الحوار الوطني: دراسة أثبتت أن 75% من السعوديين يتابعون أخبارهم المحلية في وسائل الإعلام الدولية

مسؤول رفيع في وزارة الإعلام السعودية يرد على منتقدي أداء الإعلام المحلي

جانب من جلسات الحوار الوطني التي انطلقت في الطائف أمس
TT

شن مسؤول رفيع في وزارة الإعلام السعودية هجوما على محاور طرحها مشاركون في جلسات الحوار الوطني الذي انطلق يوم أمس في مدينة الطائف، معتبرا أن من تناولوا الأمر غير ملمين بالقوانين والأنظمة والآليات الخاصة بوسائل الإعلام.

وأوضح عبد الرحمن الهزان المشرف على التلفزيون السعودي والمتحدث الرسمي لوزارة الإعلام لـ«الشرق الأوسط» أن بعض المداخلات كانت عبارة تصحيح وإيضاح لأمور لا يمكن السكوت حيالها، باعتباره ممثلا للجهة المعنية بالإعلام في البلاد، وقال: «السكوت على الخطأ يعتبر إقرارا بالأمر».

وعن الملاحظات التي وردت على لسان بعض المشاركين في الحوار، من خارج الوسط الإعلامي، قال الهزاع: «نحن لا نتدخل في اختيار المشاركين في الحوار، ورغم ذلك الحوارات وآلياتها جيدة، ولكني أطالب المشاركين خلال المشاركات القادمة بأن يركزوا على محاور الموضوع، بعيدا عن الحديث في موضوعات أخرى، وأن يفهموا قوانين وآليات وزارة الإعلام من جهات إعلامية مقروءة ومسموعة»، منتقدا المتداخلين غير الملمين بموضوع النقاش.

إلى ذلك كشف الدكتور فهد السلطان، نائب الأمين العام لمركز الحوار الوطني، عن البدء في إعداد دراسة استطلاعية بحثية عن واقع الإعلام المحلي، وسبل تطويره ليتسق مع وجهة نظر المجتمع السعودي، ليتم توجيهها إلى وسائل الإعلام بمختلف أنواعها.

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن الدراسة هي رافد إضافي للمركز، تأتي متزامنة مع تنظيم لقاءات للحوار المعني بالإعلام، وسبل تطويره، ومواكبته بين المجتمع والمؤسسات الإعلامية.

وتهدف الدراسة - بحسب السلطان - إلى تحديد مؤشرات لقياس التفاعل مع الإعلام المطبوع والإعلام الجديد (الإنترنت) والتلفاز، وتوضيح مصدر المعلومة للمتلقين السعوديين للأخبار بمختلف أنواعها السياسية والاجتماعية والمحلية.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن مركز الحوار الوطني ناقش دراسة أعدت من قبل وزارة الخارجية، أثارت نتائجها المشاركين في الحوار الوطني، بعد أن بينت أن 75 في المائة من السعوديين يستقون الأخبار المحلية من وسائل إعلامية خارجية.

وبالعودة إلى السلطان، اعتبر مناقشات الحوار جيدة وجرت بشكل حضاري، وروعي فيها اختيار المشاركين من أفكار مختلفة، كما تم تنظيم المداخلات بشكل جيد ينعكس على التوصيات الجديدة التي تفيد المجتمع.

وحول قلة التمثيل وغياب مشاركين في الحوار، قال السلطان: «هذا الحوار هو الأول بين أربعة حوارات، ستوزع بين المناطق، تناقش نفس الموضوع، وسيكون الأخير والمزمع عقده في حائل، سيشارك فيه تمثيل كبير من مسؤولين ورؤساء لصحف محلية ووسائل إعلام مرئية».

وكان اللقاء الوطني التاسع للحوار الفكري قد بدأ جلساته صباح يوم أمس في مدينة الطائف، بمشاركة 60 مشاركا ومشاركة يمثلون مختلف شرائح المجتمع السعودي، لمناقشة عدد من المحاور الخاصة بالإعلام في السعودية، بكل تخصصاته وفروعه وأشكاله، بالإضافة إلى منطلقات الإعلام في المملكة من الناحية الشرعية والفكرية، ودور الإعلام الجديد في تشكيل الرأي العام في البلاد، ومستقبل الإعلام في السعودية.

وقال فيصل بن معمر، الأمين العام بمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، إن هذا اللقاء منبثق من لقاءات وطنية للحوار الفكري، عقدت في وقت سابق، وركزت على تمحيص القضايا التي تمس حياة المواطن العامة، والقضايا التي يحرص المجتمع السعودي على مناقشتها وطرحها دائما للبحث والنقاش.

ويسعى المحور الأول في الحوار إلى مناقشة واقع الإعلام السعودي بمختلف أنواعه، ومناسبة هذا الواقع لمكانة السعودية الدينية والاقتصادية على المستوى الإقليمي والدولي، ويعنى المحور في الوقت ذاته بدراسة الأنماط الإعلامية المتاحة، والتعريف بواقع وسائل الإعلام الحالية الحكومية والخاصة، ودورها في نقل الصورة الحقيقية للمجتمع السعودي.

ويخصص ثاني محاور اللقاء لمناقشة المنطلقات الشرعية والفكرية للإعلام السعودي، بما يعزز الشفافية والتقارب والتفاهم بين مؤسسات المجتمع، بالإضافة إلى مناقشة دور الإعلامي ووظيفته المهنية في إيصال الحقائق العامة، بالإضافة إلى بحث عدد من السياسات والنظم الإعلامية السعودية، وتحديد ملامح مؤسسات الإعلام السعودي من حيث التوجهات والأهداف.

بن معمر أكد أن اللقاء يشكل أول اللقاءات التحضيرية التي ستعقد في 4 مدن خلال الأشهر المقبلة، قبل انعقاد اللقاء الختامي الذي تقرر أن تستضيفه منطقة حائل. وعودة لمحاور اللقاء، حيث يركز المحور الثالث على إيجابيات وسلبيات الإعلام الجديد (المواقع الإلكترونية، الشبكات الإلكترونية الاجتماعية، المواقع الخبرية، الصحف الإلكترونية)، ودور هذا النوع من الإعلام في تشكيل وصياغة الرأي العام، بالإضافة إلى الدور الكبير والمتطور والمتسارع لوسائله، وأثرها على الأمن الفكري والاجتماعي.

ويسلط المحور الرابع من محاور اللقاء الوطني الضوء على هوية الإعلام السعودي واستشراف مستقبله ووسائل تطويره من الجوانب كافة، بشرية وتقنية وفنية وتنظيمية، لتحقيق الانسجام والتفاعل المنشود بين وسائل الإعلام وأفراد المجتمع ومؤسساته الرسمية والمدنية، في سبيل التعريف بالواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي السعودي، والتعاون المشترك في التعامل مع المستجدات والمتغيرات المحلية والإقليمية والدولية.

وبالرجوع إلى الأمين العام بمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، بن معمر، أكد أن اللقاءات التحضيرية للقاء الوطني التاسع للحوار الفكري تهدف إلى التعرف على رؤية أفراد المجتمع وتطلعاتهم حول واقع الإعلام، لأنه يمثل أحد أهم الموضوعات المطروحة للنقاش، لارتباطه بالمجتمع السعودي وتحولاته، وللتعرف على آراء المواطنين حوله، وهو الأمر الذي يساعد في تحقيق التنمية الشاملة بمختلف مستوياتها، ووصولا إلى الارتقاء بالمستوى الإعلامي وتطوير أداء المؤسسات الحالية والحديثة وتلافي القصور.