المدينة المنورة تحتضن أول ملتقى لخطاطي المصحف الشريف

بمشاركة 31 دولة عربية وإسلامية ودول أخرى

TT

تنطلق في نهاية أبريل (نيسان) الحالي بالمدينة المنورة، فعاليات أول ملتقى يجمع بين أشهر خطاطي المصحف الشريف من الجنسين على مستوى العالم، ينظمه مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة.

ويعكف المجمع على الأعمال التحضيرية للملتقى الذي ينطلق بعنوان «ملتقى مجمع الملك فهد لأشهر خطاطي المصحف الشريف في العالم» في الفترة من 26 أبريل إلى الثاني من مايو (أيار)، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.

وأوضح الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي الأمين العام لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف رئيس اللجنة التحضيرية للملتقى، أن تنظيم الملتقى الذي يعد الأول من نوعه في العالم، يأتي ضمن الرسالة التي يقوم بها المجمع تجاه العناية بالقرآن الكريم، والسنة والسيرة النبوية، وما يتصل بهما من علوم.

وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «جهودا حثيثة واكبت تنظيم الإعداد للملتقى وحرصت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد على أن يظل المجمع موردا عذبا لكل ما يمت بصلة لخدمة كتاب الله ونشره، ووفق قادة السعودية لدعم كل جهد في سبيل إبراز أهمية خدمة كتاب الله»، مشيرا إلى أن الفكرة انطلقت من الوزارة ممثلة في الأمانة العامة للمجمع وتبلورت أنشطتها منها بعد إجراء الدراسات اللازمة، وتوجت بصدور الموافقة السامية إيذانا بعقد هذا الملتقى العالمي.

وأضاف أن الخط العربي ملكة إبداعية، وفن متميز حظي بالاهتمام والعناية من العرب والمسلمين، وقد شجع النبي - صلى الله عليه وسلم - الصحابة على تعلم الكتابة وسلك في ذلك وسائل مختلفة، ثم تنوعت مظاهر العناية بالقرآن الكريم بعد الرعيل الأول، فمهر جمهرة من الخطاطين على مر العصور وبرعوا في الخط وكتبوا المصاحف الخاصة والعامة، وكان الغالب في كتابة المصاحف الخط الكوفي حتى القرن الخامس الهجري، ثم كتبت بخط الثلث حتى القرن التاسع الهجري، ثم استقرت كتابتها بخط النسخ إلى هذا الزمن.

وأردف «إدراكا من المجمع بأهمية عقد ملتقى يجمع أشهر خطاطي المصحف الشريف في العالم، حرص في تنظيمه على مشاركة نخبة ممن تشرفوا بكتابة المصحف، ومن المهتمين بعلم الرسم العثماني، وقضايا الخط العربي، والزخرفة، ويحظى الملتقى بمتابعة وتوجيه وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرف العام على المجمع».

وبين أن من أهداف الملتقى تقدير جهود أمهر خطاطي المصحف الشريف، وتكريمهم والاحتفاء بهم، وعرض تجارب أبرع الخطاطين في كتابة المصحف، وبيان مناهجهم في ذلك؛ للإفادة منها، وإبراز الرسالة التي يحملها خطاط المصحف الشريف، والعمل على إيجاد ضوابط مرعية في زخرفة المصاحف.

وأشار إلى أن الملتقى يهدف إلى المزاوجة في صناعة الخط العربي بين خطوط الخطاطين والحاسب الآلي، ومحاولة الوصول إلى توافق وتقارب في مصطلحات الخط العربي، مع عرض نماذج بخط الخطاطين من المصاحف المكتوبة بالروايات المشهورة والقراءات المتواترة، واكتشاف طاقات واعدة من خطاطي المصحف الموهوبين، ثم تشجيع التواصل بين خطاطي المصاحف، والمهتمين والمختصين بدراسة الخط العربي.

وذكر أن 280 خطاطا وخطاطة سيشاركون في الملتقى، ينتمون إلى 31 دولة عربية وإسلامية ودول أخرى من مختلف أرجاء المعمورة، بينما يبلغ عدد الجهات المشاركة 20 جهة رسمية، وعدد اللوحات التي ستعرض 600 لوحة من روائع الخط والزخرفة.

وحول أبرز المعالم الثقافية للملتقى، والخطاطين الذين سيشاركون، قال «يتضمن البرنامج الثقافي للملتقى المحاضرات عن تطور خطوط المصاحف عبر العصور، وجهود مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (إرسيكا) في خدمة المصحف، والجهود الصينية في كتابة المصحف الشريف، والخط العربي.. أنواعه وتنمية تذوق جمالياته، وواقع الخط العربي وسبل النهوض به».

ويتضمن كذلك الندوات في الخط العربي بين الخطاطين والمبرمجين، وجماليات الخط العربي في كتابة المصاحف.. مفهومها، ومقوماتها، وخصائصها، ومشروع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف للخطوط الحاسوبية المطابقة والموافقة لمصحف المدينة النبوية، يضاف إلى ذلك عروض تجارب الخط والزخرفة وعددها 7 عروض، وهي لخطاطين وخطاطات من مختلف دول العالم.