غياب إحصائيات «مرضى الصلب المشقوق» وراء تنامي الإصابات بالسعودية

عضو مجموعة تطوعية لدعم المرضى يؤكد أن تناول «حمض الفوليك» الحل الأسهل والأنسب لمواجهته

TT

أرجع عضو في جمعية سعودية لدعم مرضى الصلب المشقوق، وهي جمعية خيرية تعاونية، افتقار بلاده لعيادات متخصصة لعلاج المرض، للضعف الحاد في وجود إحصائيات المنظومة الطبية عن المصابين بالمرض في البلاد، وهو الأمر الذي يسهم في قلة الوعي عن هذا المرض، وما يرتبط به من مشكلات صحية يعانيها المصابون به.

وأبرز الدكتور حمدان الحازمي، عضو مجلس إدارة المجموعة السعودية لدعم مرضى الصلب المشقوق (مجموعة خيرية تطوعية) استشاري المسالك البولية والأطفال بمستشفى الملك خالد الجامعي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، حاجة ماسة ومتزايدة للتعريف بأمراض الصلب المشقوق، والتوعية مما يرتبط به من أمراض أخرى، بعد أن لوحظ تزايد نسب انتشار هذا المرض في السعودية.

ودلل الحازمي في حديثه على بعض الإحصائيات الأخيرة التي أشارت إلى ارتفاع في نسب المصابين، بحيث تظهر إصابة واحدة في كل ألف حالة ولادة، حسب الإحصائيات العالمية.

وأكد الحازمي إصابة 500 طفل بالصلب المشقوق سنويا، عطفا على وجود 500 ألف حالة ولادة في البلاد سنويا حسب إحصائيات 2007، ملمحا الحازمي إلى وجود حراك علمي، للقيام بإحصائيات علمية في البلاد، لكنه أكد حاجة تلك الإحصائيات لمزيد من الوقت والمتابعة في آن واحد.

وأشار استشاري المسالك البولية والأطفال بمستشفى الملك خالد الجامعي إلى وجود نقص حاد في التوعية، والاهتمام الكافي، إضافة إلى دعم المصابين بالمرض لتخطي مراحله، ودعا في ذات الوقت إلى دعم ومساندة المجموعة السعودية لدعم مرضى الصلب المشقوق (إحدى مؤسسات المجتمع المدني)، التي قامت بإنشاء عيادات لمكافحة المرض في العاصمة، يبلغ عددها 3 مراكز.

وأشار الدكتور الحازمي إلى البدء في إجراءات تحويل المجموعة إلى جمعية توعوية، ولن تكتفي المجموعة بدورها التنظيري، بل ستعمل على إشراك الأهالي والأسر في هذا النمط من العمل الخيري.

وتوجد فروع المجموعة في عدة مراكز حكومية، هي مستشفى الملك خالد الجامعي وكلية الطب بجامعة الملك سعود، ومدينة الملك عبد العزيز الطبية، ومستشفى الملك فيصل التخصصي، في حين تسعى المجموعة إلى زيادة تلك المراكز في عدد من أنحاء البلاد.

وطالب عضو مجلس إدارة المجموعة السعودية بدعم مرضى الصلب المشقوق، وناشد وزارة الصحة بإنشاء مزيد من العيادات في جميع أنحاء المملكة، بحيث ينشأ في كل مستشفى رئيسي مركز يهدف للتوعية من مرض الصلب المشقوق.

وأكد الحازمي إمكانية تقليل الإصابة بهذا المرض إلى مستوى 50%، وذلك باتخاذ الإجراءات الوقائية البسيطة، والتي أثبتت الدراسات العلمية أن سبب ظهور هذا المرض بعد ولادة الطفل يتمحور حول تناول «حمض الفوليك» خلال مراحل الحمل.

واسترجع الدكتور حمدان الحازمي في حديثه بعض الدعوات الوطنية التوعوية، التي أوصت بتناول حمض الفوليك، والتي تندرج تحت مسمى «حبة وقائية» والتي توجهت للأسر في المجمعات التجارية، في 4 مدن رئيسية في البلاد.

وأضاف الحازمي أنه عند عقد عدد من اللقاءات مع الأسر، وجد مجموعة كبيرة من النساء تنعدم معلوماتهن عن المرض، وطرق الوقاية منه، وطالب في ذات الوقت إلى جانب توعية الأمهات بهذا المرض بأن يكون للمصابين حيز من الدعم في السلك التعليمي، ليتسنى دمجهم مع أقرانهم.

وأشار الحازمي إلى ضرورة القيام بالتوعية عبر أيام مفتوحة بهذا المرض، وضرورة جلب الأطفال المصابين، بصحبة أسرهم، ليكون اللقاء عبر مشاركة الأطباء وذوي المريض، وهو الأمر الذي اعتبره الحازمي قد يكون نوعا من التثقيف، والتحفيز على مواجهة المرض من قبل الأمهات.

ولم تكن نسب الإصابة بالمرض في السابق بنفس الصورة التي هي عليها الآن، مرجعا ذلك إلى تغير العادات الغذائية، وسوء التغذية عند الأمهات خلال فترة حملهن.

وعرج على مثال في السعودية، يتمحور حول قيام مؤسسة صوامع الغلال بتدعيم الدقيق المحلي «بحمض الفوليك»، والذي أثبتت الدراسات انخفاض نسب حالات الصلب المشقوق بنسبة 30%.

يشار إلى أن تناول «حمض الفوليك» الذي يكون على شاكلة أقراص فيتامينات تتناول عن طريق الفم، قبل نحو شهرين من بدء الحمل، وانتهاء في الأسبوع الثاني عشر من مرحلة الحمل، تقلل من إصابات بالتشوهات الخلقية، وأمراض الصلب المشقوق، وعيوب الأنبوبة العصبية، والشفة الأرنبية وشق الحنك، ومتلازمة داون. ويسهم أيضا إلى الحد من مشكلات القلب والكلى الخلقية وفقر الدم، كما تحدث الفائدة للأم الحامل بجنينها وتقلل من حدوث التجلطات في الأوعية الدموية، وبعض أنواع السرطانات، بنسب تتراوح من 50 إلى 70%.

ويشترك في الإشراف على المصابين الجدد عدد من الأطباء المتخصصين في جوانب طبية عدة منها، أطباء المسالك البولية، وأطباء المخ والأعصاب، وأطباء الأطفال، والعظام، والمتخصصون النفسيون.

ورغم وجود كوادر طبية مؤهلة تزخر بها البلاد، إلا أن التنظيم يقف حجر عثرة في وجه قيام مزيد من عيادات الصلب المشقوق.