مسؤولو المجالس البلدية: رتقنا الهوة بين «أمل» المواطن و«همة» الجهات الحكومية

اعتبروها تجربة ناجحة رغم العوائق التي اعترتها

الانتخابات تختلف نجاحا وفشلا من مدينة لأخرى ومن محافظة لأخرى («الشرق الأوسط»)
TT

اعتبر مسؤولون في المجالس البلدية في السعودية، أن التجربة التي خاضتها السعودية فيما يتعلق بتأثيرها في دفع عجلة التنمية من خلال الرقابة التي تلحظها على الأمانات وغيرها من الجهات الخدمية، أسهمت في رتق الهوة بين المواطنين وتلك الجهات الخدمية، من خلال حل المشكلات المجتمعية التي يطالب المواطنون الجهات الحكومية بوضع الحلول الجذرية لها.

ووصف الدكتور هشام الزير، نائب رئيس المجلس البلدي بالعاصمة المقدسة، في حديثه لـ «الشرق الأوسط»، التجربة البلدية في السعودية بـ«الثرية»، وأنها اختصرت الكثير من النقاش، حول آلية تنفيذ المشاريع الخدمية والتي تناط، بوزارة الشؤون البلدية والقروية، وقدمت الكثير من الاستشارات والتوصيات، التي وجد الكثير منها طريقا إلى التفعيل، ومن ثم تتسم المجالات البلدية بروح الفريق الواحد الذي يدرك تماما أن اكتمال المشاريع الخدمية، ومحاسبة المتعثر منها هو أمر يكفل للمجالس البلدية ديمومتها، وصيرورتها، نحو العملية التكاملية التنموية.

وأشار الزير، إلى أن المواطن أصبح يثق في هذه المجالس من خلال ما لمسه مؤخرا من أدائها والمواءمة مع الأمانات في المناطق المختلفة، خصوصا أن التجربة جاءت عن طريق الانتخابات وهو أمر يعود إلى ثقة المواطن فيمن يختاره وفق معايير لا بد أن يتمتع المنتخب بها، وهو ما قرره المواطنون أثناء الانتخابات، مستدركا أن تجربة المجالس البلدية يستحق المشاهد أن يقف عندها كثيرا خاصة أن مخاضها كان يافعا في السعودية، وخرجت من أفواه المواطنين بما يحقق لهم أعلى سقف لتطلعاتهم، في بناء ومتابعة كل ما ينبغي عمله لتحقيق الفائدة المنشودة، فيما يتعلق بالمشاريع التنموية.

من جانبه قال بشيت المطرفي، نائب رئيس المجلس البلدي بالعاصمة المقدسة، إنها تجربة جديرة بالاحترام خاضتها المجالس البلدية في السعودية، وإذا تطلعنا نحو السنين التي مضت وتحركت فيها عجلة التنمية والانتخابات نجدها، تختلف نجاحا وفشلا من مدينة لأخرى، ومن محافظة لأخرى، ومن الممكن أن يكون من أسباب النجاح، فهم أعضاء المجالس البلدية للائحة وقدرتهم على فهم الصلاحيات المعطاة للأعضاء بشكل عملي، ناهيك عن تعاون وإيجابية الأمانات والبلديات مع الواقع وترجمته إلى تنفيذ، وسرعة التجاوب مع قرارات المجلس البلدي.

وأفاد المطرفي، أن من سر نجاح التجربة هو قرب أعضاء المجالس البلدية، من المواطنين، والذين شكلوا سندا لأعضاء المجالس البلدية، وهناك بعض الأعضاء أثبتوا جدارة فعلية في تقلد مناصبهم، فكلهم أضحوا «خدما للمواطنين»، وصوتا لهم، وهي تجربة تراوحت بين تحقيق النجاح، وأحيانا عدم الوصول للنجاح المأمول في بعض المناطق والمحافظات، وهي تجربة شكلت نجاحات مرضية، من خلال توظيف الخبرات المتباينة لأعضاء المجالس البلدية في صناعة القرارات وتفعيلها.

وأشار نائب رئيس المجلس البلدي في مكة المكرمة، إلى أن أعضاء المجالس البلدية هم على تماس مع الخبرات القانونية والإدارية والمالية، والرسوم الهندسية، في خدمة المواطنين، مبينا أن لقاءات المواطنين مع أعضاء المجالس البلدية لم تتوقف، منذ البدايات، وهي جلها يصب في صالح المواطنين، حيث تجاوزت إلى أكثر من 12 لقاء مع المواطنين في مكة المكرمة، وبحضور مسؤولين من قيادات عليا في أمانة العاصمة المقدسة، أيضا وجود أعضاء من المجلس البلدي يستقبلون المواطنين ويحلون مشاكلهم وإشكالاتهم، والبرامج في مكة حرصت أولا على النزول إلى المواطنين، وثانيا استقبال المواطنين، ثالثا النزول إلى الميدان لمتابعة بعض خدمات البلدية الأساسية، ولدينا فرق ميدانية عددها ثلاثة فرق، فريق ميداني خاص بالقرى وخدماتها، وفريقان ميدانيان خاصان بمتابعة الخدمات الأساسية الستة في منطقة مكة المكرمة، ولعل الإخوان في فريق المتابعة الميدانية بحضور نحو تسعة أفراد كانوا موجودين، منهم عضو مجلس الغرفة، ورئيس بلدية الشرائع، وبعض مسؤولي الأمانة، لمتابعة بعض الخدمات البلدية الأساسية، ومنها السفلتة، والإنارة، الرصف، والنظافة، وصحة البيئة، ومتابعة هذه الخدمات والمشاريع الخدمية والتنموية الأخرى الموجودة.

وأضاف المطرفي «الأسبوع الماضي كان عضو المجلس البلدي عدنان شفي، ومعه رئيس بلدية الشوقية، وأيضا مسؤولي الأمانة لمتابعة الخدمات المقدمة في حي الشوقية، وأيضا عضو المجلس عابد الحسني كان في جولة في وادي نعمان للوقوف على الخدمات الأساسية أيضا التي تقدمها الأمانة، وهكذا تجدنا من البداية وحتى الآن نتابع ما تقدمه الأمانة من خدمات، وبالتالي لما يجد المواطن أعضاء المجلس البلدي يبادرون بالحضور إلى أحيائهم والاهتمام بشكواهم، يشعر بالثقة، ويعطينا النجاح الذي نأمل فيه، وطموحنا أكبر من هذا النجاح، وهذا النجاح يعتمله بعض الإخفاقات، وربما يكون السبب من المجلس نفسه، أو من اللائحة والتي لم تحدّث، أو من عدم التعاون من بعض الأجهزة في أمانة العاصمة المقدسة، أو بسبب عدم تعاون بعض الأجهزة الخدمية خارج أمانة العاصمة المقدسة، وهذه العناصر من الممكن أن تؤدي إلى عدم النجاح، وعلى الرغم من هذا حققنا نجاحا لا بأس به في مكة المكرمة من خلال نسبة القرارات التي نفذت والتي طرحها المجلس، والمجلس عقد نحو 95 جلسة دورية خلال السنوات الماضية، وعقد أكثر من 32 جلسة للجنة التواصل، بحضور مواطنين، وعقد مثلها للجان الأخرى مثل لجنة صحة البيئة، ولجنة الموارد البيئة، ولدينا وحدة أصدقاء المواطنين، وهذه كلها شكلت النجاح للمجلس البلدي في مكة المكرمة.