«الانتخابات البلدية» تطغى على مجالس حائل والـ«sms» الوسيلة الأبرز للترويج للناخبين

بالتزامن مع مطالب بزيادة صلاحيات أعضاء المجالس البلدية

TT

بدأت حمى الانتخابات البلدية تطغى مبكرا على مجالس المنطقة والسهرات الحائلية الفريدة، التي من المقرر أن تنطلق قبيل نهاية العام الحالي، في المناطق والمحافظات السعودية المختلفة. واتجه عدد من الراغبين في الدخول للترشح في الانتخابات البلدية في حائل، هذا العام، للرسائل النصية الهاتفية، للتذكير بمواقع ترشيحهم، وحشد الدعم مكبرا والوقوف معهم.

وتعتبر منطقة حائل، ضمن أكثر المناطق السعودية من حيث نسب المشاركة في الانتخابات الماضية؛ حيث بلغت نسبة المشاركين في الانتخابات قرابة 81% من الناخبين المسجلين، في وقت بلغ فيه عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم 10.89 ألف ناخب، في مراكز الانتخاب في مدينة حائل الـ10، وبلغ عدد المسجلين في المراكز الـ14 خارج حائل 13.78 ألف ناخب، وبلغ عدد من ترشح لانتخابات المجالس البلدية بمنطقة حائل للدورة الحالية 181 مرشحا.

ولجأ عدد ممن رشحوا أنفسهم لخوض غمار الانتخابات إلى إعداد برامجهم الانتخابية والاستعداد مبكرا، وإيجاد عدد من الوسائل لزيادة الترابط والتعارف مع الأهالي والأقارب وسكان الدائرة، من خلال بث رسائل نصية عبر الهواتف الجوالة، بالإضافة إلى قيام البعض الآخر منهم بتوجيه دعوات لحشد التأييد من الناخبين. وطفت خلال الأيام القليلة الماضية، في عدد من المواقع الإلكترونية الخاصة في منطقة حائل، إعلانات عدد من أهالي المنطقة الترشح لانتخابات المجالس البلدية للدورة المقبلة، وسيطرت الإعلانات على حديث الأهالي خلال الأيام الماضية. من جهته، أكد عبد الرحمن دهيم الرشيدي، نائب مدير قطاع الآثار بحائل، وهو أحد من قام بالترشح للانتخابات الماضية في أحد فروع جنوب حائل، اعتماده على بث رسالة جوال للمشمولين بخدمات بلدية أنبوان، وهي القرية التي ترشح بها، لتذكيرهم بموعد الانتخابات والإعلان عن الترشح من جديد في الانتخابات المقبلة، طالبا منهم الدعم والمساندة في الأصوات، وغيرهما من متطلبات النجاح في المنطقة. وشدد الرشيدي، وهو من خريجي جامعة الملك سعود في ثمانينات القرن الماضي، على أن إعلانه الترشح في هذا الوقت وقبل انتخابات المجالس البلدية بأكثر من 6 أشهر، يهدف منه أن يتسنى له الإعداد مبكرا في التواصل مع الناخبين بشكل أفضل.

وقال الرشيدي إنه «قام باتخاذ هذه الخطوة لإيمانه بتحقيق أهداف ناخبيه وتطلعاتهم؛ حيث إنه يعمل في عدد من اللجان الرئيسية بالمنطقة، وهو ما يؤهله لخدمة أهله وأقاربه، عبر ترشحه لهذه الانتخابات البلدية، فهذا هدفه المعلن، ليس الوصول للمجلس فقط، بل سيعمل جاهدا على إيجاد خدمات بلدية مميزة، بالإضافة إلى محاولة تحسين الخدمة المقدمة لهم». وقال: «أنا أعد مرشحي، عليهم أن يتحملوا الأمانة ليكون لهم صوت فاعل في المجلس البلدي، في حين سأتبنى الدفاع عنهم والمطالبة بحقوقهم».

كان المجلس البلدي بحائل قد شهد حراكا وجدلا واسعَي النطاق داخل أروقة المجلس، نتجت عنهما استقالتان لعدد من أعضاء المجلس، كانت الأولى في 27 أغسطس (آب) 2007 لـ3 أعضاء، هم: هتاش الهمزاني، وعدي الهمزاني وسعود التمامي، الذين عزوا أسباب استقالاتهم، التي عدلوا عنها لاحقا، إلى عدم استطاعتهم الدفاع عن حقوق المواطنين الذين حملوهم الأمانة، وشددوا في الوقت ذاته على أن المواطن قام بالتصويت لمن ظن وتوقع أنه قادر على تنفيذ طموحاته عبر المجالس البلدية، ولم يجدوا ما يعين على أداء هذه الرسالة من قبل الأمانة، التي جعلت عضو المجلس البلدي يقف عاجزا عن تنفيذ مهامه الموكلة إليه، مما جعل المواطن يشعر بفقدان مصداقية الأعضاء، وفقا لتعبيرهم.

كانت الاستقالة الثانية لأعضاء في المجلس في 10 مايو (أيار) عام 2008، إثر تقديم نصف أعضاء المجلس البلدي بحائل، البالغ عددهم 12، استقالاتهم، كان بينهم 3 ممن قدموا استقالاتهم من قبل، مع دخول عبد العزيز المشهور وعبد العزيز العتيق، وشهدت هذه الاستقالة تقديم أحد الأعضاء المعينين، وهو عبد الله المطلق، استقالته، وبرروا استقالاتهم في حينها، عبر خطاب رفعوه لرئيس المجلس، بمعوقات «مفتعلة» تعوق عمل المجلس، وفقا لرؤيتهم آنذاك، لكنهم عدلوا عن الاستقالة، في أعقاب تأكيدهم الرغبة الجامحة في الحصول على صلاحيات أكبر وأوسع.

إلى ذلك، طالب فواز حجي فرحان الشمري، عضو المجلس البلدي في مدينة الخطة شمال حائل، بمنح صلاحيات أكبر لأعضاء المجالس البلدية، حتى يتمكنوا من أداء عملهم من دون معوقات، مشددا على أن تجربة الدورة الحالية قادت لهذه الحاجة، التي وصفها بـ«الملحة» لعمل المجالس البلدية. كان فواز قد تقدم باستقالته أكثر من مرة، احتجاجا على أداء عمل بلدية الخطة، وعزا ذلك حينها لرغبته في «إسماع صوت المواطن وإشراكه بصنع القرار» للارتقاء بالخدمات البلدية، وطالب، آنذاك، بتأهيل منسوبي الأمانات والبلديات، لتقبل عمل المجالس البلدية، لبلوغ الرقي في الخدمات المقدمة للمواطنين. وبعيدا عن أجواء الانتخابات، وللمعلومية، تنفرد حائل، إحدى كبريات وأهم المناطق «شمال السعودية» بطابع فريد خاص بها، لا تمتلكه أي منطقة أخرى سواها، عبر ما يعرف بـ«الشبات»، التي تعني مواعيد وأماكن تجمع أبناء المنطقة، إما حول «نار» في الشتاء للتدفئة مع تناول مشروبات مكافحة برد المنطقة القارس، مثل «الزنجبيل بالحليب»، أو حول لعبة «البلوت» المشهورة في السعودية.