يسعى تجمع نسائي عقد في الرياض، أمس، لتطوير مشاركة المرأة السعودية في المجتمع، وذلك من خلال إيجاد نوافذ جديدة وغرس الثقة فيها، وتكريس قيمتها كعضو فاعل، عبر معرض متخصص يشارك فيه أكثر من 200 جهة.
وانطلق أول من أمس في العاصمة الرياض معرض «لها»، الذي يستمر 3 أيام تحت رعاية الأميرة الدكتورة ديما بنت تركي بن عبد العزيز آل سعود، حيث يتضمن ورش عمل ومحاضرات حول احتفاظ المرأة السعودية بعاداتها وتقاليدها والابتعاد عن اقتفاء أثر الغرب في المحاكاة. وقالت الأميرة الدكتورة ديما بنت تركي، راعية الحفل في كلمة لها، إن خارطة العالم تنكمش، ويصبح أقرب إلى بعضه بعضا، مشيرة إلى تغير العالم وتغير البشر، متسائلة عن حسنات التغيير، وهل يقود إلى حال أفضل، أم أنه مجرد هوس بالتغيير حسنه وسيئه، أم الظن بأن التغيير سلوك ينم عن رقي وتمدن وعلو في المكانة والمكان.
وأبدت شعورها بالقلق «من اقتفاء سعوديات أثر الغرب بشراهة». وأضافت: «أننا، إلا من رحم ربي، نقتفي أثر الغرب بشراهة، ونبالغ في محاكاته، ونسبغ على تصرفات أفراده قداسة لا تمس، اعتقادا بأن هذا الغرب منزه عن الخطأ، ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهو اعتقاد ضال، يزعجني جدا أن تتبناه المرأة السعودية، تحديدا، وكأنه الفكرة الوحيدة الصائبة التي ستحرر العقل من جهله، والروح من خيباتها، والأفكار من النقص الذي يعتريها». وأوضحت: «يزعجني ذلك، لأنني أرى في المرأة السعودية رمزا للمثابرة والقوة والإصرار والإصلاح وبناء الإنسان والأوطان، لكنها تُبقي قيدا ثخينا من تبعية الغرب مربوطا في ساقها، ربما عمدا منها، لتظل في حوزته، وربما من غير قصد منها وإنما من باب العادة، لكنها في الحالتين تبطئ من حركتها، وتضيق المكان المتاح لخطواتها، وتنزع من نفسها صفة الاستقلالية، وتجعل من مبادئها وقناعاتها ومفاهيمها وآرائها مأمورة بأمر الغرب وطريقته هو في التعاطي مع الأمور والأحداث والأديان والناس أجمعين». ويأتي المعرض استجابة للنمو المطرد لدور المرأة السعودية في تشكيل الحياة داخل مجتمعها واضطلاعها بأدوار المسؤولية في أكثر من موقع، واقتحامها مجالات عدة، لم تكن قادرة على اقتحامها قبل سنوات مضت، ويسعى المعرض عبر ورش عمله ومحاضراته وأجنحته لتكريس الثقة في قدرة المرأة على خوض التحديات، من دون تردد أو خوف، مدعمة ثقتها هذه بتقبل بيئتها لطبيعة حضورها الجديد.
وكانت مجموعة «عذيب» ممثلة في إدارة التنمية الاجتماعية قد رعت معرض مستلزمات المرأة (لها)، الذي يركز على تفعيل دور المرأة السعودية وإسهامها في التنمية الاجتماعية من خلال مشاركتها في صياغة تجربة فريدة عبر فعاليات وأنشطة المعرض. وأوضحت الأميرة مها بنت عبد العزيز بن أحمد بن عبد العزيز، مساعدة نائب الرئيس للتنمية الاجتماعية بمجموعة «عذيب»، أن هذه الرعاية تأتي تأكيدا لقناعة المجموعة بأهمية مثل هذه المناسبات، وامتدادا لمشاركة المجموعة في رعاية الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية المؤثرة والفاعلة على المستوى الوطني، التي مما لا شك فيه تبرز دور التنمية الاجتماعية لمجموعة «عذيب».