«كلكم لآدم وآدم من تراب».. برنامج لمكافحة العنصرية والقبلية بالسعودية

انطلق من حائل ويسعى لتعميمه على كافة أرجاء البلاد للحفاظ على النسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية

مهرجان الجنادرية أحد الأمور التي تبنتها السعودية للتأكيد على الوحدة الوطنية والتقارب الاجتماعي («الشرق الأوسط»)
TT

بالتوازي مع المساعي الرسمية الرامية إلى مكافحة العنصرية والقبلية في أوساط السعوديين، وهما الشيئان اللذان يعتبران من مهددات الوحدة الوطنية هنا، انطلق في منطقة حائل (إلى الشمال من العاصمة)، برنامج لمكافحة العنصرية والتمييز المجتمعي وتوعية المجتمع بأضرارهما على مكوناته ونسيجه.

وتبنت هذه الحملة رابطة الحياة التطوعية التابعة للجنة التنمية الاجتماعية الأهلية في مدينة حائل ويشرف على اللجنة نخبة من نساء المنطقة.

وأكد سعود الراضي الرفاع، نائب رئيس لجنة التنمية الاجتماعية بحائل لـ«الشرق الأوسط» أن البرنامج انطلق منتصف هذا الأسبوع تحت شعار «كلكم لآدم وآدم من تراب».

ويهدف البرنامج، بحسب الرفاع، إلى إلغاء التمييز والعنصرية والقبلية بين الشعب السعودي وزيادة اللحمة الوطنية والترابط الاجتماعي إثر انتشار بعض البرامج الإعلامية التي تنادي بالعنصرية والقبلية مع إقامة احتفالات بتكاليف مالية باهظة.

وأوضح الرقاع أن فكرة البرنامج قدمتها الزميلة فاطمة اليحياء، مشرفة البرنامج وهي مسؤولة رابطة الحياة التطوعية بلجنة التنمية الاجتماعية في حائل. وذكر سعود أن فكرة البرنامج تكون بداية بالتعريف بهذه الحملة وأيضا يتخللها مسابقة لتصميم إلكتروني مفتوحة للرجال والنساء ومن شروطه أن يكون التصميم من فكرة المصمم ويعبر عن عنوان المسابقة (كلكم لآدم وآدم من تراب).

ويراعى في تصميم برنامج مكافحة العنصرية، وضوح الفكرة والدقة وألا يقل طول وعرض التصميم عن 600 ميغابيكسل، وأيضا يشترط أن يكون لرابطة حياة التطوعية والتابعة للجنة التنمية الاجتماعية الأهلية في حائل الحق في استخدام التصاميم في حملاتها القادمة. وحدد سعود مدة هذه الحملة بالشهر، مطالبا الجميع المشاركة بهذه المسابقة.

وأبان سعود أن المرحلة الثانية من هذه البرنامج ستنطلق في وقت لاحق من هذا العام أيضا بعد تدشين شعار هذه الحملة وسيكون مبدئيا على مستوى مدينة حائل وسيتم تعميمه في المرحلة الثالثة على جميع محافظات ومدن وأرياف حائل، آملا في إيجاد دعم لهذه الحملة التطوعية حتى نتمكن من إيصال الرسالة كاملة وتحقيق أهداف هذا البرنامج، مشددا على أن المرحلة الأولى تم تحديد تكاليفها بـ10 آلاف ريال نظرا لقلة الدعم.

ويطمح سعود في أن يتم تعميم هذه الفكرة على جميع مناطق السعودية بعد تقييم تجربة هذا البرنامج بحائل.

يذكر أن مركز الملك عبد العزيز ناقش ضمن فعاليات الخطاب الثقافي السعودي الثالث القبلية والمناطقية والتصنيفات الفكرية وأثرها على الوحدة الوطنية مطلع هذا العام، وقد ركزت الرؤى والأفكار التي توصل إليها المشاركون والمشاركات في اللقاء إلى أن المملكة العربية السعودية مكونة من مجتمع متنوع وقبائل متعددة، وهذا يمكن أن يكون عنصر قوة ودعم للوحدة الوطنية المبنية على أساس المواطنة في الحقوق والواجبات إذا أحسن توجيهه وتسديده.

وفي المقابل يرى المشاركون والمشاركات أن تغليب الولاء للقبيلة أو المنطقة أو المذهب أو الفكر على حساب الولاء للوطن، المرتكز على الشريعة، مخالف للإسلام، ولنظام الحكم، وحقوق الإنسان. ولأن المجتمع السعودي مجتمع متنوع ومتعدد، وهناك تفاوت في المفهوم والممارسة، فإنه يجب استثمار هذا التباين في تعزيز الوحدة الوطنية وخدمة التنمية بما يضمن بناء مستقبل وطني حضاري موحد، حيث إن الوطن السعودي قام وتوحد على أساس العقيدة الإسلامية من خلال أفراد بمختلف قبائلهم وتوجهاتهم، وتعزيز هذا المفهوم بين المواطنين مناط بشكل رئيسي بوسائل الإعلام والجهات التربوية والتعليمية، التي يعول عليها في تعزيز الوحدة الوطنية، ونشر وعي المواطنة، وتكريس مفهوم الوحدة والتلاحم الوطني بين قبائل ومناطق البلاد.