«العقم» يلتهم خصوبة نحو 10% من السعوديين.. معظمهم حديثو الزواج

النوع «الأولي» يصيب 40% من المرضى.. و«الوجبات السريعة» و«قلة الحركة» أسباب مستجدة

1183 مطوفا ومطوفة شاركوا أول من أمس في انتخابات مؤسسة مطوفي حجاج جنوب شرقي آسيا التي استمرت حتى ساعة متأخرة من الليل («الشرق الأوسط»)
TT

مع اتباع الكثير من السعوديين لنمط الحياة المعاصر من حيث أسلوب التغذية وطرق التنقل والترفيه التكنولوجي، فقد لا يعلم معظمهم بأن ذلك أسهم في تراجع معدلات الخصوبة بين الجنسين، حيث كشف خبير في أبحاث العقم لـ«الشرق الأوسط» بأن نحو 10 في المائة من السعوديين مصابون بالعقم، على نوعيه: العقم الأولي (لمن لم يسبق له الإنجاب)، والعقم الثانوي (لمن أنجب ثم أصابه العقم)، مع كون معظم المرضى هم من صغار السن وحديثي الزواج، بينما أكد على الدور الكبير الذي يلعبه نمط الحياة المعاصرة في تزايد هذه النسبة على المستويين المحلي والعالمي.

وأوضح الدكتور باسم أبو رافع، المشرف على كرسي أبحاث العقم في جامعة الملك سعود، واستشاري أمراض النساء والولادة والعقم وجراحة المناظير النسائية، أن العقم الأولي هو الأوسع انتشارا بين المرضى السعوديين بما يقارب 40 في المائة منهم، مشيرا في الوقت ذاته إلى وجود شح في الدراسات حول ذلك، بالنظر إلى كون المنشآت الحكومية التي تعالج العقم محدودة العدد، حيث تضم الرياض وحدها قرابة 9 وحدات للعقم فقط.

وتابع حديثه لـ«الشرق الأوسط» مؤكدا أن معظم المرضى السعوديين يفضلون العلاج في المراكز الخاصة مقارنة بالأخرى الحكومية، وهو ما أرجعه إلى البحث عن «الخصوصية» ومرونة الوقت والمواعيد، وبين أن المستشفيات الحكومية لا تستوعب إلا عددا معينا من المرضى، مما يجعلها توجه العلاج لمن لم يسبق لهم الإنجاب قط، على اعتبار أنهم الأكثر احتياجا إلى العلاج من المصابين بالعقم الثانوي.

وبسؤاله عن أسباب العقم أفاد بأن نصفها يكون من عند الرجل والنصف الآخر من المرأة (بنسبة 50 في المائة لكليهما)، وأردف موضحا أنه عند النساء السعوديات تنتشر متلازمة المبيض متعدد الأكياس، الذي وصفه بأنه «اضطراب هرموني»، حيث يفيد الدكتور أبو رافع بأنه يعتمد على نوعية نمط الحياة، بما يشمل النظام الغذائي وغيره، مشددا على الدور الذي تلعبه عوامل مثل: قلة الحركة، عدم ممارسة الرياضة، زيادة الوزن، تناول الوجبات السريعة.

وعن الجانب الوراثي يوضح المشرف على كرسي أبحاث العقم أن ذلك يشمل حالة «بطانة الرحم المهاجر» التي تتنقل وراثيا بين العائلات، وأضاف: «لكن العامل الوراثي غالبا ما يكون لدى الرجال، وهناك أنواع نعرفها يكون فيها خلل في كروموسوم واي، بحيث يكون لدى الرجل ضعف شديد في الحيوانات المنوية بسبب هذا الخلل الكروموسومي، وهنا بالإمكان علاجه، لكن سيكون لدى أبنائه نفس الخلل مستقبلا، وسيحتاجون إلى العلاج ذاته».

وفي ما يخص الطرف الأسرع استجابة للعلاج، يقول: «المرأة بالإمكان أن تتحسن بصورة أكبر، بعكس الرجل الذي عادة ما يكون لديه ضعف شديد في المعلومات»، وحول فاعلية العلاج الشعبي في ذلك يجيب قائلا: «الطب تغير في آخر 15 سنة واتجه نحو مفهوم العلاج المبني على البرهان العلمي، فأصبحنا لا نستطيع وصف الدواء إلا بعد الدراسات وإثبات فاعليته، وهذا أمر غير موجود في العلاج والوصفات الشعبية».

وبالسؤال عن مستوى تقنيات علاج العقم في السعودية، يصفها المشرف على كرسي أبحاث العقم بأنها «تواكب الموجود في الخارج بشكل كبير»، مشيرا إلى التوجه نحو الأبحاث خلال السنوات العشر المقبلة، مع الاهتمام المكثف من قِبل الجامعات السعودية حول ذلك، حيث يؤكد أبو رافع بأن معظم المرضى السعوديين يتلقون العلاج داخليا، بقوله: «من النادر أن نقول لأحد المرضى: اذهب للعلاج في الخارج».

يذكر أن المشاريع البحثية التي يعمل عليها كرسي أبحاث العقم في جامعة الملك سعود تشمل الأبحاث الإكلينيكية (Clinical Research)، وتتضمن التالي: دراسة مدى أثر العقم على حالة الزوجين النفسية والاجتماعية بالمجتمع السعودي، دراسة طرق ووسائل العلاج المتوفرة والمستخدمة لعلاج العقم ومقارنة فعالياتها والنظر في طرق تطويرها، دراسة العوامل الثانوية التي قد تؤثر على نسبة نجاح علاج العقم ومن ثم دراسة طرق علاجها بهدف تحسين نسبة النجاح، دراسة وسائل الحفاظ على قدرة الخصوبة عند مرضى السرطان، ابتكار طرق علاجية جديدة لمرضى العقم، إنشاء قاعدة بيانات إلكترونية مركزية للعقم بجامعة الملك سعود.

يضاف إلى ذلك الأبحاث العلمية الأساسية (Basic Science Research) وهي تعنى بالتالي: ابتكار وتطوير طرق وسائل علاجية جديدة مثل (الخلايا الجذعية)، دراسة المسببات الوراثية والجينية لمرضى العقم بالمجتمع السعودي، دراسة وسائل الحفاظ على الغدد التناسلية أو جزء منها خارج الجسم بهدف استخدامها لاحقا (لمرضى الأورام الخبيثة بعد إتمام علاجهم)، دراسة طرق إعادة زرع المبايض المستأصلة كليا أو جزئيا بهدف إعادة القدرة على الإنجاب (لمرضى الأورام الخبيثة بعد إتمام علاجهم).