مدينة الملك فهد الطبية تدشن «الكاليماري» لمنع التدخل الجراحي في آلام العمود الفقري والأعصاب

السعودية ثاني دولة تستخدمه بعد لبنان

TT

تناقش جهات طبية رسمية في السعودية، من خلال ورشة عمل في مدينة الملك فهد الطبية، الطرق التي سيتم بها استخدام جهاز «الكاليماري»، الذي اخترعه طبيب ألماني، ويغني عن التدخل الجراحي، في إنهاء آلام العمود الفقري، والتهاب العصب الخامس بالوجه، وآلام أسفل الظهر والكتف، لتحل السعودية كثاني دولة عربية بعد لبنان في استخدامه، وسيتم تطبيقه فعليا في الثاني من أبريل (نيسان) الحالي.

وكشف الاستشاري الدكتور ماجد أبو شنب، المتخصص باستخدام جهاز الكاليماري، بمؤسسة الأجهزة الحيوية، لـ«الشرق الأوسط»، أن الجهاز الطبي الكهربائي، يعتبر ثورة في مجال الطب الحديث، فهو جهاز فريد من نوعه لإزالة الألم من دون جراحة وآمن، وليس له آثار جانبية ضارة، يزيل كل الآلام المزمنة والحادة الناتجة عن الأمراض العصبية وأمراض السرطان.

وقال الدكتور أبو شنب: «يستخدم الجهاز لعلاج الآلام بطريقة الموجات الكهربائية، بدلا من طريقة الأدوية، وذلك بوضع أقطاب كهربائية موصلة من الجهاز على سطح جلد المريض حول منطقة الألم، ويقوم الجهاز بقراءة الإشارات الكهربائية المرسلة، خلال السيالات العصبية عبر العصب إلى الدماغ بوجود (ألم)، ومن ثم يقوم الجهاز بتحليل هذه الإشارات وبث إشارات كهربائية معاكسة لها، وإرسالها إلى الدماغ، ويتم استبدال إشارة (ألم) بإشارة (لا يوجد ألم)، وبذلك يتم إلغاء مفهوم الألم عند الدماغ ولا يشعر المريض بالألم، وبغض النظر عن شدة الألم وقوته فإن الألم يزول تماما وفي الحال».

وأضاف بالقول: «مدة الجلسة الواحدة تستغرق من 30 إلى 45 دقيقة حسب حالة ونوع المرض، ولكي تتم الاستفادة القصوى يجب على المريض أخذ 10 جلسات خلال 10 أيام متتالية في مدة أقصاها أسبوعين، ويستمر زوال الألم لمدة طويلة من الزمن قد تزيد على سنة، ومن خلال الجلسات المتتابعة يشهد المريض فائدة كبيرة وسيطرة تامة على الألم».

وزاد أبو شنب «بعد جلسة واحدة، يزول الألم لمدة أيام ثم يعود ثانية، ولكن مع زيادة عدد الجلسات يتم التخلص من الألم لمدة طويلة جدا وقد لا يعود أبدا، خاصة مع الآلام المزمنة التي تحفظ بذاكرة الدماغ ويستمر الشخص في الإحساس بالألم حتى لو تمت معالجة العضو المصاب، فالجلسات المتلاحقة ولمدة 10 جلسات على الأقل، يتم مسح الألم من ذاكرة الدماغ ولن يشعر بالألم مرة أخرى».

وعن بداية استخدامه في السعودية، علق الاستشاري السريري، «سوف يبدأ اليوم السبت الثاني من أبريل بمدينة الملك فهد الطبية بالرياض، ورشة عمل لمدة يومين تتضمن التعريف بالجهاز وبطريقة عمله، تليه المناقشة والرد على استفسارات الحضور، من قبل المحاضرين المختصين بالجهاز والقادمين من لبنان، وإيطاليا من قبل الشركة الصانعة، وسوف تشهد هذه الورشة أطباء من جميع المستشفيات المتخصصين بهذا المجال، وسوف يتم علاج عدد من المرضى القادمين من مستشفيات مختلفة بالجهاز خلال يومي ورشة العمل، علما أن الورشة سوف تقام أيضا بالمستشفى الجامعي بجدة يومي الاثنين والثلاثاء الموافق 4 و5 أبريل، وسوف تتم المشاركة وعرض الجهاز بمؤتمر مكة الثاني لعلاج الألم، من 5 إلى 8 أبريل 2011م، الذي يقام بمكة المكرمة بفندق جراند كورال».

وعن الدول العربية التي استخدمت الجهاز، أوضح أن «لبنان هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تستخدم الكاليماري، وبالنسبة للسعودية، ولأول مرة فقد تمت المشاركة بإعطاء محاضرة عن الجهاز، وإقامة ورشة عمل لمدة يومين ضمن فعاليات (المؤتمر الثاني لطب الألم) بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، وتم استخدام الجهاز، خلال المؤتمر في عيادة الألم في المستشفى على بعض المرضى، وكانت النتائج ناجحة بشكل مذهل، وأكد المشاركون في المؤتمر من أطباء الألم، وأطباء التخدير، والأمراض العصبية وغيرهم بقدرة وفعالية الكاليماري لإزالة الألم تماما ودون أي تدخل جراحي، وأنه يعتبر جهازا مبتكرا ورائدا في هذا المجال».