«عاصفة رملية» تضرب السعودية.. وأيادي الآباء على أنوف الأبناء

تعليق الدراسة في 7 مناطق تعليمية.. واستنفار طبي لمواجهة حالات الربو.. وإيقاف مطار الدمام لساعات

آثار العاصفة الرملية التي ضربت السعودية تطال الحياة العامة وتسهم في انحسار الحركة (تصوير: أحمد فتحي)
TT

تسببت موجة الغبار التي شهدتها العاصمة السعودية الرياض مساء أول من أمس الجمعة 25 مارس (آذار) الحالي، في تعليق الدراسة في مدارس التعليم العام بالعاصمة الرياض والمنطقة الشرقية بالمملكة، ويأتي هذا التعليق للدراسة كثاني إجازة تعليمية يحصل عليها طلاب المدارس خلال أقل من أسبوعين، حيث سبق منح كافة القطاعات الحكومية بالدولة، ومنها مراحل التعليم، إجازة ليوم واحد عقب صدور عدد من القرارات الملكية.

من جانبه، أكد محمد بن سعد الدخيني، المتحدث الرسمي لوزارة التربية والتعليم السعودية، في حديث هاتفي لـ«الشرق الأوسط» عن تعليق الدراسة في مدينة الرياض والإدارة العامة للتربية والتعليم بالمنطقة الشرقية ليوم السبت، مؤكدا أن ذلك التعليق جاء بعد التنسيق مع الجهات المعنية، وعلى خلفية ما تشهده سماء المنطقة الوسطى والشرقية من استمرار لموجة الغبار.

وأوضح الدخيني أن كل تلك الإدارات علقت بها الدراسة، موضحا أن المدارس بكل من حفر الباطن والأحساء والخرج شملها ذلك التعليق، لأنها كانت على خط العاصفة الترابية.

وأشار الدخيني إلى أن إدارات التربية والتعليم في المناطق والمحافظات، التي تتعرض لموجة الغبار، لها حق ممارسة الصلاحيات المفوضة لمديري التربية والتعليم بتعليق الدراسة أو استمرارها بعد التنسيق مع الجهات المعنية وفق ما تقتضيه الحاجة.

وعلى صعيد ذي صلة، أكد مصدر مطلع للهيئة العامة للطيران المدني السعودي لـ«الشرق الأوسط» تعليق إدارة مطار الملك فهد الدولي في الدمام، ليلة أول من أمس، الجمعة، 25 مارس (آذار) الحالي، على خلفية العاصفة الترابية التي ضربت الأجزاء الشمالية الشرقية من البلاد.

وأوضح خالد الخيبري المتحدث الرسمي للهيئة العامة للطيران المدني أن جميع الرحلات المغادرة والمقبلة لمطار الملك فهد الدولي بالدمام، سواء الداخلية أو الدولية، علقت جراء موجة الغبار التي ضربت المنطقة الشرقية بعد استقبال المطار لـ7 رحلات دولية كان من المقرر أن تهبط في مطار الكويت الدولي، إلا أن تلك الرحلات لم يتأت لها الهبوط في مطار الكويت، مما استدعى تحويلها إلى مطار الملك فهد الدولي بالسعودية.

وأكد الخيبري متابعة الهيئة العامة للطيران المدني على مدار الساعة الأحوال الجوية وتقلباتها لتتأكد من سلامة كافة الرحلات الجوية المقبلة والمغادرة من كل مطاراتها المحلية.

من جانبها، كشفت مراصد الطقس أنه بلغت درجة الحرارة، أول من أمس، على معظم المحافظات الشمالية، بين 15 و19 درجة مئوية كعظمى، بينما في الوقت نفسه من الأسبوع الماضي تجاوزت 30 درجة مئوية على معظم تلك المناطق، بفارق من 10 إلى 15 درجة مئوية.

وأرجع هذا التفاوت لعبور جبهات باردة يتبعها ضغط مرتفع يثير الغبار ويخفض درجة الحرارة، ثم سرعان ما تبدأ هذه الكتل في التأقلم داخل البلاد وتعاود درجات الحرارة الارتفاع السريع.

وكانت المنطقتان الوسطى والشرقية تأثرتا يوم أمس السبت 26 مارس (آذار) الحالي بهذا الانخفاض في درجات الحرارة، حيث بلغت العظمى في الرياض حدود 23 درجة مئوية، بفارق 13 درجة عن اليومين الماضيين، وسجلت منطقة القصيم 21 درجة مئوية بفارق 15 درجة مئوية عن اليومين الماضيين.

ومن المتوقع أن تعاود درجات الحرارة الارتفاع، اليوم الأحد، لتصل في الرياض لـ26 درجة مئوية، بفارق ثلاث درجات عن اليوم السابق (السبت)، وفي الغالب فإن التفاوت الجاف في درجات الحرارة يتبعه نشاط في الرياح وعوالق ترابية وطقس خال من الغيوم الممطرة على معظم مناطق البلاد، بينما توالي درجات الحرارة ارتفاعها غدا الاثنين لتصل العظمى في الرياض إلى 31 درجة مئوية، وفي مكة 33 درجة مئوية، والشمالية 25 درجة مئوية، والشرقية 25 درجة مئوية، وسماء صحوة بوجه عام على معظم مناطق المملكة.

كما يلاحظ من خلال خرائط الطقس العالمية الإشارة إلى طقس حار خلال الأسبوع المقبل، ومع بداية شهر أبريل (نيسان)، حيث يتوقع أن تبلغ في الرياض 40 درجة مئوية.

وعلى صعيد ذي صلة، أدت موجة الغبار التي غطت سماء الرياض إلى تدني الرؤية الأفقية، بينما شهدت أقسام الطوارئ في مستشفيات المنطقة مراجعة عشرات المرضى ممن يعانون من أمراض الجهاز التنفسي والربو، مما دفع بمدير عام الشؤون الصحية بمنطقة الرياض، الدكتور عدنان العبد الكريم، لتوجيه إعلان حالة الاستنفار في جميع المستشفيات، وزيادة عدد الأطباء والممرضين في أقسام الطوارئ لتقديم الخدمات الطبية المناسبة للمرضى.

من جانب آخر، وبحسب توقعات الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في تقريرها اليومي ليوم السبت، فقد كانت توقعاتها تتحدث عن استمرار نشاط الرياح السطحية التي تثير الأتربة والغبار، وتحد من مدى الرؤية الأفقية على وسط المملكة، وشرقها ويمتد حتى الأجزاء الداخلية من جنوب البلاد.

وتوقعت الرئاسة أن تكون الرياح السطحية على البحر الأحمر شمالية غربية إلى غربية بسرعة 15 - 40 كلم في الساعة، تصل سرعتها إلى 50 كلم في الساعة أحيانا، وتوقعت ارتفاع الموج من متر إلى متر ونصف المتر ليصل إلى مترين أحيانا، بينما حالـة البحر متوسط الموج إلى مائج أحيانا.

أما على الخليج العربي، فتشير توقعات مصلحة الأرصاد السعودية إلى أن الرياح السطحية ستكون شمالية غربية بسرعة 15 - 38 كلم في الساعة، تصل سرعتها إلى 45 كلم في الساعة، وارتفاع الموج من متر إلى متر ونصف المتر يصل إلى مترين أحيانا، وحالـة البحر متوسط الموج.