الظلام يلف 3 مدن كبرى تشارك في الحدث العالمي «ساعة الأرض»

ترويجا للترشيد والمحافظة على البيئة والطاقة

TT

للمرة الثانية على التوالي، تشارك مساء اليوم السبت 3 مدن سعودية في الحدث البيئي العالمي «ساعة الأرض»، لتقليص حجم انبعاث الغازات الناجمة عن الاحتباس الحراري، نتيجة استخدامات الطاقة الكهربائية، حيث يسود الظلام عددا من المعالم والأبراج والمراكز التجارية، إضافة إلى بعض الإدارات الحكومية والقطاع الخاص، تذكيرا بأهمية المحافظة على البيئة.

وتشارك الرياض وجدة والدمام، مدنا في نحو 92 دولة حول العالم، الحدث الدولي بإطفاء الأنوار عن أهم المعالم فيها في تمام الساعة الثامنة والنصف ولمدة ساعة.

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» عبد السلام بن عبد العزيز اليمني، نائب الرئيس للشؤون العامة بالشركة السعودية للكهرباء، أن الجهات والأفراد يشاركون كمبادرات منهم، وأضاف موضحا «لن نطفئ الإضاءة عن أي أحد، فالخيار متروك للجميع لاتخاذ القرار، فساعة الأرض لها علاقة بحرارة الأرض فقط، وليست من اختصاص شركة الكهرباء»، مبينا أن الأمر سيحدث كما كان في العام الماضي.

وأعرب عن أمله في مشاركة أكبر قدر ممكن من الناس، لكنه عاد ليؤكد أن الأمر اختياري وليس إجباريا، معتبرا إياه ظاهرة حضارية تشعر بالتفاعل مع شعوب العالم ومقاسمتها همّ كوكب الأرض.

وحث اليمني جميع الجهات التجارية والحكومية والأفراد على المشاركة بشكل جاد هذا المساء. وقال «نريد أن نوصل رسالة بالإحساس والمسؤولية تجاه أرض نعيش عليها، فالمراد من ذلك إشعار الناس بأهمية هذا الكوكب وأن حرارة الأرض بدأت في التزايد، وأن الطاقة يجب خفضها سواء في الإضاءة أو التكييف أو نحوهما».

وحول أعلى ذروة للإنتاج وقدرات التوليد المتاحة في السعودية، بيّن اليمني أنها كانت في العام الماضي نحو 46 ألف ميغاوات.

من جهته، قال الدكتور علي عشقي، الخبير البيئي، إن ساعة الأرض تعتبر دعوة رمزية ورسالة صادقة إلى دول العالم لترشيد استهلاك الكهرباء، مما قد ينعكس إيجابا على البيئة. وقال إن المشاركة لن تقدم كثيرا في خفض التلوث الضوضائي والاحتباس الحراري. وزاد «أود أن أشير إلى ضرورة المسارعة في الالتفات لما هو أهم من ذلك، وهو تلوث الهواء بسبب وسائل النقل المتعددة جراء انبعاثات الغازات الناجمة عن حرق البترول، فالمطلوب من الجهات المعنية تقنين وسائل النقل وعمل قطارات ووسائل نقل جماعية للتقليل من درجات التلوث، فلدينا طرق أفضل وأهم من قطع الكهرباء لمدة ساعة، حيث تعتبر السيارات المصدر الرئيسي لتلوث الهواء في المدن، وعلى الرغم من اتخاذ إجراءات لتخفيف انبعاثاتها فإن معظم دول العالم ما زالت تعاني من التلوث الشديد للهواء الناجم عن قطاع النقل». وقال عشقي «هنا ومن خلال التذكير بساعة الأرض يجب أن ندرك أهمية وضرورة الحذر من تلوث أكبر على واقع هذا القطاع وتدابير الحد من تلويثه للأجواء في بعض البلدان العربية».

الدكتور محمد حبيب، الخبير في أبحاث البيئة، أوضح «بطبيعة الإنسان وبصفة عامة نحن لا نهتم إلا إذا بدأنا بالتأثر.. فالتلوث في المياه لم يكن محط الاهتمام إلا بعد حدوث التسمم والتلوث الواقع في المياه. وأيضا يجب ألا نهمل عملية الضوضاء السمعية فهي تأتي في مقدمة التلوث الرهيب جدا، فيجب أن نلفت نظر العالم، ليس كل عام كما هو اليوم (ساعة الأرض)، بل كل شهر، إن استطعنا، لتدارك ما سوف يحصل من تلوث قبل الوقوع في تلوث أعلى مما نحن فيه، فيجب المحافظة على الهواء والماء، فمدينة جدة وللأسف وبحسب بعض المواقع تعد من أكثر المدن تلوثا للهواء».

وطالب حبيب المدارس بدمج مناهج البيئة منذ المراحل الأولى من التعليم والتركيز على هؤلاء الأطفال من خلال التنبيه عليهم من قبل معلميهم لحماية البلد من التلوث بدلا من التركيز على أشياء قد لا تخدمنا إطلاقا. وأعرب عن أمله في أن يقام في السعودية أسبوع للبيئة كباقي الأسابيع التي تقام لبعض المناسبات، كون البيئة أمرا مهما وضروريا في حياة الإنسان - على حد قوله.

وتفاعلا مع «ساعة الأرض»، أعلن عدد من المراكز التجارية والشركات المشاركة في المناسبة هذه الليلة، ضمن الحملة العالمية التي ينظمها الصندوق الدولي لرعاية الحياة البرية، ويشارك فيها مئات الملايين من الأشخاص والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية. وتعود فكرة «ساعة الأرض» إلى عام 2007، حيث بدأت بمبادرة أسترالية، لجذب الأفراد والمنظمات والمؤسسات والجهات الحكومية إلى مقدار السهولة التي يسعهم أن يسهموا بها في تخفيف الضغط على موارد كوكب الأرض.