مصادر في الحوار الوطني لـ «الشرق الأوسط»: بحث قضايا تشغيل الفتيات وقيادة السيارة

قضايا المرأة تعود من جديد لطاولة الحوار

TT

بعد هدوء نسبي في مناقشات الحوار الوطني السابقة، بسبب عدم تطرقها لقضايا المرأة، أعلن مصدر مسؤول في المركز الوطني للحوار أن المركز سيناقش وعلى مستوى السعودية من جديد واقع المرأة السعودية، وخاصة فيما يتعلق بقضايا العمل بعد أن شهدت سوق العمل مؤخرا تعطيلا لقرارات حكومية تصب في صالح توظيف فتيات بالقطاع الخاص، للعمل «كاشيرات» وباعة للملابس النسائية، إضافة إلى عجز بعض رجال الأعمال على إيجاد أزياء محتشمة للموظفات تواكب الموضة ولا تسبب نفورا في المحلات.

وشهدت سلسلة الحوارات الوطنية التي شهدتها مدن السعودية لدوراتها التسع، التي قادها نخبة من المثقفين والملمين بالأوضاع الاجتماعية والثقافية، ولكن دائما ما كانت تلك الحوارات تخرج بمقترحات ونقاشات هادئة، ما عدا القضايا المتعلقة بالمرأة، بعد أن أفردت المثقفات والسيدات في تلك المجالس جملة من المطالب والأمنيات التي يأملن أن يتم تناولها والالتفات إليها، أبرزها البطالة باعتبارها المحرك البارز لكل الأوضاع السيئة في حياتهن الاجتماعية والمعيشية.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن عددا من المثقفات يطالبن بضرورة طرح فكرة قيادة المرأة للسيارة بجدية ضمن ملفات الحوار الوطني للدورات القادمة.

وكان الحوار الوطني الثالث الذي استضافته المدينة المنورة، قد شهد جدلا كبير في الأوساط السعودية بسبب خروج مثقفة من الحوار الوطني متأثرة نتيجة مداخلة عنيفة من داعية انتقدها في مواضيع طالبت بها، وهو ما سبب الكثير من التساؤلات والتأويلات، في سماء الصحافة والمتابعين.

من جهة أخرى انتقد إعلاميو مدينة الطائف، المستضيفة لفعاليات الحوار الوطني، تجاهلهم بسبب عدم توجيه الدعوة لهم، وهو ما اعتبروه تجاهلا من قبل القائمين على إدارة الحوار الوطني، وقالوا في بيان لهم - حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه - بأن المشاركين في الحوار المخصص لقضايا الإعلام يشارك فيه من هم بعيدون عن الإعلام، وتوجهات القراء.

جلسات الحوار الوطني التاسع التي انطلقت تحت عنوان «الإعلام الواقع وسبل التطوير: حوار بين المجتمع والمؤسسات الإعلامية» اعتبر المشاركون فيها أن أداء الإعلام المرئي السعودي دون المستوى، مشيرين إلى غيابها عن المنافسة في مضمار الأخبار والتقارير الإعلامية بما يدور في الوطن العربي، بل حتى على الصعيد الداخلي، مشيرين إلى اعتبار الإعلام المرئي المحلي للأمطار التي هطلت على جدة أمطار خير وبركة، في الوقت الذي تحولت فيه إلى كارثة قادت إلى وفاة 130 شخصا.

وطالب المشاركون بتأهيل الكوادر الإعلامية لتطوير الإعلام السعودي حتى يكون منافسا عالميا وإقليميا، مع مراعاة تعديل مخصصات الإعلاميين في جميع المجالات الإعلامية، فيما أشار إعلاميون وإعلاميات إلى ضبابية سقف الحرية. ودعت مداخلات لمراعاة التقيد بالمظهر الإسلامي للإعلاميات أثناء زيارتهن للجهات الحكومية والمناسبات والتغطيات الصحافية، وطالب الحضور بإعادة النظر في مخاطبة الشباب وتشجيع إنشاء صحف حرة تضم جميع أطياف المجتمع لتنافس الإعلام الجديد من تويتر والـ«فيس بوك». وقال عبد الرحمن الهزاع المستشار والمشرف العام على التلفزيون بوزارة الثقافة والإعلام على بعض المداخلات بأن سقف الحرية اختلف عن السابق فهناك فرق شاسع بين ما يحتوي الإعلام السابق والحاضر.

وطالب الشيخ صالح بن عبد الرحمن الحصين، رئيس مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني في كلمته في افتتاح جلسات اللقاء مديري الحوار الالتزام بالحياد الكامل، وقال: «الإعلام عندما يذكر لا بد تذكر معه حرية التعبير مرتئيا أنه لا يوجد عصر من العصور كثرت فيه الضجة حول حرية التعبير مثل هذا العصر».