدأ فصل الخريف في النصف الجنوبي.

وفي موضوع ذي صلة، شهدت سماء السعودية والخليج العربي والمنطقة العربية مساء أمس السبت الموافق 19 مارس من الشهر الحالي ظاهرة فلكية فريدة من نوعها يطلق عليها ظاهرة الحضيض، وهي اقتراب القمر من جارته الأرض في أقرب صورة، إلا أن النادر في هذه الظاهرة هو أن اقترابهما من بعضهما بعضا يعتبر الأقرب منذ 20 عاما، وذلك بحسب تأكيدات الجمعية الفلكية بجدة التي أوضحت أن القمر وقع في طور البدر المكتمل عند الساعة 9:10 مساء بتوقيت السعودية، وكان على مسافة 356576.9 كيلومتر من الأرض، وهي أقرب مسافة له من الأرض، مما جعل القمر يظهر أكبر من الأقمار الأخرى، لا سيما أنه وقع مباشرة في الجانب البعيد عن الشمس وشوهد من على سطح الأرض.

وينقسم المتابعون لهذه الظاهرة إلى قسمين، الأول منهم عرف بالمأساويين من الذين يؤمنون بلعنة هذه الظاهرة وربطوها بأسوأ الأحداث التي وقعت على الأرض بدءا من أول تاريخ تم رصدها فيه من زلازل وفيضانات وثورات براكين واجتياحات مائية وتسوناميات، بالإضافة إلى تغييرات حاسمة في بعض الدول.. والقسم الثاني هم الفلكيون الذين يرون أنها ظاهرة طبيعية ولا تحتاج عناء تفسيرها.

والمثير في هذه الظاهرة للمتابعين لها هو ارتباطها بكثير من الكوارث المتطرفة التي تحدث على كوكب الأرض بها، مما سبب قلق سكان الارض منها في كل مرة تحدث، فمنذ آخر مرة مر القمر فيها بالقرب من الأرض في 10 يناير (كانون الثاني) 2005 وقع زلزال إندونيسيا الذي بلغت قوته 9 على مقياس ريختر، إضافة إلى إعصار كاترينا الذي وقع في العام ذاته وخلف آلاف الضحايا، وغيرهما الكثير من الحوادث المتطرفة التي وقعت منذ الخمسينات، مرورا بعامي 1974 و1992، وصولا إلى 2011.

وهنا أوضح الفلكي السعودي ماجد أبو زهرة أن الربط بين اقتراب القمر من الأرض والظواهر المناخية هو اعتقاد خاطئ، موضحا أن الذي حدث وسيحدث هو أن عملية المد والجزر على الشواطئ البحرية سوف تكون أعلى بقليل مما هو معتاد، وذلك نتيجة لقوة الجذب التي يمارسها القمر، لكن لا يتوقع حدوث كوارث مناخية ضخمة.

إلا أنه استدرك وقال «ربما تكون هناك علاقة بين الزلازل القوية التي تحدث في الأماكن حول خط الاستواء والقمر عندما يكون في الطور الجديد وطور البدر، وهذا يرجع إلى عمليات المد والجزر لليابسة (وهي تشابه المد والجزر للمحيطات)، فربما قد تنتج عنها الهزات الأرضية (خصوصا أن القمر سيكون قريبا أكثر من المعتاد)، لافتا إلى أن آخر اقتراب مماثل حدث في عام 1412 هجريا، وسوف يعود ويتكرر هذا الحدث بعد مرور عقدين من الزمن.